جار التحميل...

°C,

الصرع الصامت...ما هو؟

إن الصرع الغيابي "Absence seizure " أو كما يُطلق عليه بالصرع الصامت، هو أحد أنواع الصرع من نوع النوبة الصغيرة، الذي يُصيب الأطفال في سن دخول المدرسة، حيث أنه غالباً ما يُصيب الأطفال عند سن السادسة، وقد تتراوح سن الإصابة ما بين سن الرابعة حتى العاشرة.
الأسباب:

غالباً لا يوجد سبب واضح لهذا المرض، ولكن هناك دراسات وأبحاث تزعم أن الصرع الغيابي، قد يكون مرضاً جينياً وراثياً ناتجاً عن خلل في الجينات. 
كما أن بعض الدراسات تُرجح أن 20% من الأطفال المصابين بالصرع الغيابي، قد أُصيبوا سابقاً بالتشنج الناتج عن الحمى العالية "النوبة الصرعية الحموية" وأن 50% من الأطفال وُجد أن أحد أفراد عائلته يعاني من أحد أنواع الصرع. 
كما يُرجح أنه من الممكن أن تؤدي حالات فرط التهوية "Hyperventilation" أو التنفس السريع إلى حصول النوبة، وقد وجد لدى الأشخاص الذين يعانون من هذه النوبات نسب مرتفعة من الناقلات العصبية "Neurotransmitter" في الدماغ.

الأعراض: 

إن الصرع الغيابي يتميز بنوبة صغيرة تكون مصحوبة بتوقف مفاجئ عن الإدراك، تتراوح بين عدة ثواني إلى ثلاثين ثانية من فقدان الوعي دون حدوث حركات غريبة للجسم. 
إن هذا النوع من الصرع قد يمر دون أن ينتبه إليه أحد وقد يحدث بشكل متكرر طوال اليوم، ولا ‏يتذكر الطفل هذه النوبات، وأحياناً يكون العرض الأولي للمرض هو التراجع المفاجئ بالمستوى التعليمي دون سبب واضح لذلك فإن هذا النوع من الصرع قد لا يلاحظه أحد أو يشخص بشكل خاطئ على أنه سرحان أو أن الطفل يمارس أحلام اليقظة، حيث أنه يقوم بالتحديق بلا هدف لمدة ثوان، ويكون غير مدرك لما يحدث من حوله، لذلك قد لا يلفت انتباه الآباء أو المعلمين إلا بعد فترة طويلة من المراقبة.
بالإضافة لتراجع القدرة على الإدراك قد يصاحب الصرع الغيابي تحديق، وعض الشفتين، ورفرفة الجفون أو حركات تشبه المضغ. 

ويجدر الذكر أن حدوث حركات لا إرادية في الأيدي والأرجل أو تحريك الرأس ينفي حدوث الصرع الغيابي، ويجب أن يشتبه بنوع آخر من أنواع الصرع.

التشخيص:

يتم التشخيص بالاستناد إلى الأعراض والفحص السريري وتخطيط الدماغ وفي بعض الحالات عن طريق الرنين المغناطيسي للدماغ، حيث أن هناك حالات معينة تشبه الصرع الغيابي، لذا يجب التفريق بينها.
ويمكن التفرقة بين الصرع الغيابي وغيره من الحالات، حيث أن بعض الحالات بإمكاننا إيقافها بمناداة اسم المريض أو لمسه، لكن بالنسبة للصرع الغيابي فهو لا يتأثر بأي تحفيز خارجي، ويمكن حدوثه بشكل مفاجئ في أي وقت وخلال أي نشاط.

المضاعفات:

إن نوبات الصرع الغيابي قد تختفي عند البلوغ، ولكن نسبة من الحالات تستمر إلى ما بعد البلوغ، وقد تتحول إلى نوبات كبيرة، أو نوع آخر من أنواع الصرع.
بالإضافة لذلك، فإن الطفل الذي مر بنوبات متكررة، قد يعاني من اضطرابات تعليمية، وقد يؤثر على مستواه الدراسي حتى بعد اختفاء المرض. 
إن الصرع الغيابي في بعض الأحيان قد يشكل خطراً على الحياة، حيث أن الأطفال الذين يعانون منه يحتاجون إلى إشراف دائم خلال الاستحمام، أو السباحة، أو عند القيام بنشاط قد يؤدي فقدان التركيز خلاله إلى ضرر كبير. 

العلاج:


- إن معظم المرضى المصابين بهذا النوع من الصرع يمكن علاجهم باستخدام نوع واحد من الأدوية، وقد يستغنون عنه بعد البلوغ، وبعد توقف حدوث النوبات لمدة سنتين متتاليتين.
- إن الطبيب قد يبدأ العلاج بدواء واحد فقط، ومن ثم حسب الحاجة قد يقوم بزيادة الجرعة أو إضافة دواء آخر للتحكم بالمرض وأعراضه.
- وهنالك أعراض جانبية لأدوية الصرع، منها على سبيل المثال الشعور بالتعب، وزيادة الوزن والخمول والاكتئاب، والتعب الشديد، لكن يجب عدم إيقاف الدواء من دون استشارة الطبيب.
 إن الدواء الأكثر انتشاراً لعلاج الصرع الغيابي هو الايثوسكسيميد "Ethosuximide"، لكن من الممكن أيضاً استخدام حمض الفالبوريك "Valproic acid" واللاموتريجين "Lamotrigine" للعلاج في بعض الأحيان.
- إن فهم المريض لمرضه وحالته مهم لاستمرارية العلاج، وكذلك ينصح الوالدين بإخبار المعلمين وطاقم المدرسة وغيرهم بما يعاني منه الطفل وكيفية التصرف في الحالات الطارئة، كما أنه من المحبذ أن يكون مع الطفل سوار أو ميدالية مسجل بها أرقام هواتف الوالدين وأسماء الأدوية التي يستخدمها.


September 12, 2022 / 9:15 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.