لم تظهر كلمة المنتج المحلي في أي من الكتب والمؤلفات المنشورة بأغلب اللغات، وبقي استخدام المصطلح محدوداً إلى عام 1880م، حيث بدأ المصطلح بالانتشار بشكل متسارع في الكتب والمؤلفات، وتضاعف استخدام المصطلح في عام 1913م، ثم ازداد استخدامه بـ 5 أضعاف الاستخدام في عام 1937م، واستمر بالمستوى نفسه تقريباً حتى اليوم، وتزامنت مع ذلك حركات اجتماعية كثيرة لدعم المنتج المحلي والتسويق له.
وفي البدايات كان التركيز في محور تفضيل المنتج المحلي على الغذاء والمنتجات الزراعية، حيث سارعت الدول لحماية أمنها واقتصادها الغذائي بتشجيع المستهلكين على تفضيل المنتج الوطني على المستورد.
واستوقفتني، وشدت انتباهي رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة عندما أشار إلى (الأمن الغذائي)، حيث قال سموه: "إن مشروعات الأمن الغذائي تشمل دعم القطاع الزراعي والثروة الحيوانية والسمكية وذلك من خلال تطوير المزارع ودعم المزارعين والصيادين، إضافة إلى وضع الأنظمة والضوابط التي تحد من الاستخدامات السيئة في الإنتاج الغذائي ".
ودعا سموه المزارعين إلى المبادرة بالتعاون مع حكومة الشارقة لتطوير مزارعهم، وتأسيس مزارع متخصصة للاستفادة الجماعية منها، مؤكداً توفير الدعم اللازم من خدمات الكهرباء والمياه بأسعار مخفضة، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات الفنية والزراعية لضمان إنتاج محاصيل متوافقة مع المعايير الصحية وخالية من المواد الكيميائية المضرة.
وتأكيداً على ما ذكرناه من اهتمام سموه بملف الأمن الغذائي، والذي بدأه في المرحلة الأولى لمزرعة القمح بمنطقة مليحة معتبراً سموه أهمية هذه المشروعات في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم، والتي قد تؤثر على توافر المواد الغذائية، بالإضافة إلى توفيرها للعديد من الوظائف والمرافق والخدمات الأخرى.
إن نجاح المشروعين الأول الخاص بالخضروات والثاني وهو مشروع القمح في مليحة يأتيا استكمالاً إلى مشروع مزرعة الألبان ثم يتبع سموه بالمشروع الرابع وهو مشروع الدواجن، إذ يأتي كتكملة لبقية المشروعات الرائعة والمفيدة لأبناء الإمارة بشكل خاص والدولة بشكل عام.
ويؤكد سموه في المشروع الرابع، أن الدواجن ستكون من سلالة بطيئة النمو، والتي تعتمد على التربية الحرة والزراعة العضوية، ومنتجاتها من لحوم الدواجن والبيض ستكون منتجات طبيعية لأنها ستغذى غذاءً طبيعياً، بالإضافة إلى استخدام الأدوية الشعبية الطبيعية لعلاج الدواجن في حالة المرض مما يجعلها مفيدة ولا تضر بصحة الإنسان، ولا تُعطى هذه الدواجن أية مسرعات للنمو أو هرمونات أو مواد صناعية.
إن اللسان ليعجز عن شكر سموه في إنشاء هذه المشاريع التنموية الهامة والمختلفة، والتي تهدف إلى ضمان تحقيق منظومة أمن غذائي مستدام، وتحقيق التكامل من خلال الاقتصاد الدائري لإنتاج السماد العضوي حفاظاً على البيئة، والذي يسهم في زيادة خصوبة التربة ومدّها بالعناصر الضرورية والمفيدة.
وننوه هنا إلى المشاريع التي تنفذها الإمارة الباسمة في تنفيذ الخطط والسير على خطى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القدوة الحسنة في المشاريع التنموية سابقة الذكر، حيث نري ونسمع عن مهرجانات وفعاليات مثل مهرجان الرطب والمانجو في إمارتنا الباسمة.
ومنذ أيام بدأت فعاليات النسخة الثامنة من "مهرجان الذيد للرطب 2024"، والذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة الشارقة في مركز إكسبو الذيد، ويشارك فيه مزارعو النخيل من جميع أنحاء الإمارات، ليعرضوا مختلف أنواع الرطب، ويشاركوا في المسابقات المتنوعة التي خصصها المهرجان تشجيعاً للمزارعين، الذين حققوا أعلى درجات الجودة في إنتاج أنواع النخيل، هذه هي الفائدة الحقيقية وهذا هو الهدف الذي تخطط له دول العالم في تحقيق الأمن الغذائي الحقيقي.
For an optimal experience, please
