جار التحميل...
العمل الحرّ: وداعاً للقيود
يعرف العمل الحر بأنه العمل بشكل مستقل لحساب الفرد الخاص دون التقيد بساعات دوام كامل، إذ يمكنه التحكم باختيار الوقت وعدد المشاريع وحتى العميل، فهو يُتيح العمل لصالح أكثر من عميل وضمن أكثر من مشروع في وقت واحد، وذلك من خلال الاتفاق مع مقدّم الخدمة على سعر كل مشروع أو مهمة، ووقت التسليم.
قد يكون العمل الحر على أرض الواقع، إلا أنه غالباً ما يكون على الإنترنت تبعاً لما نعيشه من تطور تكنولوجي اليوم، ولأنّ العمل الحر غير محدد بالكثير من القواعد كالأعمال الروتينية الأخرى فهو أيضاً يعتمد في معظم مجالاته على الإبداع دون قيود.
لأن دولة الإمارات العربية المتحدة تسعى إلى التميز في كل المجالات أتاحت الفرصة للحصول على رخصة العمل الحر، وهي وثيقة يمكن تحصيلها أونلاين من الموقع الإلكتروني لمجمعات الأعمال في المنطقة الحرة، مما يتيح الفرصة أمام أي شخص ليعمل ويستثمر مهاراته ضمن قطاعات العمل الحر المختلفة في الدولة، وتُقدّم رخصة العمل الحر العديد من الميزات، مثل حرية العمل من أي مكان، وإمكانية العمل في مختلف قطاعات العمل الحر.
ما الذي يقدمه العمل الحرّ؟
وفق دراسة أجراها موقع (upwork) عام 2020 -والذي يعد من أكبر أسواق العمل الحر عبر الإنترنت- اتضح أن 59 مليون محترف أميركي ضمن تخصصات مختلفة انضموا للعمل الحر، ويمثل هذا العدد ما يقارب ثلث العاملين في الولايات المتحدة الأميركية، وربما يكون انضمامهم إلى هذا المجال نتيجة مميزات العمل الحر، وفيما يأتي أبرزها:
المرونة في ساعات العمل
ليست فقط ساعات العمل هي التي يمكن التحكم بها في العمل الحر، بل يمكن التحكم بأيام العمل وأيام الإجازات أيضاً؛ إذ يمكن أن يعمل الشخص لأسبوع ويرتاح أسبوعاً آخر على سبيل المثال، أو قد يجعل أيام الشتاء هي أيام العمل الجاد ويترك الصيف للمتعة مع العائلة.
نمو الدخل غير محدود
يمكن أن يبدأ أي شخص يريد العمل في مجال العمل الحر بشكل مستقل في مستوى مبتدئ، ثم يجتهد فيعمل في أكثر من مشروع معاً لتزداد خبرته مع الوقت، وإذا أصبح محترفاً يمكن أن يحصل على سعر أفضل لمشاريع مشابهة كان يقوم بها في بداياته، وبهذا فهو يحصل على دخل غير محدود أو بقيمة ثابتة على الأقل.
مكان العمل خارج حدود المكتب
يتيح العمل الحر فرصة الخروج عن الروتين والقيود التي يعيشها معظم العاملين في المكاتب، فيمكن مثلاً أداء العمل في المنزل، أو في مقهى، أو على الشاطئ في رحلة خاصة وجهاز الواي فاي معك، فهو من يتحكم بمكان عملك دون أن يحدده أي شخص آخر.
فرصة تطوير المهارات
يفتح العمل الحر المجال دائماً أمام أي شخص يؤمن بمهاراته ويريد أن يستثمرها في سبيل تقديم خدمة للآخرين مقابل الحصول على المال، لذا يستطيع أي شخص أن يبدأ بما يملكه من مهارات ويطورها بالخبرة، أو أن يتحدى نفسه ويتعلم مهارات جديدة يعززها باستمرار؛ ليقدم الأفضل ويتعلم في الوقت نفسه.
فرص عمل على المستوى العالمي
بينما يبقى الموظف العادي في العمل ضمن مساحة مكتبه يمكن للعامل ضمن مجال العمل الحر أن يصل إلى مشاريع مع شركات عالمية خارج حدود الموقع الجغرافي الذي ينتمي إليه، وبالتالي يحقق فرصاً لم يكن ليحصل عليها من قبل، فيكسب أكثر ويتعلّم أكثر.
تطوير الذات في مجالات الحياة المختلفة
بعيداً عن المدير في العمل وعن الالتزام بمهام وساعات معينة طوال اليوم يمكن لأي شخص في العمل الحر أن يقول "لا" حينما يريد، وأن يجد وقته الخاص لتطوير ذاته والتركيز على أمور أخرى في حياته، سواء كانت أعمالاً في مجالات أخرى، أو علاقات على مستوى العائلة، أو حتى تنمية الذات صحياً ونفسياً وعقلياً.
وجود كل هذه الإيجابيات لا يعني أنّ العمل الحرّ خالٍ من التحديات، فالبداية قد تكون صعبة لتجد فرصتك الأولى وتثبت نفسك، فتكون رئيس نفسك في تنظيم الوقت والموازنة بين العمل والحياة الشخصية؛ لأنك ستكون مسؤولاً عن عملية البحث، والتواصل، والتسويق، والترويج للأعمال ضمن مجال تخصصك.
إضافة إلى ذلك توجد بعض الأمور السلبية المحتملة للعمل الحر، مثل الشعور بالعزلة، أو فقدان التوجيه والإرشاد، أو حتى التعامل مع عملاء لا يريدون الدفع أو تعاملهم غير لائق.
بين الإيجابيات والتحديات يمكن للمرء أن يحدد ما يريده وأن يكون واعياً تجاه قراراته، ويبقى العمل الحر تجربة مثيرة للكثيرين وتستحق خوضها بالرغم من صعوبة التنبؤ بنتائجها دائماً.
أبرز مجالات العمل الحرّ
المهارات هي مفتاح الدخول إلى عالم العمل الحر، فالإبداع والمهارات الفريدة تجعل الفرصة أكبر في العمل ضمن المشاريع والمهمات المختلفة، والعمل الحر يتشعب في العديد من القطاعات بشكل عام، من أهمها:
مجال تكنولوجيا المعلومات: العمل في قطاعات مختلفة
ستكون الفرصة متاحة في مجال تكنولوجيا المعلومات أمام المهتمين بالمهارات التقنية مثل البرمجة والتصميم، إذ يمكن العمل كمطور ويب (Web Developer) سواء في مجال الواجهة الأمامية (Frontend) لتصميم صفحات الويب وتطويرها، أو تطوير الويب الخلفي (Backend) لبناء السيرفر (جهاز كمبيوتر بمواصفات عالية) الخاص بموقع ويب معين وصيانته، إضافة إلى تخزين البيانات وتسليمها بكفاءة.
يمكن أيضاً العمل كمصمم تجربة المستخدم (UX designer) لتصميم تجربة مستخدم سلسة على مواقع الويب والتطبيقات ضمن مجالات مختلفة، أو مطور تطبيقات (App developer) لتطوير التطبيقات للشركات والقطاعات المختلفة، أو كمبرمج (Programmer) في لغة برمجة أو أكثر، بهدف تطوير البرامج بما يلبي حاجة العملاء.
التصميم والإبداع: إطلاق عنان الخيال
التصميم وبعض مجالات الإبداع المرئية الأخرى من المجالات المطلوبة في العمل الحر، إذ يستخدم المبدعون مهاراتهم في إنشاء عناصر مرئية ومحتوى جاذب للمستخدمين، ومن أهم فرص العمل في هذا المجال مصمم جرافيك (Graphic designer) لتصميم مواقع إلكترونية، وبطاقات عمل، وإعلانات، وكتيبات، ولافتات، وتغليف منتجات، وغيرها بشكل احترافي.
من الفرص الواعدة أيضاً في هذا المجال مصمم الرسوم المتحركة (Animation designer) لتصميم رسوم متحركة بطريقة ترضي العميل وتجذب الجمهور، أو العمل كمحرر فيديو (Video editor) لتصميم فيديوهات جذابة، يكون الفرد مسؤولاً فيها عن كل ما يخص الفيديو من رسومات ومؤثرات وجودة صوت وغيرها، أو حتى مهنة مصور فوتوغرافي (Photographer)، التي أصبحت من الأعمال المنتشرة مؤخراً وتلقى رواجاً، من خلال العمل مع منظمات ومؤسسات في المؤتمرات، أو حفلات الزفاف، أو أعياد الميلاد، وغيرها.
الكتابة والترجمة: اللغة وسيلة لربح المال
كثير من الباحثين عن العمل في مجال العمل الحر يمتلكون مهارة الكتابة أو الترجمة كمهارات أساسية، وقد يبدو هذا عادياً، إلا أنه فرصة لكسب المال في العمل الحر، فيمكن العمل في الكتابة المستقلة (Freelance writer) للكتابة في المدونات أو مواقع الويب المختلفة، أو العمل في مجال التحرير (Editing) في المقالات أو الكتب أو المجلات ومواقع الإنترنت، إذا كان الفرد يتقن اللغة ولديه معرفة جيدة بالقواعد النحوية وأساسيات الكتابة.
ولأن المحتوى الرقمي أصبح شائعاً في الآونة الأخيرة فقد زادت الفرص للعمل الحر فيه، فيمكنك العمل كمنشئ محتوى (Content creator) لإنشاء محتوى خاص بمنتجات العلامات التجارية والشركات وخدماتها على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، أو حتى العمل في مجال تحسين محركات البحث (SEO) لتحسين مواقع الويب الخاصة بالشركات، بهدف زيادة عدد الزوار مقارنة بالمنافسين والوصول إلى عدد أكبر من العملاء المحتملين.
لا يقتصر الأمر على تلك المجالات فقط، بل يمكن العمل ضمن مجالات أخرى واسعة، منها التدريس الخصوصي، أو المحاسبة، أو الاستشارة المالية، أو تنسيق خدمة العملاء، أو حتى العمل في الهندسة الميكانيكية عن بعد أو تحت الطلب، لتطوير الآلات وحل مشكلاتها، أو الهندسة المعمارية لتصميم المباني وتقديم التصاريح، أو التصميم الداخلي لتصميم الأثاث والجدران، وحتى العمل ضمن مهام اعتدنا العمل فيها وجاهياً، مثل المحاماة للعمل مع الأفراد أو الشركات عبر الإنترنت، أو السكرتارية عن بعد للقيام بمجموعة من المهام الإدارية.
ومن أشهر المنصات الإماراتية للعمل الحر التي توفر فرصاً متنوعة في مجالات مختلفة على المستوى المحلي والعالمي هي منصة خبراتي المدعومة من جهات مختلفة، من أهمها دائرة الموارد البشرية الحكومية في دبي؛ إذ تتيح هذه المنصة فرصة الحصول على الدخل من المنزل في قطاعات متنوعة.
المراجع
[1] upwork.com, What Is Freelancing? Basics and Popular Jobs
[2] flexjobs.com, 20 Pros and Cons of Freelancing
[3] knowadays.com, 10 Brilliant Benefits of Freelance Life
[4] careerfoundry.com, The Best Freelance Jobs To Get in 2024
[5] invoice.2go.com, The 10 best freelance jobs in demand now (2023)