تعريف الضرائب.. وما هي أهدافها وما أنواعها؟

وفيما يأتي، سيتم تعريف الضرائب، والكشف عن أهدافها، كما سيتم التعرّف على أنواعها المختلفة.

ماذا تعني الضريبة؟ 

يُعرّف معجم كامبريدج الضريبة بأنّها: "مبلغ من المال يتم دفعه للحكومة وفقاً للدخل الخاص بالفرد، أو تكلفة السلع، أو الخدمات التي يشتريها"؛ وعليه، فإنّ الضريبة تعني دفع الفرد بشكل مُلزِم مبلغاً من المال للسُّلُطات الحكومية الخاصة ببلده، وقد تكون طريقة حساب هذا المبلغ بتطبيق نسبة مئوية من دخله، أو بناءً على نسبة مئوية من قيمة العملية الشرائية التي قام بها سواء كانت سلعة أو خدمة. 

ومن المهم معرفة أنّ الضرائب لا تُفرض فقط على الأفراد، بل تتم أيضاً على الشركات والمؤسسات والمنظمات الأخرى، كما يتعين على الأشخاص المقيمين في البلد دفعها أيضاً، وتختلف نسب الضريبة بأنواعها باختلاف النظام الضريبي في كل بلد.

لماذا الضريبة موجودة؟ 

قال أوليفر وندل هولمز؛ أحد قضاة المحكمة العليا الأميركية القدامى: "الضرائب هي الثمن الذي ندفعه مقابل مجتمع متحضر"، وعلى الرغم من أنّ الدول قد تختلف في مدى ونوعية التحضر الحاصل مقابل دفع الضرائب، إلّا أنّه لا يمكن إنكار دور الضرائب وأهميتها. 

ويمكن القول إنّ الهدف العام من الضريبة هو جمع الإيرادات للدولة؛ حتى يتم استخدامها لتمويل النفقات العامة للحكومة، مثل: الصحة، والتعليم، والبنية التحتية، والأمن، وغيرها من الخدمات العامة التي تعود بالفائدة على المجتمع وكلّ فرد فيه.

ولكن، هل يقتصر الهدف من وجود الضريبة على تمويل نفقات الدولة؟ قد يظنّ البعض أنّ وجود الضريبة يعني جمع الأموال من المواطنين وإنفاقها من قبل الدولة على الخدمات، إلّا أنّ هذا الأمر ليس الهدف الوحيد لسياسة الضريبة، بل إنّ لديها أهدافاً أخرى، ومن أبرزها ما يلي:

الضريبة تُعزِّز اقتصاد الدولة  

قد تكون الضرائب أداة فعّالة في تنمية اقتصاد الدولة، وتعزيز نشاطها الاقتصادي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لها، ويكمن الأمر في كيفية استخدام الحكومة للإيرادات الضريبية؛ كاستغلالها في تحفيز الاستثمارات في كافَّة المجالات، مثل: البنية التحتية، والتكنولوجيا، والابتكار، وغيرها.  

وعلى سبيل المثال، يُعَدّ استثمار الدولة للضرائب في تحسين البنية التحتية من طرق وموانئ ومطارات، سبباً رئيساً في زيادة كفاءة النقل، وتقليل التكاليف، وتحفيز النشاط التجاري، وبالتالي الوصول إلى اقتصاد أفضل.

كما قد تستخدم الحكومة الضرائب وسيلة لتحفيز الاستثمار والإنتاجية في قطاعات معينة؛ كتخفيض الضرائب، أو الإعفاءات الضريبية للشركات التي تستثمر في مجالات مُعيَّنة، مثل: التكنولوجيا الحديثة، أو الطاقة المُتجدِّدة، أو البحث والتَّطوير، ممّا يُسهِم في تطوير تقنيات جديدة ومُنتَجات مُبتَكَرة، وبالتالي تعزيز القدرة التنافسية للقطاع الاقتصاديّ، أو أن تُوجِّه الدولة أموال الضرائب لرَفْد قطاعات اقتصادية مُعيَّنة أكثر حيوية وفائدة، ممّا يحقّق فوائد اقتصادية أعلى. 

الضريبة تساهم في استقرار الأسعار

على الرغم من أنّ هذه الفائدة قد تكون قصيرة المدى في الحقيقة، إلّا أنّ وجود الضريبة قد يُساهم في الحفاظ على استقرار الأسعار، فكيف يحدث ذلك؟ 

عندما ترتفع الضريبة على السِّلع، يصبح سعرها الإجمالي أعلى من السابق، وبالتالي فإنّ الإقبال عليها سيقلّ، وإنفاق الفرد للحصول على مثل هذه السِّلَع سينخفض، وكنتيجة لذلك سيقلّ الضغط على أسواق السِّلع، وهنا تحديداً يأتي دور الضريبة في التحكُّم باستهلاك الأفراد للسِّلَع، وسيصبح الطلب على السِّلَع أكثر انضباطاً، ممّا سيمنع التضخُّم المفرط، ويؤدّي بالتالي إلى استقرار الأسعار.

وفي المقابل، لا بدّ من التأكيد على أهمية أن تكون سياسات الضرائب متوازنة ومدروسة؛ لضمان تحقيق أهداف النمو الاقتصادي، واستقرار الأسعار، دون تفاقم الظروف الاقتصادية السلبية.

الضريبة تساهم في تحقيق التوظيف الكامل

تحقيق التوظيف الكامل هو هدف محتمل آخر للضريبة؛ أي أن توفِّر الدولة الوظائف للأفراد المُستَعِدِّين للعمل، بحيث تصبح البطالة القسرية فيها معدومة؛ بمعنى أنّ كلّ من يرغب في العمل ستكون لديه وظيفة يعمل فيها.

وبالرغم من صعوبة تحقيق التوظيف الكامل؛ كونه حالة مثالية، إلّا أنّ الدول غالباً ما تسعى إليه؛ لتحسين اقتصادها، ومن السياسات التي يمكن للحكومات اتِّخاذها لتحقيق ذلك خفض مُعدَّلات الضرائب؛ إذ يؤدي ذلك إلى زيادة الدخل المُتاح لدى الأفراد، ممّا يزيد من قدرتهم على الشراء، وبالتالي، سيرتفع الطلب على السِّلَع والخدمات، كما سيُشجِّع على زيادة الاستثمارات من قبل الشركات، وكنتيجة نهائية لذلك سيتمّ إنشاء فرص عمل جديدة، والمساهمة في تحقيق التوظيف الكامل.

الضريبة تعزّز التوزيع العادل للثروة 

الضرائب لا تعمل فقط كآليَّة لجمع الإيرادات، بل قد تُحقّق أهدافاً اجتماعية.

كثيراً ما نسمع مقولة: "إنّ الثرِيّ يزداد ثراءً، والفقير يزداد فقراً"، وفي الحقيقة قد تتحقّق هذه المقولة كنتيجة لعدم وجود قوانين الضريبة، وعدم تطبيقها بشكل صحيح.

ولتحقيق العدالة الاجتماعية، تقوم الحكومات بجمع الضرائب من الأفراد والشركات، ثمّ توزيعها في أشكال مختلفة؛ للحَدّ من الفجوة بين الأغنياء والفقراء؛ من خلال تمويل الخدمات العامة، مثل: التعليم، والصحة، والإسكان، وتنفيذ برامج تحفيز الاقتصاد، ودعم الفئات الضعيفة في المجتمع. 

وتحقيق هذا الأهداف بالطبع يتطلَّب إدارة فَعّالة للموارد، وتنفيذ قوانين ولوائح صارمة؛ حتى يتمّ استخدام الأموال بشكل فعّال وفقاً لأهداف العدالة الاجتماعية، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام.

ما هي أنواع الضرائب؟ 

تختلف الأنظمة الضريبية بشكل كبير بين الدول، كما قد تكون مُسمَّياتها وتفاصيلها مختلفة من بلدٍ إلى آخر، وليس بالضرورة أن تكون جميع أنواع الضرائب مُطبَّقة في الدولة الواحدة، وعلى الرغم من أنّ هناك العديد من أنواع الضرائب المختلفة، إلّا أنّ معظمها يندرج ضمن هذه الأنواع:

ضرائب الدخل الفردية 

 تُفرض ضريبة الدخل الفردية (أو الضريبة الشخصية) على الأموال التي يكسبها الأفراد والأسر من أجورهم، ورواتبهم، واستثماراتهم، وأيّ دخل آخر، ويعتمد مقدار الضريبة المفروضة على مقدار دخل الشخص؛ حيث تزداد الضريبة مع زيادة الدخل، ممّا يعني أنّ الأشخاص الذين يكسبون دخلاً أعلى يتحمَّلون نسبة أعلى من الضريبة.

ضرائب الممتلكات

تختلف ضرائب الممتلكات عن ضرائب الدخل والأرباح؛ حيث تُفرض هذه الضرائب على الممتلكات الثابتة؛ كالمنازل، والمباني، بالإضافة إلى الممتلكات المُتغيِّرة؛ كالسيارات، والمُعَدّات.

ضرائب السِّلَع والخدمات 

تختلف ضرائب المبيعات عن غيرها من الضرائب؛ إذ تُفرض هذه الضريبة على كلّ عملية شراء يقوم بها المستهلك؛ سواء أكانت لسلع، أو خدمات، وتُفرض ضريبة المبيعات على معظم العمليات التجارية في غالبية الدول، وهي تُعتبر مصدراً مهماً لإيرادات الدولة. 

المراجع 

[1] medium.com, 9 Objectives of Taxation: An Economic Discussion
[2] economicsdiscussion.net, Taxation Objectives: Top 6 Objectives of Taxation – Discussed! 
[3] geeksforgeeks.org, Objectives And Principles Of Taxation
[4] debt.org, Types of Taxes
[5] taxfoundation.org, The Three Basic Tax Types