عوالم لا حدود لها: ما المقصود بالوسائط المتعددة؟

تعريف الوسائط المتعددة ومدى انتشارها

يُشير مصطلح الوسائط المُتعدِّدة عموماً إلى نظام يجري من خلاله الجَمع بين الطرق والأساليب المُتنوِّعة التي تهدف إلى صياغة فكرة، أو إيصال رسالة مُحدَّدة؛ إذ يمكن إنتاج الوسائط المُتعدِّدة عبر الجَمع بين عناصرها الرئيسة التي تشمل: النصّ، والصوت، والصورة، والفيديو، والرُّسوم المُتحرِّكة، ويُمكن أن يكون الجمع بين عُنصرَين، أو أكثر، كما يُمكن جمع العناصر كافَّة معاً.

وتُعَدّ الوسائط المُتعدِّدة من وسائل تبسيط المعلومات وتقديمها إلى المُتلقّي بأفضل صورة مُمكِنة؛ فعند مقارنة جُمود تجربة قراءة نصّ مكتوب بمُتابعة فيديو تفاعُلي مليء بالأصوات والحركات، سيُلاحَظ بالتأكيد أنّ الفيديو أكثر سلاسة ومتعة في إيصال الفكرة.

 

إضافة إلى إمكانية تقديم المحتوى ذاته وعرضه بطرق مُتنوِّعة باستخدام الوسائط المُتعدِّدة؛ ممّا يعني مرونةً أكبر، وقدرةً على تلبية رغبات الجميع، ومثال ذلك الجمع بين الفيديو والمقاطع الصوتية، أو الجمع بين النصوص المكتوبة والصور الثابتة.

ومع التطوُّر التكنولوجي الحالي، وابتكار شبكة الإنترنت، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى شُيوع استخدام الأجهزة المحمولة، انتشرت الوسائط المُتعدِّدة كثيراً؛ إذ أصبح التعامل معها يوميّاً، وباتت حاضرةً بقوَّة؛ بفضل التطبيقات المُتوفِّرة على الأجهزة الذكية، وأجهزة الحاسوب والتي سَهَّلت إنشاء المحتوى ونشره بين الجميع، ويمكن العثور عليها أيضاً في البرامج المختلفة على شاشات التلفاز، بالإضافة إلى المواقع الإلكترونية، وغيرها.

العناصر المُكوِّنة للوسائط المتعددة

سُمِّيت الوسائط المُتعدِّدة بهذا الاسم؛ لتكوُّنها من عناصر مُتعدِّدة، ولفهم الوسائط المُتعدِّدة بدقَّة وشموليَّة، لا بُدَّ من فهم كلّ عنصر من هذه العناصر جيّداً، وتوضيح ذلك في ما يأتي: 

النص

النصّ المكتوب بالكلمات من العناصر الأساسية للوسائط المُتعدِّدة، وقد كان وما زال من الطرق المُهِمَّة لإيصال المعلومات الدقيقة؛ الأمر الذي أدّى إلى استخدامه لتعزيز فكرة الوسائط الأخرى؛ كالصور، والفيديوهات، ويشيع استخدام هذا النوع من الوسائط في الكتب، والمجلّات الإلكترونية، أو الورقية.

وتُعَدّ النصوص ضرورية بالنسبة إلى أيّ محتوى؛ فمن خلالها يمكن تحديد العناوين، وإضافة الشِّعارات في بعض الأحيان، وعلى الرغم من الاعتقاد بجُمود هذا العنصر، فإنّ أنواع الخطوط وأحجامها وألوانها تُسهِم في منحه مُميِّزات وإمكانات غير محدودة؛ كالتلاعُب بلون خلفية النُّصوص؛ لإبراز فكرة مُعيَّنة.

الصورة

تُعَدّ الصور تمثيلاً مرئيّاً ثابتاً للأشياء؛ سواء أكانت رُسوماً توضيحية، أم رسوماً بيانية، أم صوراً فوتوغرافية، أم غير ذلك، وهي من الوسائط المُتناهِية في القِدَم؛ إذ يمكن رؤيتها على جدران الكهوف في مختلف مناطق العالَم، ومن العناصر الداعمة للنصوص؛ إذ يمكن استخدامهما معاً لإنشاء وسائط مُتعدِّدة، ويمكن من خلال الصور أيضاً توضيح الفكرة المُراد إيصالها بأفضل طريقة مُمكِنة، إلى جانب إسهامها في تقديم مُتعَة بصرية للجمهور؛ ممّا يلفت انتباههم إلى المحتوى.

الصوت

يُعَدّ الصوت العنصرَ المسموعَ من الوسائط المُتعدِّدة، وهو يمرّ بمراحل عِدَّة عند إضافته إلى تلك الوسائط، مثل: التسجيل، والمعالجة، والتخزين؛ بهدف الحصول على مِلفّات مسموعة وواضحة، ومن أمثلته: الموسيقى، والمحاضرات الصوتية المُسجَّلة، وغير ذلك.

ويرفع الصوت عموماً مستوى تركيز الأشخاص المُهتَمّين بالاطِّلاع على المحتوى، ويزيد القدرة على إقناعهم بمضمونه، ولا بُدَّ دائماً من انتقاء الأصوات بعناية؛ لتكون مناسبة ومثيرة عند استخدامها مع عناصر الوسائط المُتعدِّدة الأخرى.

الفيديو

يتضمَّن الفيديو أصواتاً وصوراً مُتحرِّكة، إضافةً إلى إمكانية تعزيزه بالنصوص أيضاً، ويُعَدّ من الوسائط التي تتطلَّب سَعة تخزينية كبيرة لدى مقارنته بالوسائط الأخرى، ويتميَّز هذا النوع من الوسائط بتأثيره الكبير في الجمهور؛ لفاعليّته العالية في جذبهم إلى المحتوى؛ ممّا يجعله من أكثر الوسائط رواجاً بين الناس في الوقت الحالي، وخاصَّةً على مِنصّات التواصل الاجتماعي.

الرسوم المتحركة

تمثِّل الرُّسوم المُتحرِّكة مِلفّات صغيرة تُستعرَض من خلالها صُور مُتتالية بسرعة كبيرة؛ لإظهار وَهم الحركة للعناصر التي تحتويها، ويكون تقليب هذه الصور بمُعدَّل 24 صورة في الثانية الواحدة عادةً، ويُمكن استخدام الرسوم المُتحرِّكة الرقمية ثُنائية أو ثُلاثية الأبعاد؛ لتكوين الوسائط المُتعدِّدة، وتُسهم الحركة في تعزيز الفكرة المُراد إيصالها، كما أنَّها تضفي طابعاً من التسلية والترفيه أثناء نقل المعلومات.

في الختام: أهمية الوسائط المتعددة في مختلف المجالات

تضطلع الوسائط المُتعدِّدة بأدوار مُهِمّة في مجالات كثيرة ومُتنوِّعة لا حصر لها؛ كإنشاء الدروس بطريقة تفاعُلية في مجال التعليم، والألعاب التفاعُلية الواقعية، وصناعة الأفلام في الجانب الترفيهي، بالإضافة إلى الإعلانات التسويقية أو التوضيحية الإبداعية في مجال الأعمال، والتي تلفت انتباه العملاء، وتمنحهم بعض المعلومات المهمة المُتعلِّقة بالمُنتَجات أو الخدمات.

وتُوفِّر الوسائط المُتعدِّدة أيضاً طرقاً مُبتكَرة لسَرد القصص، ونقل الأخبار الصحفية؛ فقد استطاعت الجَمع بين الكثير من العناصر المختلفة؛ للحصول على أفضل النتائج المُمكِنة في إيصال الأخبار، إضافةً إلى أنّها باتت جزءاً ضرورياً من وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ أصبح بإمكان أيّ شخص تصميم المحتوى الخاصّ به بسهولة؛ للتعبير عن رأيه في أيّ قضية مُعيَّنة.

المراجع

[1]lenovo.com, What is multimedia?
[2]geeksforgeeks.org, What is multimedia?
[3]smallbusiness.chron.com, 5 Components of Multimedia
[4]vocabulary.com, multimedia
[5]historytimelines.co, A History Timeline About Multimedia