جار التحميل...
تتعدَّد الأسباب والدوافع التي تؤدّي إلى اعتياد أكل الأظافر، وقد تختلف من شخص إلى آخر، وفي ما يأتي بعضها:
يرتبط سلوك أكل الأظافر ارتباطاً وثيقاً بحالات القلق والتوتُّر النفسي؛ فغالباً ما يلجأ الأشخاص إلى هذه العادة بوصفها آليَّة للتعامل مع المشاعر السلبية، أو الاستجابة لاضطرابات القلق، وعلى الرغم من أنَّ العبث العرضي بظفر غير مُستَوٍ، أو جلد ميِّت حول الظفر، قد لا يُثير القلق عادةً، فإنَّ الانخراط المُستمِرّ في هذا السلوك قد يُشير إلى وجود توتُّر كامن، أو اضطراب قلق.
ويمكن أن يحدث هذا السلوك بوعي عندما يشعر الشخص بالتوتُّر، أو القلق، أو قد يتطوَّر ليصبح عادة لا شعورية يمارسها الفرد دون إدراك، وعلى الرَّغم من شيوع هذه العادة بين الأطفال، فإنَّها قد تستمِرّ حتى مرحلة البلوغ.
يرتبط سلوك أكل الأظافر المُزمِن في بعض الحالات باضطراب الوسواس القهري؛ فقد تكون هذه العادة من الأعراض المُصاحِبة لهذا الاضطراب النفسي؛ إذ يجد الشخص نفسه مدفوعاً قهريّاً إلى ممارسة هذا السلوك رغم محاولاته العديدة للتوقُّف عنه.
ولا يقتصر الأمر على اضطراب الوسواس القهري فحسب، بل قد يرتبط أيضاً بحالات نفسية أخرى، مثل: اضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه، وقلق الانفصال، ومُتلازمة توريت؛ وهي اضطراب عصبي يتضمَّن أصواتاً غير مرغوب فيها، أو حركات لا إرادية مُتكرِّرة لا يمكن السيطرة عليها بسهولة.
يُعَدّ الملل والإحباط من المُحفِّزات الرئيسة لعادة أكل الأظافر؛ فعندما يشعر الشخص بالملل، أو عدم وجود ما يشغله، قد يلجأ إلى هذا السلوك بوصفه وسيلة لتمضية الوقت وإشغال اليدَين، وغالباً ما يحدث هذا تلقائيّاً دون وعي؛ إذ يُمثِّل أكل الأظافر استجابة آليَّة للحظات الخمول أو الفراغ، كما أن الشعور بالإحباط قد يدفع الشخص إلى ممارسة هذه العادة؛ للتنفيس عن مشاعره السلبية.
تؤدّي العوامل الوراثية دوراً مُهِمّاً في نشوء عادة أكل الأظافر لدى بعض الأفراد؛ فوجود تاريخ عائلي لهذه العادة يمكن أن يزيد احتمالية ممارستها بصورة ملحوظة، وخاصَّة إن كان لكلا الوالِدَين تاريخ معها، ويُشير هذا إلى أنَّ المَيل لتطوير عادة أكل الأظافر قد يكون مُرتبِطاً بالتركيبة الجينية للشخص؛ ممّا يُفسِّر جزئيّاً سبب انتشار هذه العادة في بعض العائلات أكثر من غيرها.
يرتبط سلوك أكل الأظافر في بعض الأحيان بلحظات التركيز العميق والانهماك الفكري؛ فقد يُمارس الشخص هذه العادة دون وعي أثناء محاولته حلّ مشكلة مُعقِّدة، أو التفكير بعمق في أمر ما، وفي هذه الحالات لا يكون أكل الأظافر خياراً واعياً، بل مَيلاً تلقائيّاً يحدث أثناء انشغال الذهن بمَهمَّة تتطلَّب تركيزاً مُكثَّفاً، وقد لا يدرك الشخص أنَّه يمارس هذا السلوك إلّا لاحقاً؛ ممّا يُصعِّب السيطرة عليه أو إيقافه في تلك اللحظات من الاستغراق الذهني.
هناك العديد من الطُّرُق الفعّالة للتعامل معها، والحَدّ من آثارها السلبية، وفي ما يأتي بعض الاستراتيجيات المفيدة للتغلُّب عليها:
التعرُّف إلى المُحفِّزات التي تُؤدّي إلى قضم الأظافر خطوة مُهمَّة للتغلُّب عليه؛ فعبر تحديد هذه المُحفِّزات، يمكن وضع استراتيجيات مناسبة؛ لتجنُّب المواقف التي تُثير الرغبة في قضم الأظافر مُستقبَلاً، وعند الشُّعور بالرغبة في وضع الأصابع بالفم، يمكن الاستعانة بممارسات اليقظة الذهنية؛ لاتِّخاذ قرارات واعية، والتفكير في أساليب تكيُّف صِحِّية بديلة.
وتتضمَّن ممارسات اليقظة الذهنية التركيز على اللحظة الحالية، وملاحظة الأفكار والمشاعر دون إصدار أحكام؛ ممّا يساعد على زيادة الوَعي بالدوافع التي تؤدّي إلى أكل الأظافر، والتحكُّم فيها بشكل أفضل.
تُعَدّ عملية تقصير الأظافر بانتظام من الطرق الفعّالة للحَدّ من عادة أكلها؛ فعندما تكون الأظافر قصيرة، يصبح من الصعب الوصول إليها بالأسنان؛ ممّا يُقلِّل الشعور بالرضا عند محاولة قضمها، والأظافر القصيرة تكون أقلّ عُرضة للتشقُّق أو التكسُّر؛ ممّا يحدّ من الرغبة في تسويتها بالقضم.
يُعَدّ استخدام طلاء الأظافر ذي الطعم المُرّ وسيلة فعّالة للحَدّ من عادة قضم الأظافر؛ فهذا الطلاء المُتوفِّر في الصيدليات دون وصفة طبِّية يُضفي طعماً كريهاً على الأظافر؛ ممّا يُثني عن الرغبة في قضمها، ورغم مذاقه السيِّئ، فإنَّ تركيبته آمِنة للاستهلاك؛ ممّا يجعله خياراً موثوقاً للراغبين في التخلُّص من هذه العادة، وهو يُسهِم في كَسر الرابط النفسي بين التوتُّر وقضم الأظافر.
شَغل اليدَين أو الفم استراتيجية فعّالة للحَدّ من عادة قضم الأظافر؛ فمن خلال توفير بدائل للعَبَث بها، مثل كرة ضغط، يمكن تحويل الطاقة المُرتبِطة بقَضم الأظافر إلى نشاط آخر أقلّ ضرراً، ومَضغ العلكة أيضاً يُعطي الفم مَهمَّة بديلة؛ ممّا يساعد على تقليل الرغبة في وضع الأصابع داخل الفم، وبهذه الطريقة، يجري توجيه الدافع إلى قضم الأظافر نحو أنشطة أكثر إيجابيَّة؛ ممّا يُسهِم في كسر هذه العادة تدريجيّاً، وتعزيز سلوكات صِحِّية بديلة.