جار التحميل...
تحتوي مشروبات الطاقة على السكريات، ومجموعة من الأحماض الأمينية؛ كالتورين (Taurine)، وكميات كبيرة من الكافيين، إضافة إلى الجوارانا (Guarana) وهو مصدر آخر للكافيين؛ فمثلاً تحتوي العبوة الواحدة بسعة 475 مليلتراً على نحو 70-240 مليجرام من الكافيين.
بينما توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (AAP) بعدم استهلاك الكافيين إطلاقاً للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عاماً، وألّا تزيد الكمية عن 100 مليجرام يومياً للأطفال بعمر 12-18 عاماً، وبالتالي فإنّ استهلاك الأطفال لمشروبات الطاقة يؤثر في صحتهم، ويُسبب عدّة أضرار صحيّة، وفيما يأتي أبرزها:
تؤثر مشروبات الطاقة في الجهاز العصبي بصورة مماثلة لتأثيرات الكافيين، ويكون الأطفال أكثر عرضة لمخاطرها؛ نظراً لصغر حجم أجسامهم، وكونهم في طور النمو العقلي والبدني، إذ يمكن أن تؤدي هذه المشروبات إلى زيادة مستويات القلق، والتوتر والعصبية، والأرق، والصداع المزمن، وغيرها من الأعراض.
وتشير الدراسات إلى أن استهلاك الأطفال لمشروبات الطاقة بكميات كبيرة قد يؤدي إلى اضطرابات سلبية في سلوكهم مثل؛ زيادة احتمالية الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، كما قد تؤثر سلباً في أدائهم الأكاديمي، ويعود ذلك غالباً لاضطرابات النوم التي تسببها، كما قد يرتبط استهلاكها بزيادة معدلات السلوك العدواني عند الأطفال، ويعزى ذلك إلى المستويات العالية من الكافيين والسكر والمنشطات الأخرى.
وفي حال الاستمرار باستهلاك كميات كبيرة من مشروبات الطاقة، قد تصل الأعراض الخطيرة إلى الإصابة بنوبات الهلع، والنوبات الذهانية؛ وهي حالة مرضية يفقد فيها المريض اتصاله بالواقع، ويرافقها الهلوسات والأوهام.
يؤدي شرب الأطفال لكميات كبيرة من مشروبات الطاقة إلى حدوث مشكلات في القلب والأوعية الدموية؛ بسبب استهلاك كميات مرتفعة من الكافيين، وقد تشمل الأعراض عدم انتظام أو تسارع في دقات القلب، وزيادة ضغط الدم، مما قد يؤدي إلى مشكلات في الأوعية الدموية والشرايين مع مرور الوقت، خاصة عند الأطفال الذين يُعانون مُسبقاً من أمراض القلب مثل؛ اعتلال عضلة القلب.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن زيادة استهلاك الأطفال للكافيين أدى إلى مئات الزيارات إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات، نتيجة الشعور بعدم انتظام ضربات القلب، وغيرها من الأعراض المرتبطة بذلك.
تحتوي مشروبات الطاقة على كميات عالية من السكر المضاف؛ فمثلًا يحتوي كل 100 مليلتر على 9-13 غراماً من السكر، إذ يؤدي استهلاكها إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم، كما أنّ الإفراط في استهلاكها ولمدّة طويلة يرتبط بزيادة الوزن، وقد تصل الأعراض الخطيرة إلى زيادة خطر إصابة الأطفال بالسمنة، أو ببعض الأمراض المزمنة المرتبطة بها مثل؛ مرض السكري من النوع الثاني.
تُشكّل مشروبات الطاقة تهديداً كبيراً على صحة الفم لدى الأطفال، خاصةً خلال فترة نمو الأسنان الدائمة التي تكون المينا (الطبقة الحامية للأسنان) في مرحلة التصلب؛ إذ تؤدي تلك المشروبات إلى زيادة درجة الحموضة في الفم بسبب احتوائها على أحماض قوية، بالإضافة إلى السكريات التي تتغذّى عليها البكتيريا الضارة، مما يكوّن بيئة مناسبة لنمو تلك البكتيريا، وبالتالي تؤثر سلباً على مينا الأسنان وتضعفها، إضافةً إلى حدوث تسوس الأسنان.
كما تعد مشروبات الطاقة مدّرة للبول؛ بسبب احتوائها على نسب عالية من الكافيين، مما يؤدي إلى فقدان الكالسيوم الضروري لنمو الأسنان والعظام، وقد تصل الأعراض الخطيرة لكثرة شرب تلك المشروبات إلى حدوث مشاكل في نمو عظام الفك، مما يؤثر سلباً على حركة الفك الطبيعية.
نظراً لاحتواء مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من الكافيين، فإنها قد تؤدي إلى حدوث مشكلات وتقلصات في الأمعاء، وبالتالي حدوث الإسهال، كما أنّها من السوائل المدّرة للبول كما ذُكر سابقاً، والتي تُسبب فقدان الجسم للعديد من السوائل والأملاح، مما يزيد من خطر الإصابة بالجفاف عند الأطفال، خاصةً عند الإفراط في استهلاكها ولفترات طويلة.
ختاماً، بالرغم من اعتقاد الأطفال بأن مشروبات الطاقة قد تبدو وسيلة سريعة لزيادة النشاط، إلا أنه توجد طرق صحية وأكثر فعالية للحفاظ على الحيوية والنشاط؛ فمن خلال تناول وجبة إفطار متوازنة، وشرب كميات كافية من الماء، وتجنب الوجبات السريعة، يمكن الحفاظ على مستويات طاقة مستقرة دون الحاجة إلى هذه المشروبات الضارة، كما يُساعد النوم الجيد، وممارسة التمارين الرياضية في تعزيز الطاقة بصورة طبيعية والحفاظ على صحة الجسم.
المراجع
[1] nccih.nih.gov, Energy Drinks | NCCIH
[2] healthline.com, Are Energy Drinks Good or Bad for You?
[3] hopkinsmedicine.org, Energy Drinks and Kids: What You Need to Know
[4] utswmed.org, How caffeine affects heart health in kids | Diet and Nutrition
[5] mainstreetsmiles.com, The Health Risks of Energy Drinks