جار التحميل...
كما تختلف كيفيَّة تنظيم ميزانيَّة البيت تبعاً لعدد أفراد الأسرة، وأعمارهم، ونوع ومقدار الدخل، بالإضافة إلى مستوى معيشة الأفراد، واحتياجاتهم، ورغباتهم، وغير ذلك من العوامل.
يهدف تنظيم ميزانيَّة البيت إلى مراقبة التدفُّق والإنفاق الماليِّ للأسرة لتحقيق أقصى إشباع لرغباتها، وتحديد أولويَّات الإنفاق، وتجنُّب الإسراف والوقوع في مشكلاتٍ ماليَّة.
إذ يُساعد تبنِّي استراتيجيَّات فعّالة لتنظيم ميزانيَّة البيت على تحقيق الاستقرار المالي من خلال سدِّ العجز واستثمار الفائض، وكذلك ترشيد الإنفاق، وتعزيز التعاون بين أفراد الأسرة؛ مما يضمن للأسرة العيش المنضبط والرفاهية الماليَّة، إضافة إلى خفض التكاليف غير الضروريَّة، وتوفير صندوق للطوارئ، وإدارة الديون، وبالتالي ضمان النجاح الماليَّ وراحة البال.
عند التفكير في استراتيجيَّات تنظيم ميزانيَّة البيت، من المهمِّ تحديد الأهداف الماليَّة أولاً، والتي قد تكون قصيرة أو طويلة الأجل، ومتعلقة بأمورٍ مختلفة مثل؛ سداد الديون، أو الادِّخار، أو الاستثمار للمستقبل، إذ إنَّ وجود أهداف واضحة يساعد على تحقيق الأمان الماليِّ.
تتضمن استراتيجيَّات التخطيط الجيِّد لميزانيَّة البيت وضع أو تبنِّي خطَّة واقعيَّة مناسِبة للدخل، وتحديد المصاريف والالتزامات لمدَّة شهر مثلاً، مع مقارنة الإنفاق الفعليِّ والمحدَّد في الميزانيَّة في نهاية تلك الفترة.
ويجب أن تشمل النفقات فئة الضروريَّات والاحتياجات الأساسيَّة؛ مثل الطعام، والشراب، والملابس، ومصاريف التعليم، وفواتير المرافق، والمواصلات، ونحو ذلك، وكذلك فئة الكماليَّات والرغبات؛ مثل وسائل الترفيه، والهدايا، والفُسح، وقضاء العطلات وما إلى ذلك تبعاً لعادات كلِّ أسرة، وأخيراً فئة الطوارئ؛ مثل أعطال الأجهزة في المنزل، أو الصيانة، أو المسائل الصحِّيَّة وغيرها، كما من المهم تخصيص جزء من الدخل للادِّخار أو سداد الديون.
يُعَدُّ إعطاء الأولويَّة للاحتياجات على الرغبات من أبرز الاستراتيجيَّات الأساسيَّة لتنظيم ميزانيَّة البيت، ففي حين أنَّه من الطبيعيِّ إنفاق الأموال على رفاهية الأفراد، إلا انه ينبغي إعطاء الأولويَّة للضروريَّات أولاً، خاصَّةً عندما يكون الدخل محدوداً.
وثمَّة بعض القواعد التي تُخصِّص جزءاً محدَّداً من الإنفاق لكلِّ فئة؛ منها قاعدة "20/30/50" التي تُخصِّص 50% من الدخل للنفقات الثابتة (الاحتياجات)، و30% للنفقات المتغيِّرة (الرغبات)، ونسبة الـ 20% المتبقِّية للأهداف الماليَّة، مثل الادخار.
يُمكن أن تسهم مراجعة أنماط الإنفاق في تحديد الجوانب التي يُمكن من خلالها خفض التكاليف غير الضروريَّة، ويمكن أن تؤدِّي الاستراتيجيَّات البسيطة كالبحث عن خيارات ترفيهيَّة مجانيَّة إلى توفير مبلغ مالي كبير، وتختلف المجالات التي يُمكن تقليل الإنفاق تبعاً لظروف كلِّ بيت.
من الطبيعي أن تحدث بعض حالات الطوارئ الماليَّة بين الحين والآخر؛ مثل النفقات الطبِّيَّة، وأعمال الصيانة والإصلاحات المختلفة، لذا يُعَدُّ إنشاء صندوق للطوارئ استراتيجيَّة مهمَّة لتنظيم ميزانيَّة البيت، إذ يساعد على حل المشكلات المالية وتحقيق الاستقرار الماليِّ خلال الأوقات الصعبة، ولإنشاء صندوق للطوارئ، يمكن تخصيص مبلغ ثابت من الميزانيَّة الشهريَّة يُحوَّل تلقائيّاً إلى مبلغ الادِّخار.
لا شكَّ أنَّ اتِّباع استراتيجيَّة التسوُّق الذكيِّ يؤثِّر -على نَحوٍ كبير- في تنظيم ميزانيَّة البيت، ويكون ذلك مثلاً بالبحث عن الخصومات والعروض قبل إجراء عمليَّات الشراء، ومقارنة الأسعار بين المتاجر المختلفة، والتفكير بشراء الحاجات اللازمة بكمِّيَّات أكبر للاستفادة من التوفير في حال وجود تخفيضات عليها.
بينما يتطلب اتِّباع استراتيجيَّة متوازنة في الإنفاق اتِّخاذ قرارات متوازنة في أسلوب العيش؛ مثل إعادة استخدام الحاجات وإصلاحها بدلاً من استبدالها على الفور.
لا تمثِّل الميزانيَّة قيداً صارماً، بل تتَّسم بالمرونة وتخضع للتقييم والمراجعة بانتظام، وقد تُعدَّل مع تغيُّر الظروف وتطوُّر الأهداف الماليَّة في البيت، مما يساعد في إعادة تقييم عادات الإنفاق، والدخل، والنفقات لتحديد المجالات التي يُمكن تحسينها؛ وذلك لأنَّ الحياة ديناميكيَّة، ويجب أن تعكس الميزانيَّة تغيُّرات الحياة وظروف الأسرة المتغيِّرة.
تُعدُّ أتمتة المدَّخرات ودفع الفواتير وسيلة فعَّالة لتحقيق الالتزامات الماليَّة والأهداف الادِّخاريَّة، فمثلاً تساعد أتمتة دفع الفواتير للنفقات المتكرِّرة، والمرافق، وأقساط التأمين على تجنُّب رسوم التأخير، وتنظيم الالتزامات الماليَّة، وهناك العديد من التطبيقات والبرامج التكنولوجيَّة المتاحة التي يمكن أن تساعد على إنشاء ميزانيَّة الأسرة وإدارتها، وتحديد أهدافها ومراقبتها، وكذلك إنشاء التقارير، وتلقِّي التنبيهات.
يعد الحفاظ على الطاقة والموارد من الأمور التي تُسهِم أيضاً في تنظيم ميزانيَّة البيت، وتتوافق مع نمط حياة مستدام، فيمكن أن تؤدِّي العادات البسيطة مثل إطفاء الأضواء عند عدم الحاجة إليها، وفصل الأجهزة الإلكترونيَّة عقب الاستخدام، واستخدام الأجهزة الموفِّرة للطاقة إلى تقليل نفقات البيت وتنظيم ميزانيَّته مع مرور الوقت.
المراجع
[1] creditfresh.com, 12 Tips to Help you Manage a Household on a Budget
[2] mumcfos.com.au, Practical Tips for Mums to Master Household Budget Management
[3] fastercapital.com, Household Budget
[4] drive.uqu.edu.sa, حقيبة تدريبية حول فن إدارة ميزانية الأسرة
[5] mocd.gov.ae, الاستشارات المالية