جار التحميل...
لذا يُمكن القول إنَّ ريادة الأعمال عقليَّة تُركِّز جدّاً على الابتكار والإبداع، وتسعى إلى اغتنام الفرص والتعامل بذكاءٍ مع التحدِّيات والصعوبات، وإحداث تغييرٍ إيجابيّ في العالم، وبشكلٍ عامّ تُعَدّ ريادة الأعمال ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولها دور حيوي في تحسين حياة الأفراد، وبناء مجتمعٍ مزدهرٍ ومُستَدامٍ.
تُتيح ريادة الأعمال للأفراد فرصة إنشاء مصادر دخل خاصَّة، وبناء أعمال تجارية ناجحة تُحقِّق الأرباح، بدلاً من الاعتماد على راتبٍ واحد من وظيفةٍ تقليديَّة، كما تمنح الحُرِّيّة الكاملة في إدارة الأموال واستثمارها بالطريقة الأنسب، وبالتالي تحقيق الأهداف المالية بسرعة.
يتمتَّع رُوّاد الأعمال بالحُرِّية في اختيار العمل وتحديد الأهداف، ممّا يمنحهم شعوراً بالاستقلالية، والإنجاز، وتحقيق الذات، فيُصبح الفرد سيِّد نفسه، يُدير عمله بنفسه، ويُحقِّق أهدافه وطموحاته دون قيودٍ أو شروط، ويعمل في مشاريع يُحبُّها ويُؤمن بها، ممّا يُضفي معنىً وهدفاً على الحياة المهنية، ويكون حافزاً لبذل أقصى جهد لتحقيق النجاح.
يُواجه رُوّاد الأعمال تحدِّياتٍ مُتعدِّدة تدفعهم إلى تطوير مهاراتهم، وتعلُّم مهاراتٍ جديدة باستمرار، بما في ذلك مهارة القيادة، وحلّ المشكلات، والتكيُّف مع الظروف المُتغيِّرة، وذلك كلُّه يزيد القدرة على النجاح وتوسيع نطاق العمل، وبالتالي خلق فرص جديدة للاستثمار، وكسب المزيد من الأرباح.
تُشعل ريادة الأعمال روح الإبداع، وتُحفِّز على التفكير خارج الصندوق، وتحويل الشغف والطموحات إلى مشاريع إبداعية ملموسة تُحقِّق الأرباح؛ فعلى سبيل المثال، يُمكن من خلالها تأسيس متجرٍ إلكترونيٍّ لعرض وبيع مُنتَجاتٍ مصنوعة يدوياً بلمسةٍ إبداعيةٍ مُميَّزة، أو تقديم خدماتٍ استشارية في مجالٍ مُفضَّلٍ ومُتخصِّص، تُسهم في حلّ مشكلات العملاء، وتُلبّي احتياجاتهم.
تُسهم ريادة الأعمال في تطوُّر المجتمع والاقتصاد وازدهارهما من خلال عِدَّة أمور، أبرزها ما يأتي:
تُحفِّز ريادة الأعمال إطلاق مشاريع مُبتَكَرة تُقدِّم حلولاً جديدة للتحدِّيات التي تواجهها مختلف القطاعات، ممّا يُسهم في تنمية المجتمع وتطوير البنية التحتية، مثل ابتكار تطبيقاتٍ ذكيَّة تُسهِّل على المرضى الوصول إلى المعلومات الطبية والحصول على الرعاية الصحية عن بُعد، أو إنشاء منصّات تعليمية إلكترونية تُعزِّز فرص التعليم، وتُتيح للطلاب إمكانية الوصول إلى المعرفة في أيّ مكانٍ وزمان، أو إيجاد حلول جديدة لتنويع مصادر الطاقة وترشيد استهلاكها، أو ابتكار حلول جديدة لمكافحة التلوُّث، وخلق بيئةٍ آمنة وصحِّية للأجيال القادمة.
يسعى رُوّاد الأعمال إلى إنشاء مشاريع مختلفة تُوفِّر لهم ولغيرهم وظائف جديدة، تشمل الوظائف الإدارية، والتقنية، والتسويقية، والفنية، ممّا يخلق فرص عمل لأصحاب المهارات المختلفة، ويُقلِّل من البطالة، ويُحسّن مستوى المعيشة والاقتصاد بشكلٍ عامّ، وتُعَدّ الشركات الرائدة الصغيرة والمُتوسِّطة تحديداً من أهمّ الجهات التي تُوفِّر فرص عمل جديدة؛ إذ تُشكِّل نحو 50% من القوى العاملة في أنحاء العالم جميعها، وفقاً لتقديرات البنك الدولي (WBG) عام 2022.
تُعَدّ ريادة الأعمال ركيزة أساسية للنموّ الاقتصادي؛ فهي تُسهم بصورة فعّالة في تعزيز الناتج المحلّي الإجمالي للدول، وتُقلِّل الاعتماد على السِّلَع والخدمات المُستَورَدة، كما تُحفِّز الاستثمار، وتُعزِّز المنافسة والإنتاجية من خلال دعم السوق بمُنتَجاتٍ وخدماتٍ مُبتَكَرة، ممّا يُتيح تطوير صناعات وقطاعات جديدة في الاقتصاد، وتحقيق النمو الاقتصادي.
المراجع
[1] moec.gov.ae, ريادة الأعمال
[2] nexford.edu, Advantages and Disadvantages of Entrepreneurship
[3] growth-hackers.net, 12 Benefits of Entrepreneurship for Society
[4] virtuzone.com, The Role of Entrepreneurship in Economic Development
[5] indeed.com, The Benefits of Entrepreneurship: 14 Advantages To Consider