جار التحميل...

°C,

"التطبيقات الذكية ورحلة المتعامل"

نجحت معظم المؤسسات والجهات الخدمية في إطلاق مواقِعها الإلكترونية والتطبيقات الذكية، ومن وضع الأجهزة الإلكترونية الخدمية في بعض الأماكن التي من خلالها يستطيع المراجع تخليص معاملته بكل سهولة، وذلك اختصاراً للوقت والجهد.
وإذا صح التعبير أن نسمي هذه التطبيقات أو الخدمات الإلكترونية بـ "الموظف الشامل" ولكن على شكل تطبيق ذكي أو موقع إلكتروني، أو أجهزة حديثة منتشرة في المراكز التجارية وغيرها من الأماكن المجتمعية المنتشرة بالقرب من الأحياء السكنية.

فقبل عدة سنوات كنا نبحث عن الموظف الشامل (السوبرمان)، ولا يزال البحث عنه جارٍ حتى هذه اللحظة في بعض المؤسسات، لأنه هو من سيختصر لنا الوقت والجهد لإنجاز المعاملة، وذلك لأن أهم شي بالنسبة للمتعامل هو أن يتم إنجاز معاملته بأسرع وقت ممكن، وبأقل التكاليف، واليوم نحن في مرحلة نتكلم فيها عن استراتيجية وطنية ومرحلة متقدمة من التطور والأداء الوظيفي والإنجاز التقني الرقمي الحديث، فالمواقع الإلكترونية والتطبيقات الذكية التي اختصرت العالم في كل شي بكبسة زر، هذا الأمر بطبيعة الحال أدى إلى ارتفاع نسبة الرضا لدى المتعاملين عن المؤسسة، وكما نرى أن فكرة تخليص المعاملات تطورت بشكل كبير جداً في جميع الجهات والمؤسسات، والتي يتم تقديمها على أشكال مختلفة وباقات متنوعة تَسُرُّ المتعاملين، وهذه التطبيقات الذكية أو الأجهزة المنتشرة في بعض المراكز التجارية أو المواقع الإلكترونية سهّلت على المتعامل الوصول إلى الحلول السريعة لإنجاز معاملاته وتخليصها، ولكن ثمة ملاحظة حبذا لو يتم الانتباه إليها لدى البعض وهي: أن بعضاً من هذه التطبيقات الذكية أو المواقع الإلكترونية تحديداً والتي يتم التعامل معها، تعجُّ بشكل مبالغ فيه باللوحات الإعلانية والتعاميم والقرارات الإدارية والتهاني ووو إلخ، فما إن يفتح المتعامل موقع المؤسسة للوصول للخدمة المطلوبة؛ حتى يأخذه المتصفح يميناً ويساراً إلى أن يدخل في دوامة ورحلة طويلة وشاقة مروراً على كمٍ هائل من أخبار المؤسسة، وكلمة للمدير وأخرى لآراء الموظفين والتهاني والتعازي وغيرها الكثير من الروابط التي لا تمتُّ بصلة، وكل ذلك لا يفيده، لأن الهدف الذي يرجوه هو الوصول إلى المكان المطلوب الذي ينجز به معاملته.

ما يحتاجه المتعامل أو المراجع اليوم هو التسهيل والاختصار في (رحلة المتعامل) والحصول على الخدمة المطلوبة بكبسة زر فقط، فَلِمَ هذا الزخم من المعلومات والأخبار وغيرها في تطبيق ذكي أو متصفح وُضِعَ من الأساس لتخليص خدمة المتعاملين.

لهذا أصبح من الضروري وبشكل مؤقت الرجوع للموظف الشامل (السوبرمان) في بعض الجهات والمؤسسات، ولكن بصلاحيات معقولة وسلسة، والسؤال المهم هل ستعود هذه التطبيقات الذكية، والمواقع الإلكترونية بكل قواها؟ وتحل كثيراً من التساؤلات (السرعة والإنجاز والصلاحيات وتوفير الوقت والاختصار وغيرها)، أم ستكون عند البعض مجرد سباق نحو التميز وتفخيم للمؤسسة؟!.

 الدراسات والتقارير الحديثة، أثبتت قدرة الإدارة المؤسسية وفاعليتها وكفاءتها، وأنها من المحاور المركزية لجهود التنمية الوطنية والاستدامة والجاهزية للمستقبل، وهذا يستدعي إيجاد مبادرات نوعية لتحديث المنظومة الذكية في بعض الجهات الخدمية، وأن تعي كل ما يتعلق بالأمن السيبراني ومستجداته، والعمل على إصلاحات مستدامة لإحداث التغيرات والتحسينات التي تحتاجها هذه التقنيات الذكية، وإلى مراجعة تحليلية للأدبيات وتحليل أثر تكنولوجيا المعلومات على الأداء المؤسسي نحو الأفضل.

أخيراً، يجب أن لا تكون هذه الخدمات الذكية نقطة ضعف في التطوير المؤسسي، فالتطوير ومسيرة التحسين تُحتِّمُ علينا أن نتوقف عن تلميع ذواتنا ومنجزاتنا، وننظر إلى مَواطِنِ الضعف، ونجعلها فرصة للنمو ومنطلقاً للتطوير وجسراً للعبور نحو آفاق جديدة.
 
May 16, 2024 / 9:52 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.