جار التحميل...
ويُعرف الكود المصدري بأنّه جزء من البرنامج لا يراه أغلب المستخدمين، ويستطيع مُبَرمِجو الحاسوب إجراء التعديلات والتطويرات عليه بما يُغيِّر طريقة عمله، أو جزءاً منها؛ إمّا بإضافة ميزات جديدة، أو إصلاح بعض الأجزاء التي لا تعمل بشكل صحيح.
تتمتَّع برمجيات المصدر المفتوح بمزايا عِدَّة جعلت منها خياراً مناسباً للمستخدمين والشركات، وفي ما يلي توضيح أهمّها:
يحتاج بعض المستخدمين أو الشركات إلى تعديل البرمجيات؛ حتى تتناسب مع آليّة عملها، وتُلبّي مُتطلَّباتها المُحدَّدة، وتسمح برمجيات المصدر المفتوح بتخصيص البرامج المختلفة وتعديلها؛ حتى تلائم الاحتياجات المُتنوِّعة؛ إذ يُمكن الوصول إليها بسهولة، وتعديلها، ثمّ استخدامها دون قُيود.
ويُعَدّ نظام التشغيل لينكس "Linux" من أبرز الأمثلة على الأنظمة مفتوحة المصدر؛ إذ يُمكن لأيّ مستخدم الوصول إلى الكود المصدري الخاصّ به، وتعديله؛ وفقاً للاحتياجات المختلفة، بما في ذلك تصميم واجهات مستخدم مُخصَّصة.
غالباً ما تتوفَّر برمجيات المصدر المفتوح مجّاناً؛ إذ يُمكن استخدامها، والتعديل عليها، وإعادة توزيعها، دون الحاجة إلى دفع أيّ مبلغ مالي؛ فهي مُتاحة للجميع دون استثناء، وذلك خِلافاً للبرمجيات مغلقة المصدر "CSS" التي تتطلَّب عادةً دفع مبالغ مالية مقابل شرائها، والحصول على ترخيص لاستخدامها؛ ممّا يُوفِّر على المنظمات التي تستخدمها مبالغ مالية لإنفاقها على جوانب أخرى تخصّ العمل.
ووفقاً لشركة "Gitnux" المُتخصِّصة في تزويد الشركات برؤى تتعلَّق باتِّجاهات السوق، فإنّ برمجيات المصدر المفتوح تُوفِّر على الشركات نحو 60 مليار دولار سنوياً في أنحاء العالم أجمع.
تمتاز برمجيات المصدر المفتوح بالشفافية؛ أي قدرة المستخدمين والمُطوِّرين في الاطِّلاع على الكود الأصلي للبرنامج، وإجراء التعديلات اللازمة عليه؛ ليتناسب مع أكبر عدد من المستخدمين؛ ممّا يُولِّد ثقة متبادلة بين المستخدمين ومُطوِّري البرمجيات.
وتُتيح برمجيات المصدر المفتوح أيضاً فرصة أفضل لاكتشاف الأخطاء والثغرات الأمنية، وإصلاحها بسرعة؛ الأمر الذي يجعل مستوى الأمان في هذه البرمجيات أعلى من البرمجيات مغلقة المصدر التي قد تشمل عيوباً أمنية غير مرئية للمستخدمين عامَّةً؛ فمُصمِّم البرنامج فيها هو فقط مَن يمتلك الصلاحية لتحديدها، وتصحيحها.
تُقدِّم برمجيات المصدر المفتوح برامج جاهزة للعمل عليها، وتحسينها، بدلاً من البدء بكتابة كود لغة البرمجة الخاصّ بها من الصفر؛ ممّا يخلق بيئة مناسبة للمستخدمين؛ لإظهار إبداعاتهم، وخلق ابتكارات جديدة؛ بهدف تحسين البرامج، وإضافة ميزات جديدة إليها؛ ممّا يعود بالفائدة على عدد كبير من مستخدميها، ويُساعد هذا الأمر أيضاً في توفير الجهد والوقت الكبيرين على المُطوِّرين والشركات التي تعتمد على البرمجيات مفتوحة المصدر في أعمالها.
وتُركِّز برمجيات المصدر المفتوح على تعزيز التعاون بين المستخدمين؛ لرفع جودة البرمجيات قدر الإمكان، ويحدث ذلك عند مراجعة المُطوِّرين والمُستخدمين الكود المصدري الخاصّ بالبرنامج، وإجراء التعديلات اللازمة حسب رأي كلٍّ منهم، وتستمرّ عملية التعديل والتطوير من شخصٍ إلى آخر؛ للوصول إلى برمجيات عالية الجودة في نهاية المطاف.
تُعاني برمجيات المصدر المفتوح من بعض العيوب التي تُشكِّل عائقاً أمام استخدامها، وأبرزها ما يأتي:
على عكس البرمجيات مغلقة المصدر التي تُقدِّم توجيهات واضحة لمُستَخدِميها في ما يتعلَّق بالمشكلات الشائعة وطرائق حَلّها، فإنّ مستخدمي البرمجيات مفتوحة المصدر يعانون من نقص الدَّعم المُخصَّص لتوضيح كيفية تعديل أيّ خلل أو مشكلة تُواجههم في هذه البرامج؛ لأنّ تطويرها يجري جماعيّاً من قِبَل مجتمع من المُبرمِجين، وليست جهة رسمية واحدة.
وهذا الأمر يضطر مُستخدِمي البرمجيات المفتوحة للاستعانة ببعض الوسائل الأخرى؛ بهدف الحصول على الدعم؛ كالمُنتَديات، أو المُبَرمِجين ذوي الخبرة في هذا المجال، إلّا أنّ هذه الطريقة غير فَعّالة في البرمجيات المُعقَّدة؛ لعدم ضمان الحصول على حُلول فعّالة وموثوقة في الأحوال جميعها.
بينما يُتاح غالباً استخدام برمجيات المصدر المفتوح مجّاناً، فإنّ هناك مجموعة من التكاليف الخفية المُترتِّبة على المنظمات عند استخدامها لهذا النوع من البرمجيات، بما في ذلك تكاليف التطوير والتعديل لتصبح البرمجية ملائمة لاحتياجات المنظمة، بالإضافة إلى التكاليف المُترتِّبة على دمجها بالنظام الخاصّ للمنظمة، وتوفير الإدارة، والدعم التقني، والحفاظ على الأمان، وغيرها.
تُتيح برمجيات المصادر المفتوحة للعديد من المستخدمين فرصة تطويرها والتعديل عليها كلٌّ حسب رغبته؛ ممّا يؤدّي إلى ظهور العديد من الإصدارات المختلفة للبرنامج الواحد، وحاجة المستخدمين إلى تكرار تحديثها، وهنا تظهر غالباً مشكلة عدم التمكُّن من الحفاظ على مستوى ثابت من الجودة للبرنامج، وعدم توافق بعض التحديثات الجديدة لهذه البرامج مع بعض أنواع البرامج أو أنظمة التشغيل الأخرى.
قد تحتاج بعض الشركات إلى الالتزام ببعض الشروط والقُيود الخاصَّة بحقوق الملكية عند استخدامها البرمجيات مفتوحة المصدر؛ فمثلاً، قد يفرض بعض مُطوِّري هذه البرمجيات شرط إبلاغهم بالتعديلات التي أُجرِيَت على الكود الأصلي للبرنامج، وقد يفرض البعض الآخر قُيوداً على براءات الاختراع، بينما تحُدّ بعض الشروط من استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر لغرض البيع التجاري؛ إذ تُؤدّي هذه المُتطلَّبات إلى تقييد عمل الشركات، والتأثير في سرعة إنجازها.
المراجع
[1] openlogic.com, Top 5 Benefits of Open Source Software
[2] cobalt.io. Risks of Open Source Software
[3] skill-mine.com, 5 Benefits of Open Source Software for Your Organization
[4] blog.ossph.org, Open Source vs. Closed Source
[5] bairesdiv.com, The Pros and Cons of Open Source Software