كيفية تحسين جودة الهواء في المنزل

وأشارت إحصائية نشرها موقع "State of Global Air" عام 2019 إلى أنّ نسبة الوفيات نتيجةَ التعرُّض المستمر للمُلوِّثات الموجودة في هواء المنزل بلغت 4% من إجماليّ وفيات العالَم، لذا لا بُدّ من تحسين جودة الهواء داخل المنزل باستمرار، والمحافظة على تنقيته باتِّباع النصائح التالية:

تهوية المنزل بشكل مستمر: تنفَّس هواءً منعشاً

تُعَدّ التهوية الدورية للمنزل من أهمّ الخطوات الواجب اتِّباعها لتحسين جودة الهواء داخله والحصول على هواء نقيّ ومنعش؛ إذ تساعد عملية التهوية باستمرار في التخلُّص من المُلوِّثات وذَرّات الغبار الموجودة في أجواء المنزل، والحدّ كذلك من رائحة الرطوبة.

ويمكن تهوية المنزل بفتح الأبواب والنوافذ من فترةٍ إلى أخرى، والسماح بدخول الهواء النقي من الخارج، ولا بُدّ من الحرص على اختيار الوقت المناسب لفتح النوافذ عندما تسمح الظروف الخارجيَّة بذلك؛ فعلى سبيل المثال، لا ينبغي فتحها في الأجواء المُغبَرَّة، أو في الأجواء التي تكون فيها درجة الرطوبة عالية، وينبغي لدى السكن في منزل يقع على طريق مُزدَحِم بالسيارات عدم فتح النوافذ في أوقات الذروة؛ إذ يؤدي ذلك إلى نتيجة مُعاكِسة تماماً للنتيجة المَرجُوَّة. 

وإضافة إلى ذلك، يُنصَح باستخدام المراوح وأنظمة التكييف من وقت إلى آخر، وخاصَّةً في الأماكن التي قد تكون أكثر عرضةً لتلوُّث الهواء من غيرها؛ كالمطبخ مثلاً، أو أماكن التدخين.

استخدام أجهزة تنقية الهواء: لا تستهن بدورها

هناك العديد من الأجهزة الخاصَّة التي تُستَخدَم لتنقية الهواء، وهي تتَّصِل بفلتر خاصّ ذي كفاءة عالية "High efficiency particulate absorbing"، ويعتمد مبدأ عمله على امتصاص جُزَيئات الغبار والغازات المُلوَّثة الضارَّة من الهواء بنسبة كبيرة جدّاً، الأمر الذي يسهم في الحفاظ على الهواء نظيفاً ومُنعِشاً داخل المنزل.

الحفاظ على نظافة المنزل: النظافة من الإيمان

يجب تنظيف المنزل باستمرار، وليس ذلك للحفاظ عليه نظيفاً فحسب، وإنَّما لتنقية الهواء والتخلُّص من الجُزَيئات المُلوَّثة العالقة في الجو؛ إذ إنّ كمية كبيرة من مُلوِّثات الهواء تنبعث من الأتربة الموجودة على السجّاد، أو من وَبَر الحيوانات الأليفة لدى تربيتها داخل المنزل، لذا لا بُدّ من استخدام المكنسة الكهربائية دورِيّاً في تنظيف السجّاد، ومسح الأرضيات والأسطح بصورة مُتكرِّرة، إضافةً إلى الحرص على غسل الفراش وتنظيف الكنب، وعدم ارتداء الأحذية داخل المنزل.

وينبغي التنويه هنا إلى أهمِّيّة تنظيف المنزل باستخدام مواد كيميائية أقلّ تلويثاً وتطايُراً في الجوّ؛ كالمُنظِّفات ذات القوام الكريمي أو عديمة الرائحة، أو استخدام الموادّ والمُكوِّنات الطبيعية؛ كالخلّ الأبيض، وصودا الخبز، وغيرها، كما يمكن الاكتفاء باستخدام قطعة من القماش النظيف مُبلَّلة بالماء؛ لمَسح الغبار والأتربة عن قطع الأثاث.

إيجاد حلول لبعض أسباب تلوّث الهواء في المنزل: جرّب ولاحظ الفرق

من الطرق التي يمكن اتِّباعها لتحسين جودة الهواء في المنزل والحَدّ -قدر الإمكان- من الملوثات الموجودة فيه إيجادُ حلول لبعض أسباب تلوُّث الهواء؛ فمثلاً، يُنصَح بإجراء صيانة دورية لمواقد الغاز ووسائل التدفئة المختلفة؛ لتقليل التلوُّث المُنبَعِث من خلالها، إضافةً إلى إمكانيَّة استخدام شَفّاطات المطبخ التي تساعد على تنقية الهواء والتخلُّص من الغازات المُنبَعِثة من عملية الطهي، ومن الجدير بالذكر أنَّ هناك أنواع عِدَّة منها ما يمكن إيصاله بفلتر يساعد على تنقية الهواء داخل المطبخ.

تقليل مستوى الرطوبة في المنزل: قد تُجدي نفعاً

تُعَدّ الرطوبة بيئة مناسبة لنُمُوّ العفن والبكتيريا، ومن شأنها أن تُنتِج رائحة مُزعِجة تنتشر في أرجاء المنزل وتجعل الهواء فيه غير نقيّ، وقد تسبِّب الإصابة بالحساسِيَّة والسُّعال، لذا يُنصَح بمحاولة تقليل مستويات الرطوبة فيه؛ للحفاظ على نقاء الهواء وجودته داخل المنزل؛ بوسائل عِدَّة من بينها متابعة حالة أنابيب المياه دوريّاً، وملاحظة أيّ تسرُّب فيها من شأنه أن يسبِّب الرطوبة، والتهوية المُستَمِرَّة للأماكن التي تتشكَّل فيها الأبخرة بكثرة، مثل: المطبخ، والحَمّام، بالإضافة إلى استخدام جهاز مُزيل الرطوبة.

التوقف عن التدخين داخل المنزل: الصحة أولوية

إلى جانب أضراره الجسيمة على الصحة الجسدية للفرد وتسبُّبه في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، يُؤدّي التدخين داخل المنزل إلى بقاء جُزَيئات الدخان في الجَوّ لساعات طويلة، وبذلك ينتشر في أرجاء الغرفة ويُلوِّث الهواء فيها، كما يمكن أن يلتَصِق بقطع الأثاث المختلفة، الأمر الذي يعني التأثير سلباً في الأجواء داخل المنزل، لذلك ينبغي التوقف عن التدخين داخل المنزل بصورة نهائية.

إحضار النباتات المنزلية إلى المنزل: صحة جسدية وراحة نفسية 

يلجأ البعض إلى إحضار النباتات الداخلية؛ بهدف التزيين وإعطاء مظهر جميل للمنزل، إلّا أنّها يمكن أن تؤدّي دوراً فَعّالاً أيضاً في تنقية الهواء داخل المنزل؛ من خلال امتصاص الغازات الضارة والمُلوِّثات من الجوّ، ولا بُدّ من الإشارة هنا إلى أنّ النباتات لا تؤدّي أنواعها جميعها هذه المهمة؛ فهناك أنواع مُعيَّنة منها يمكن أن تُحسِّن جودة الهواء في المنزل، مثل نبتة زنبق السلام "Spathiphyllum"، ونبتة تُعرَف باسم الدارسينا "Dracaena" ويُطلق عليها نبتة الأيدع.

المراجع

[1]  lung.org, indoor air quality improvements
[2] canada.ca, improve indoor air quality in your home
[3] healthline.com, how to improve air quality at home
[4] which.co.uk, how to improve your indoor air quality at home
[5] epa.gov, improving indoor air quality