جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

لمن يهمه الأمر

25 سبتمبر 2024 / 10:16 AM
لمن يهمه الأمر
download-img

تُعتبر الأزمات والطوارئ من التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمعات، خصوصاً في ظل الظروف المتغيرة والمفاجئة مثل الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها المنطقة بين الحين والآخر، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية مواجهة هذه الأزمات بالتنبؤ المبكر، ووضع استراتيجيات لضمان استجابة سريعة وفعالة، وفي هذا السياق، تُعتبر قضية الإيواء إحدى أبرز القضايا التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
وفيما يلي بعض المقترحات لتعزيز الجاهزية والتعامل مع الأزمات وكيفية إدارتها بكل احترافية:

 إن الذي دفعني لكتابة هذا المقال؛ هو ما تم مناقشته في أحد الملتقيات، التي تقيمها مجالس الضواحي التابعة لدائرة شؤون الضواحي، الأمر الذي نتج عنه طرح عدد من المقترحات والمبادرات، التي تعكس مدى ثقافة المجتمع في التعامل مع هذه الأزمات وإدارتها.

ومن هذه المقترحات: إنشاء مراكز معنية بمثل هذه الأمور لديها استجابة سريعة مختصة بكل ما يتعلق بأي حدث من البداية وحتى النهاية، وكذلك تطوير مراكز التنسيق المتواجدة والمنتشرة في أنحاء الدولة، وفكرة إنشاء هيئة مستقلة بالإيواء لكي تكون قادرة على التنسيق بين الجهات الحكومية والمحلية خلال الأزمات بكل سلاسة وبلا رسميات مطولة، حتى تتمكن من العمل كحلقة وصل بين المتضررين والجهات المعنية المحلية ومن ثم السعي في إيجاد حلول مستدامة لما بعد الإيواء.

ومن المقترحات كذلك: تطوير بنية تحتية مرنة كتهيئة أرضية حديثة لمدن مرنة وعصرية، فينبغي إيجاد البنية التحتية المناسبة، بحيث تتحمل الضغوطات الناتجة عن الأزمات، ويشمل ذلك تحسين شبكة الطرق التي تكون قريبة من أماكن الوديان أو السدود والجبال، وتوفير مرافق إسكانية قادرة على استيعاب المتضررين، واستغلال وسط الميادين بطريقة يكون فيها وسط الميدان مكاناً لتصريف المياه بطريقة حديثة ومبتكرة.

ومن الحلول البديلة كذلك: توفير خيارات للإيواء، فالإيواء في المدارس فكرة أصبحت غير متقبلة عند البعض في مجتمعنا، لأنها أماكن غير مهيأة لذلك، فينبغي توفير خيارات سريعة ومناسبة ومتقبلة، مثل توفير الخيام الكبيرة والحديثة المجهزة للإيواء المؤقت بكافة مرافقها وتفاصيلها المناسبة للأسر، وتكون في أماكن مرتفعة وبعيدة عن مكان الحدث، أو توفير الوحدات السكنية الجاهزة والمخصصة لذلك مسبقاً، وخاصة في بعض المناطق التي تخلو من الفنادق والشقق السكنية المفروشة، وذلك للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الأسر و المتضررين. 

والأمر الآخر: تطوير خطط الطوارئ، فإعداد خطة شاملة من مسؤولية السلطات المحلية والجهات المختصة، وتكون خطط طوارئ واضحة تشتمل استجابة سريعة، مع تحديد الأدوار والمسؤوليات لجميع الجهات المعنية بشكل دقيق لكيلا تتداخل الصلاحيات مع بعضها البعض.

ومن المقترحات: تعزيز الوعي المجتمعي، فحملات توعية المجتمع اللاحقة مهمة جداً لتوعية وتثقيف المجتمع حول كيفية التعامل والاستجابة وقت الأزمات ومعرفة الطريق للحصول على الخدمات والحاجات اللازمة، وغيرها في حالات الطوارئ، وإيجاد رقم (خط ساخن) مع استخدام التكنولوجيا والتطبيقات الذكية للخدمات المتاحة في وقت الأزمات.  

وفي الختام لا ننسى تقييم المخاطر ودراسة هذه الأمور وإجراء تقييمات دورية للمخاطر المحتملة لضمان استعداد أكبر لمواجهة أي أزمة قد تحدث، وتخصيص الموارد المتاحة بشكل أفضل، فالاستجابة الفورية والفعالة هي في نهاية الأمر لضمان سلامة الأفراد في المجتمع، ولا يأتي ذلك إلاّ من خلال تبني استراتيجيات شاملة وتطويرية بشكل مستمر، تمكّن من تعزيز قدرة الجميع أفراداً كانوا أو مؤسسات، في مواجهة هذه التحديات، ولضمان توفير كل ما يلزم في أوقات الأزمات بكل سهولة ويسر ولينعم الجميع بالأمن والأمان.
September 25, 2024 / 10:16 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.