جار التحميل...
تتميَّز لغة بايثون بسهولة الفهم والاستخدام مُقارَنة بالعديد من لغات البرمجة الأخرى؛ إذ تتشابه مُفرَداتها إلى حَدٍّ كبير مع مُفرَدات اللغة الإنجليزية، وتُكتَب عباراتها باختصار ووضوح دون الحاجة إلى الكثير من الكلمات الدقيقة أو الرموز المُعقَّدة، ممّا يُساعد المُبَرمِجِين على فهم أساسيّات البرمجة دون الحاجة إلى التعامل مع تفاصيل مُعقَّدة قد تُشتِّت انتباههم، وبفضل ذلك تُعَدّ خياراً مثاليّاً للمُبَرمِجِين المُبتَدِئِين تحديداً الذين يسعون إلى اكتساب المهارات البرمجية، وتصميم التطبيقات وتطويرها بكلّ سهولةٍ وفاعلية.
تتمتَّع بايثون بالمُرونة وتُعَد عامَّة الاستخدام؛ أي لم يجرِ تحديد استخدامها لغرضٍ مُعيَّن، ويُمكن للمُطوِّرين الاستفادة منها في مجالات مُتعدِّدة، مثل: علم البيانات (Data Science)، وتحليل البيانات (Data analysis)، وتطوير التطبيقات (Application Development)، بما في ذلك تطبيقات سطح المكتب، وتطبيقات الأجهزة المحمولة، وتطبيقات الويب، وتطوير الألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى مجال الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)، والتعلُّم الآليّ (Machine Learning)، وكتابة البرامج النصِّية في بعض الأدوات التقنية لأتمَتَة المَهامّ المُتكرِّرة، كما في مجال اختبار البرمجِيّات (Software Testing) مثلاً، ممّا يُوفِّر الوقت والجهد.
ولا يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ إذ تُعَدّ بايثون من لغات البرمجة المُستَخدَمة على نطاقٍ واسع في مجال التعليم؛ سواءً لتعليم البرمجة نفسها للمُبتَدِئِين أو المُحتَرِفِين وتأهيلهم لسوق العمل، أو لتنمية المهارات المختلفة للطلّاب؛ كحلّ المشكلات، والتفكير المنطقي، وترتيب الأفكار بطريقةٍ مُنظَّمة، وتنمية روح الجماعة والتعاوُن عند العمل ضمن فريق.
من أكثر ما يُميِّز لغة بايثون أنَّها مفتوحة المصدر (Open Source)؛ أي أنَّه يُمكن لأيّ شخص تنزيل الكود المصدريّ الخاصّ بها مجّاناً عبر الإنترنت، واستخدامه، وتعديله، وتوزيعه دون قيود، كما يُمكن مراجعته واكتشاف الأخطاء التقنية والثغرات الأمنيّة فيه.
ومن ناحيةٍ أخرى أيضاً، تحظى بايثون بمجتمع دعم كبير؛ إذ تتوفّر العديد من البرامج التعليمية، والمكتبات مفتوحة المصدر، والمُنتَديات، ومجموعات الدردشة، ومواقع الويب عبر الإنترنت؛ لتقديم المساعدة للمستخدمين، وتبادل الخبرات، وحلّ المشكلات التي يُمكن مواجهتها في هذه اللغة، بالإضافة إلى تزويد الأدوات اللازمة لأداء مختلف المَهامّ؛ إذ يُعَدّ مجتمع بايثون من أكبر المجتمعات وأكثرها نشاطاً في عالم البرمجة، وهو يمتلك مجموعة ضخمة من المُطوِّرين الذين يعملون باستمرار على تطوير اللغة وتحسينها، وإضافة مُميِّزات جديدة.
تُعَدّ بايثون من لغات البرمجة المُتوافِقة مع مختلف أنظمة التشغيل، مثل: ويندوز (Windows)، وماك أو إس (macOS)، ولينكس (Linux)، ممّا يسمح للمُبَرمِجِين بكتابة برامج وتصميم تطبيقات تعمل على أيّ جهاز.
كما لدى بايثون القدرة على التكيُّف والتكامل بسلاسة مع العديد من لغات البرمجة الأخرى، ممّا يُتيح للمُطوِّرين الاستفادة من مزاياها ومزايا اللغات الأخرى معاً، مثل: لغة جافا (Java)، وسي بلس بلس (++C)، وهذا يُسهم في التغلُّب على نقاط الضعف، ويُحسِّن أداء التطبيقات وكفاءتها بشكلٍ ملحوظ، وخاصَّةً تلك التي تتطلَّب مُعالَجة بيانات ضخمة، أو تنفيذ مَهامّ حِسابِيَّة مُعقَّدة.
وعلى الرغم من أنّ بايثون قد تكون أبطأ من بعض لغات البرمجة الأخرى في معالجة البيانات، إلّا أنَّه يمكن تعويض ذلك بدَمجها مع لغاتٍ أسرع من هذه الناحية، وبالتالي التغلُّب على هذه المشكلة.
تُؤدّي لغة بايثون دوراً بارزاً في توفير الفرص الوظيفية؛ إذ تتَّجه العديد من الشركات، بما في ذلك شركات التكنولوجيا الكُبرى إلى توظيف مُبَرمِجِي بايثون ذوي الخبرة والكفاءة المهنيَّة؛ بسبب تطلُّعها إلى زيادة الإنتاجية، وتطوير الأعمال، وهذا ما تُوفِّره بايثون من حيث سهولة الاستخدام، كما تُوفِّر مجموعة واسعة من المكتبات المجّانية مفتوحة المصدر الخاصَّة بها، والتي تتضمَّن أكواداً جاهزة يُمكن استخدامها في مجالاتٍ مختلفة، ممّا يُقلِّل الحاجة إلى كتابة أكواد البرامج جميعها من الصفر، وبالتالي توفير الوقت والجهد، وزيادة الإنتاجية.
وبحسب إحصائيَّة أجراها موقع ستاتيستا (Statista) المُتخصِّص في الإحصاءات العالَمِيَّة عام 2023، احتلَّت بايثون المرتبة الرابعة بين أكثر المهارات المطلوبة في مجال تكنولوجيا المعلومات حول العالَم، وهي تُعَدّ واحدة من أعلى لغات البرمجة أجراً؛ بمُتوسّط دخل سنويّ يبلغ 73.33 ألف دولار.
انطلاقاً من اهتمام دولة الإمارات العربيَّة المُتَّحِدة بمجال البرمجة والتكنولوجيا بشكلٍ عامّ، أطلق صاحب السُّمُوّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي، عام 2021، أكبر برنامج وطنيّ مُخصَّص لتمكين المُبَرمِجِين، ويُعرَف بـ "البرنامج الوطنيّ للمُبَرمِجِين"، ويهدف إلى خلق بيئة عمل مُتميِّزة؛ لتمكين مُطوِّري البرمجيات من النُّمُوّ والتميُّز، وتوفير أدوات تعليميَّة وفرص تمكين جديدة، وزيادة الوعي المجتمعيّ، وتعزيز المهارات البرمجية.
كما تُعزِّز هذه المُبادَرة مكانة الدولة باعتبارها وجهة عالَمِيَّة جاذبة للمُبَرمِجِين، وتعكس التزامها بالتقدُّم التكنولوجي، ودفع العجلة في مجال البرمجة وتطبيقاتها العملية؛ إذ يقول صاحب السُّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي: "البرمجة ركيزة للتفوُّق التكنولوجيّ والعلميّ وجسرٌ للعبور إلى المستقبل... باللغات الإنسانية تتواصل مجتمعاتنا وبالبرمجة نتواصل مع المستقبل... توجُّهاتنا واضحة... الاستثمار في الإنسان وبناء مهاراته وتوفير البيئة الحاضنة لإبداعاته لفتح آفاق جديدة لدولتنا ولمنطقتنا".
المراجع
[1] pwskills.com, Top 10 Reason Why You Should Learn Python in 2024
[2] coursera.org, What Is Python Used For? A Beginner’s Guide
[3] ai.gov.ae, الإمارات تبرمج
[4] perfectelearning.com, How to integrate Python with other programming languages such as C++ or Java?
[5] simplilearn.com, Why Choose Python? Discover Its Core Advantages!