أضرار قضم الأظافر: الآثار الصحية والنفسية المدمرة

تشوهات الأظافر

يؤدي قضم الأظافر باستمرار إلى مشكلات مؤلمة في الأظافر والجلد المحيط بها، وهذه العادة تتسبب غالباً في إزالة جزء أكبر مما هو متوقع من الظفر والجلد المحيط به، ما ينتج عنه ظهور الجلد الميت حول الأظافر، الذي يشكل جروحاً مفتوحةً قابلةً للالتهاب بسهولة، بالإضافة إلى أن هذه الممارسة قد تؤدي إلى نمو الأظافر تحت الجلد في الأصابع، وهو ما يعرف بالأظافر الناشبة، التي تسبب ألماً وتورماً، وقد تتطور إلى التهابات تستدعي التدخل الجراحي في بعض الحالات.

الأسنان واللثة

تتعرض الأسنان لأضرار بالغة نتيجة الاحتكاك المستمر مع الأظافر أثناء قضمها، فمع مرور الوقت يؤدي هذا الاحتكاك إلى تآكل طبقة المينا الواقية للأسنان، ما يجعلها عرضة لمشكلات صحية خطيرة على المدى الطويل، بالإضافة إلى أن هذه العادة قد تتسبب بتحرك الأسنان من مواضعها الطبيعية، ما يؤدي إلى ظهور فجوات بينها وسوء محاذاة الفكين العلوي والسفلي، وقد يصل الأمر إلى كسر الأسنان أو تشققها نتيجة الضغط المتكرر عليها أثناء قضم الأظافر. 

علاوةً على ذلك فإنَّ هذه العادة قد تزيد من احتمالية الإصابة بمشكلة صرير الأسنان المزمنة، التي بدورها قد تؤدي إلى مشكلات صحية أخرى مثل الصداع وألم الفك ومتلازمة المفصل الصدغي الفكي.

ولا يقتصر الضرر على الأسنان فحسب، بل يمتد ليشمل اللثة أيضاً، فيمكن أن تنتقل البكتيريا من الأظافر إلى الفم، ما قد يسبب أمراض اللثة وتراجعها، بالإَافة إلى أن هذه البكتيريا المنقولة باستمرار إلى الفم قد تؤدي إلى مشكلة رائحة الفم الكريهة.

العدوى والأمراض

يشكل قضم الأظافر تهديداً كبيراً لصحة الجسم، فهذه العادة تفتح باباً واسعاً لدخول الجراثيم والكائنات الدقيقة الضارة إلى الجسم، فالفم بوابة رئيسة لدخول الميكروبات.

وتتعرض الأيدي باستمرار للملوثات والمسببات المرضية المختلفة، وتتراكم الجراثيم تحت الأظافر خاصةً، وعند وضع الأظافر الملوثة بهذه الجراثيم في الفم فإن ذلك يزيد فرص الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض، التي قد تتراوح من نزلات البرد الشائعة إلى الالتهابات المعوية الحادة، بالإضافة إلى أن هذه العادة قد تزيد خطر الإصابة بأمراض أكثر خطورة في حالات نادرة، مثل التهاب الكبد.

إضعاف المناعة

يؤدي قضم الأظافر باستمرار إلى تعريض الجسم إلى كميات كبيرة من الجراثيم، ما يشكل ضغطاً متزايداً على جهاز المناعة، فهذه العادة تزيد احتمالية الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا باستمرار، ويتعرض الأشخاص الذين يقضمون أظافرهم إلى نوبات البرد أكثر من غيرهم، وتؤدي هذه الإصابات المتكررة إلى إضعاف الجهاز المناعي تدريجياً، ما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بأمراض أخرى.

فكلما تكررت الإصابة بنزلات البرد، أصبح الجهاز المناعي أقل قدرة على مقاومة الأمراض، وبالتالي يصبح الجسم أكثر عرضةً للإصابة بعدد من الأمراض الأخرى.

تقدير الذات والثقة بالنفس

يتجاوز تأثير قضم الأظافر الجانب الصحي ليطال الجوانب النفسية للفرد على نحو كبير، فكثيرون ممن يعانون ممارسة هذه العادة تدني تقدير الذات، وهو ما يؤدي إلى سلسلة من المشكلات النفسية المعقدة، فغالباً ما يشعر هؤلاء الأشخاص بالحرج الشديد من مظهر أظافرهم، ما يدفعهم إلى محاولة إخفاء أيديهم أو تجنب المواقف الاجتماعية كلياً، وينتج عن ذلك شعور متزايد بالخجل وانخفاض في قيمة الذات.

ويمكن أن يؤدي القلق المستمر بشأن مظهر الأظافر إلى تأثير سلبي عميق في الصحة النفسية للفرد، بالإضافة إلى أنَّ هذه العادة قد تتحول إلى حلقة مفرغة من التوتر والقلق، فالإجهاد قد يؤدي إلى قضم الأظافر، ما يزيد بدوره مستويات التوتر، وقد تصبح هذه العادة آلية للتعامل مع المشكلات العاطفية، ما يصعب معالجة السبب الجذري للقلق.

النظرة المجتمعية

تنعكس عادة قضم الأظافر سلباً على الصورة الاجتماعية للفرد، فهي تُصنف غالباً بأنها سلوك غير لائق، ما يؤدي إلى تكوين انطباعات سلبية تؤثر في مختلف جوانب الحياة، فعلى الصعيد المهني قد تُفسر هذه العادة بأنها علامة على عدم الاتزان أو ضعف الشخصية، ما قد يعيق التقدم الوظيفي أو يقلل فرص النجاح في المقابلات المهنية.

أمَّا في السياق الاجتماعي فقد تؤدي إلى نفور الآخرين أو تكوين أحكام مسبقة عن قدرة الشخص على التعامل مع المواقف الضاغطة، وبالتالي فإنَّ هذه النظرة السلبية من المجتمع تشكل عبئاً إضافياً على من يعانون هذه العادة، ما قد يدفعهم إلى الانعزال أو الشعور بالقلق المستمر من تقييم الآخرين لهم.

وفي الختام، يُنصح باتباع عدة استراتيجيات فعّالة للتخلص من عادة قضم الأظافر، فيمكن البدء بالحفاظ على الأظافر قصيرة وتنظيفها بانتظام، بالإضافة إلى إبقاء اليدين مشغولتين بأنشطة مثل الطبخ أو الحياكة أو الرسم، ويُنصح بتعلم تقنيات إدارة التوتر والقلق، وفي الحالات الأكثر صعوبة قد يكون من المفيد استشارة متخصص نفسي للمساعدة في التعامل مع الأسباب الجذرية لهذه العادة وتطوير آليات تكيف صحية.

 المراجع 

[1] vitalrecord.tamhsc.edu, 5 reasons to stop biting your nails
[2] hackensackmeridianhealth.org, Nail Biting: Is it That Bad?
[3] trinkner.com, Dangers of Nail Biting
[4] nellysbeautyhouse.com, 8 dangers of biting nails you didn’t know
[5] uclahealth.org, How biting your nails is affecting your health