جار التحميل...
بفضل احتواء مشروبات الطاقة على نسبةٍ كبيرة من المواد المنبهة كالكافيين، فعبوة من مشروب الطاقة الواحدة بسعة 240 مليلتراً مثلاً تحتوي على ما يُقارب 40-250 مليغراماً من الكافيين، وتُوصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الأشخاص البالغين بعدم استهلاك كمية من الكافيين تتجاوز 400 مليغرام يومياً، وفي حال تجاوزَ الشخص هذه النسبة، واستهلك مشروبات الطاقة بكمياتٍ كبيرة، فإنّ ذلك يُشكّل خطراً عليه، ويُسبب عِدة أضرار أبرزها ما يأتي:
يتأثر الجهاز العصبي بالمواد المُنبهة في مشروبات الطاقة، وعند استهلاكها بكثرة يؤدي ذلك إلى رفع نسبتها في الدم لتؤثر سلباً على الأعصاب، لا سيما الجزء غير الإرادي منها، وتبدأ هذه التأثيرات بأعراض بسيطة كمشكلات النوم والأرق، والصداع، والرعشة غير الإرادية، وفرط النشاط، ومشكلات في التركيز، لتنقلب فائدة مشروبات الطاقة الأساسية إلى ضررٍ كبير.
تتجلى الأعراض الخطيرة لاستهلاك كمياتٍ كبيرة من مشروبات الطاقة في مدة طويلة وباستمرارٍ على الجهاز العصبي بحدوث نوبات الهلع، ونوبات الصرع، الناتجة عن النشاط المفرط للجهاز العصبي؛ بسبب الكافيين، بالإضافة إلى التوتر والتقلّبات المزاجية الحادة والهلوسات المرتبطة ببعض الأمراض النفسية، وذلك وفقاً لدراسة نُشِرَت في المجلة العلمية (Nutrients) المتخصصة في مجال التغذية عام 2023.
يُسبب الإفراط في تناول مشروبات الطاقة زيادةَ معدل ضربات القلب وارتفاعاً في ضغط الدم، ما يؤدي مع مرور الوقت إلى مشكلات في الأوعية الدموية والشرايين، إضافةً إلى عدم انتظام ضربات القلب، لا سيما عند من يعانون أمراض القلب مسبقاً، وقد يسبب الإصابة بسكتة دماغية في بعض الحالات نتيجة الارتفاع الكبير في ضغط الدم.
ملحوظة: ينبغي على البالغين الأصحاء ألا يستهلكوا كميات كبيرة من مشروبات الطاقة في مدة زمنية قصيرة؛ لأنّ أعراض أمراض القلب قد تصيب من هم بلا تاريخ إصابة في الأسرة في حال الإفراط في شربها؛ لذلك ينصح أخذها باعتدال بين الفينة والأخرى.
تحتوي مشروبات الطاقة على كمياتٍ كبيرة من السكر، قد تتراوح بين 7-14 ملعقةً صغيرةً في العبوة الواحدة، بالإضافة إلى أنواعٍ من الكربوهيدرات التي ترفع سكر الدم، ويؤدي استهلاكها بكثرة في مدة طويلة إلى زيادة الوزن والإصابة بالالتهابات التي قد تتطور إلى أمراض مزمنة، وقد تصل الأعراض الخطيرة إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ملحوظة: تُشكّل مشروبات الطاقة خطراً كبيراً على المصابين بمرض السكري؛ لذلك ينصح بالاستغناء عنها أو شرب الأنواع التي تقل كمية السكر فيها، أو التي تخلو من سكر مُضاف.
يحتاج الكبد إلى إفراز الأنزيمات الضرورية لمعالجة المواد المنبهة الزائدة عن حاجة الجسم عند استهلاك مقدارٍ كبير من مشروبات الطاقة، ما قد يؤدي مع مرور الوقت إلى إجهاده، وفي الحالات المتقدمة قد يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض والمشكلات الخطيرة، مثل الفشل الكبدي الحادّ (Acute liver failure)، لا سيما عند استهلاك كمياتٍ غير معتدلة في مدة زمنية قصيرة.
تؤدي مشروبات الطاقة إلى زيادة درجة حموضة الفم؛ بسبب احتوائها على مركبات حمضية كحمض الستريك (Citric Acid) وغيره، إلى جانب الكربوهيدرات الموجودة فيها التي تهضمها البكتيريا التي تعيش في اللعاب، وبالتالي تفرز مزيداً من الحوامض داخل الفم، ما سيؤدي إلى تآكل الطبقة الخارجية للأسنان التي تحمي جذر السن والأعصاب، ومع مداومة استهلاك مشروبات الطاقة ستصاب الأسنان بالتسوّس والحساسية.
وتسهم السكريات الموجودة في هذه المشروبات أيضاً في زيادة الالتهابات الناتجة من ارتفاع سكر الدم، بما في ذلك التهابات اللثة ونزيف الدم منها، ما يؤثر سلباً في صحة الأسنان.
ملحوظة: يُنصَح بتجنب تفريش الأسنان بعد استهلاك مشروب الطاقة مباشرة؛ لأنّ ذلك يُسهم في حتّ الطبقة الحامية للأسنان بوجود حموضة مرتفعة في الفم، ويُمكن تنظيف الأسنان بعد مرور 30-60 دقيقةً لحمايتها من هذا الضرر.
يَكمُن تأثير مشروبات الطاقة السلبي في الجهاز الهضمي باستهلاكها بكمياتٍ كبيرة يومياً، ما يُسبب التهاباتٍ معويةً، وغثياناً، وقيئاً، لا سيما عند شربها على معدةٍ فارغة، بالإضافة إلى إصابة الجسم بالجفاف؛ لأنّ الكافيين مادة مُدرة للبول تجعل الجسم يخسر كمية كبيرة من السوائل الضرورية، ما يزيد من نسبة الصداع وآلام الرأس.
ختاماً، تُعد مشروبات الطاقة أكثر ضرراً على الأطفال واليافعين؛ لأنّها تؤثر مباشرةً في الجهاز العصبي، والدماغ، والقلب وهم في طور النمو، ومادة الكافيين قد تُسبب الإدمان، ما يدفعهم إلى زيادة استهلاكها للحصول على فائدتها في زيادة النشاط والتركيز، وهي تؤثر سلباً في الحوامل والمرضعات؛ لذا الامتناع عن شربها تماماً هو الأفضل لهذه الفئات.
ومن الجدير بالذكر أنّه يصعب تحديد كمية الكافيين في علبة مشروب الطاقة الواحدة؛ لأنّ بعضها يحتوي على مركبات مستخرجة من نباتات طبيعية غنية بالكافيين كنبتة غوارانا (Guarana) التي لا يذكر أنها من محتوى الكافيين الكلي في مشروب الطاقة؛ لذلك من الأفضل شربها بين الحين والآخر وعدم جعلها جزءاً من النظام الغذائي اليومي.