جار التحميل...
تُعرف الشركات الناشئة "Startup Company" بأنَّها شركات حديثة الإنشاء، تتشكَّل وتتطوَّر بسرعة وبشكل مُستَمِرّ، وتتميَّز بقدرتها على تطوير خدمات جديدة ومُميَّزة تدعم السوق وتُلبّي حاجة مُعيَّنة؛ من خلال الحصول على الآراء، وتلقّي الرُّدود من المُستَهلِكِين، وبذلك تكون لديها القدرة على الابتكار والنموّ، وتبدأ الشركة الناشئة بمُجرَّد فكرة قابلة للتطبيق، تنتقل بعدها عبر مراحل مُتعدِّدة إلى حقيقة مُتجسِّدة على أرض الواقع؛ لتقديم خدماتها للعملاء والمُستَهلِكِين، وهي تهدف إلى إحداث تغيير جذريّ في السوق، وابتكار خدمات جديدة كُلِّياً، إضافةً إلى سعيها الدائم إلى تحقيق النُّمُوّ المُستَمِرّ.
أمّا الشركات الصغيرة التي تُسمَّى أيضاً بالشركات الصغيرة والمُتوسِّطة (SMEs)، فهي شركات مُستَقِلَّة بحَدِّ ذاتها، تُوظِّف عدداً محدوداً من المُوظَّفِين، وتضطلع بدور أساسيّ في النشاط الاقتصادي على مُستَوَى العالَم؛ إذ تُشكِّل مصدراً رئيساً لخلق فُرَص عمل جديدة، ممّا يُسهم في الحَدّ من مُعدَّلات البطالة، كما تهدف إلى توفير مُنتَجاتها وخدماتها في الأسواق المحلية.
وفيما يأتي توضيح الفروقات الأساسيَّة بين الشركات الناشئة، والشركات الصغيرة، وفيها توضيحٌ لخصائص كلٍّ منهما:
تتميَّز الشركات الناشئة بقدرتها السريعة على النُّمُوّ؛ إذ تحرص على إدخال أساليب ومُنتَجات جديدة من شأنها رفع مُعدَّل النُّمُوّ، وتوسيع نطاق عمليّاتها؛ للحصول على حِصَّة أكبر في السوق، كما تسعى إلى الحصول على استثمارات كبيرة من أصحاب رؤوس الأموال الاستثمارية، وتُعَدّ السرعة في النُّمُوّ مفتاح نجاحها.
أمّا الشركات الصغيرة، فهي تنمو على نحو أبطأ من الشركات الناشئة؛ لاختلاف غاياتها وأهدافها؛ إذ تُركِّز على تقديم خدماتها لمجتمع مَحلّي مُعيَّن، الأمر الذي يُصنِّفها على أنّها ذات إمكانات نُمُوٍّ محدودة يتلخَّص هدفها بالاستمرارية، وليس بالتطوُّر والنُّمُوّ، وبحسب ذلك، فهي لا تحتاج إلى مبالغ كبيرة لتوسيع نطاقها.
تتطلَّب الشركات الناشئة تمويلاً كبيراً؛ بهدف تطوير مُنتَجاتها أو خدماتها، وتطبيق أفكارها على أرض الواقع؛ إذ غالباً ما تعتمد على مصادر استثمار خارجية وكبيرة، مثل أصحاب رؤوس الأموال، أو المُستَثمِرِين المُلّاك، أو من خلال منصّات التمويل الجماعيّ؛ وهي منصّات ومواقع تربط بين أصحاب المشاريع الباحِثِين عن التمويل، وأصحاب الأموال القادرين على الاستثمار.
أمّا الشركات الصغيرة، فهي تعتمد على مصادر تمويل صغيرة وداخلية، مثل المُدَّخرات الشخصيَّة، أو قروض الأعمال الصغيرة، أو المِنَح، وغالباً ما تكون الاحتياجات المالية للمشاريع الصغيرة أقلّ من تلك التي تحتاج إليها الشركات الناشئة.
تهدف الشركات الناشئة إلى إحداث تغيير جذريّ من خلال تقديمها مُنتَجاً مُميَّزاً وفريداً، ممّا يجعلها أكثر عُرضة للمخاطر من المشاريع الصغيرة؛ إذ تمرّ بمراحل مختلفة من الإعداد والتمويل قبل إعلان المُنتَج، الأمر الذي يعني عدم وجود ضمانات لنجاحها.
ومُقارَنةً بذلك، فإنّ المخاطر التي تُواجهها الشركات الصغيرة أقلّ من تلك التي تُواجهها الشركات الناشئة؛ لأنَّها تستهدف السوق المحلّي، وتمتلك قاعدة عملاء مُحدَّدة ومُستَقِرَّة.
على الرغم من أنّ الشركات الناشئة تهدف إلى تحقيق نُمُوّ كبير في الإيرادات؛ من خلال مُحاوَلات التنافُس المُستَمِرَّة في المجالات سريعة النُّمُوّ، إلّا أنَّها تستغرق وقتاً أطول للحصول على الأرباح؛ فهي تُركِّز على التطوير، وبذلك تحتاج وقتاً أطول في التسويق والنُّمُوّ.
أمّا الشركات الصغيرة، فتهدف للوصول إلى الاستقرار الماليّ، وبناء علاقات قوية مع عملائها؛ لامتلاكها تطلُّعات أقلّ من الشركات الناشئة بشأن النُّمُوّ، ولذلك تعمل في مجالات أقلّ تنافُسيَّة وأكثر استقراراً، وغالباً ما تكون المشاريع الصغيرة مشاريع مملوكة لفرد أو مجموعة من الأفراد، وعلى الرغم من أنَّ أرباحها أقلّ، إلّا أنَّها تُحقِّق الإيرادات بشكل أسرع؛ لأنَّها تعمل في مجال مُحدَّد.
يُعَدّ الابتكار من سِمات الشركات الناشئة التي تسعى جاهدة إلى تقديم مُنتَجات وخدمات جديدة ومختلفة، أمّا الشركات الصغيرة، فتميل إلى كونها شركات أكثر محدوديَّة تستهدف عادةً السوق المَحلِّيّ.
غالباً ما تُركِّز الشركات الناشئة على تطوير التقنيات التكنولوجية، وبذلك يمكن أن يكون لديها فريق كامل مُتخصِّص من المهندسين والمُطوِّرين الذين يهدفون بشكل أساسيّ إلى تطوير جودة المُنتَجات وتحسينها.
أمّا الشركات الصغيرة، فهي تمتلك رؤية مختلفة فيما يخصّ التكنولوجيا؛ إذ تبعاً لطبيعة أهدافها ومهامّها، تكون حاجتها إلى التكنولوجيا أقلّ من حاجة الشركات الناشئة إليها.
يُعرف نموذج العمل "Business model" بأنَّه مُخطَّط ونموذج تفصيليّ يُوضِّح كيفية عمل الشركة، ومُميِّزات المُنتَج الذي تُقدِّمه، إضافةً إلى كيفية كسب الأرباح، وتحديد قاعدة العملاء المُستَهدَفِين.
وتتمتَّع الشركات الناشئة بنموذج عمل مَرِن قابل للتطوير والتعديل؛ إذ إنَّ هدفها يتمحور حول إحداث تغيير في السوق، والتوسُّع؛ من خلال تقديمها مُنتَجاتٍ أو خدمات مُميَّزة، كما يتوافق ذلك مع سَعيها نحو تحقيق نُمُوّ كبير في الإيرادات.
أمّا الشركات الصغيرة، فهي تتميَّز بنموذج عمل صغير بمُرونة محدودة، وقاعدة عملاء مَحلِّية؛ إذ إنَّها تسعى بشكل أساسيّ إلى توفير دخل ثابت بتدفُّق ماليّ مُستَمِرّ؛ من خلال بَيع مُنتَجاتها، وتقديم خدماتها في السوق المحلِّي، دون الحاجة إلى نموذج أعمال قابل للتطوير.
[1] online.maryville.edu, Startup vs. Small Business: What are the Differences?
[2] wadhwanifoundation.org, Difference Between a Startup and a Small Business
[3] gusto.com, What’s the Difference Between a Startup and a Small Business?
[4] grasshopper.bank, What Makes a Startup Different From a Small Business?
[5] hub.misk.org.sa, ما هي مراحل دورة حياة الشركات الناشئة؟