جار التحميل...
للتعرّف أكثر إلى مفهوم العملات الرقمية، وأنواعها الرئيسية، وكيفية الاستثمار فيها، تابع القراءة:
العملة الرقمية (Digital Currency)، وتُعرف أيضاً بـالعملة الإلكترونية؛ هي عملات نقدية افتراضية موجودة بصورة رقميّة فقط دون أيّ وجود مادي ملموس؛ فلا يُمكن الوصول إليها أو استخدامها إلّا عبر المَحافِظ الإلكترونية، أو الأنظمة والشبكات المخصصة لها عبر الإنترنت، على عكس الأوراق النقدية والعملات المعدنية التي تتميّز بخصائص ومواصفات مادّية مُعيَّنة، ولا يُمكن استخدامها أو التعامل بها إلّا عند حيازتها بشكلٍ فعليّ وملموس.
ويُشار إلى أنّ هناك عِدَّة أنواع من العملات الرقمية، لكلٍّ منها خصائص واستخدامات مُعيَّنة؛ فمنها ما هو "مركزيّ"؛ أي تصدرها وتشرف عليها جهة مركزية رسميّة، مثل: البنوك المركزية، أو الحكومات، ومنها ما هو "لا مركزيّ"؛ أي لا تخضع لأيّ سلطة مركزية رسميّة، وتُنشِئها جهات خاصّة، كما أنّ بعض العملات الرقمية يمكن الاستثمار فيها وتداولها لتحقيق الأرباح؛ وذلك لقيمتها السوقية الكبيرة، وبعضها يقتصر استخدامه في المعاملات التجارية؛ للدفع مقابل السِّلَع والخدمات من مختلف أنحاء العالم بسرعةٍ كبيرة، وفي غضون ثوانٍ معدودة.
بشكلٍ عام، هناك أربعة أنواع رئيسة من العملات الرقمية، وهي على النحو الآتي:
بدايةً، يُمكن القول إنّ جميع العملات المُشفَّرة (Cryptocurrencies) هي عملات رقمية، إلّا أنّ العملات الرقمية ليست كلّها عملات مُشفَّرة؛ لأنّ العملات المُشفَّرة تعتمد في عملها على تقنية سلسلة الكتل، أو ما يُعرَف بــــ "البلوك تشين Blockchain"؛ وهي ببساطة تُشبه قاعدة بيانات مُشفَّرة، تسمح للمُستخدِمِين بإنشاء سِجلٍّ موثوقٍ لبيانات المعاملات الخاصّة بهم، وإكمالها مباشرةً بين طرفَي المعاملة؛ المُرسِل والمُستقبِل مثلاً، دون الحاجة إلى جهةٍ ثالثة مُشرِفة، ممّا يجعلها آمنةً ومَحمِيّةً من التلاعب أو الاحتيال إلى حدٍّ كبير.
ومن أبرز الأمثلة على العُملات المُشفَّرة: عملة بيتكوين (Bitcoin) التي أُطلِقت في عام 2009، وهي أوّل عُملة مُشفَّرة والأكثر شيوعاً حتى الآن، تليها عملة إيثريوم (Ethereum)، وعملة لايتكوين (Litecoin).
تُعَدّ العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDCs) نُسَخاً رقميةً من العملات الرسمية لبلدٍ ما، يُصدرها البنك المركزي فيها، ويُشرف على استخدامها، وهي تُشبه العملات الورقية أو المعدنية الخاصّة بذلك البلد، إلّا أنّها أكثر أماناً وسرعة لإتمام عمليات الدفع في المعاملات الإلكترونية المحلية، أو عبر الحدود وبتكلفةٍ منخفضة، دون الحاجة إلى وسيط، مثل البنوك أو شركات البطاقات الائتمانية.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ دولة الإمارات تُعَدّ من الدول الرائدة في تفعيل هذه الميزة؛ إذ أطلق مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي استراتيجية العملة الرقمية للبنوك المركزية، أو ما يُعرَف بـــ "الدرهم الرقمي" عام 2023، وهي إحدى المبادرات التسع التي تبنّتها الدولة في برنامج تحوّل البنية التحتية المالية، والذي يهدف إلى تسريع التحوّل الرقمي في قطاع الخدمات المالية، ودعم التعاملات الرقمية بشكلٍ عامّ.
تُعَدّ العملات المُستقِرَّة (Stable Coins) أحد أنواع العملات المُشفَّرة، ولكنَّها مُصمَّمة لتكون ذات قيمة مُستقِرَّة ومرتبطة بأصولٍ ثابتة، كما في العملات التقليدية الورقية أو الذهب، ممّا يجعلها أكثر استقراراً وأقلّ تقلُّباً في السوق مقارنةً بالعملات المُشفَّرة التقليدية من مثل البيتكوين، ومن أبرز الأمثلة على العملات الرقمية المُستقِرَّة: عملة تيثر (Tether)، وعملة دولار بينانس (Binance USD).
تُعَدّ العملات الافتراضية (Virtual Currencies) من أنواع العملات الرقمية غير المُنظَّمة؛ إذ لا تخضع لقوانين مُحدَّدة، أو سلطة مركزية، أو جهة تنظيمية مُعيَّنة، فمُطوِّروها وحدهم من يُصدرونها ويتحكّمون فيها، ويستخدمها أعضاء مجتمعٍ افتراضيّ، أو تُستخدَم في الألعاب الإلكترونية.
تتَّصف العملات الرقمية المُشفَّرة بكونها لامركزية؛ إذ تُصدرها وتُشرف عليها جهات خاصّة، ولا تتبع البنك المركزي أو أيّ جهةٍ رسمية معينة، وبالتالي لا تتأثر بالتضخم أو الضرائب الحكومية، ممّا يجعلها أكثر أماناً واستقراراً من العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية، كما أنّ قيمتها السوقية تتغيّر بسرعة كبيرة خلال فترةٍ زمنية قصيرة، على العكس من أنواع العملات الرقمية الأخرى، وبالتالي يُمكن تحقيق أرباح كبيرة منها.
وهناك عِدَّة طرق يُمكن من خلالها الاستثمار بالعملات الرقمية المُشفَّرة، من أبرزها: شراء العملة مباشرة أو جزءٍ منها إن كانت قيمتها الكلّية كبيرة جداً، مثل عملة البيتكوين، عبر إحدى منصّات التداول المُخصَّصة لذلك، ثمّ الاحتفاظ بها، والاستفادة من ارتفاع قيمتها مع مرور الوقت.
ويُمكن أيضاً الاستثمار مع الشركات العامة التي تمتلك استثمارات في العملات الرقمية، وهي طريقة مناسبة للمُستثمِرِين الذين لا يرغبون في شراء العملات المُشفَّرة نفسها؛ إذ يُمكنهم شراء أسهم في الشركات التي تمتلك عملاتٍ مُشفَّرة أو تعتمد في عملها عليها، وإن انعدمت الرغبة في الاستثمار مع تلك الشركات، فيُمكن حينها الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) والمخصَّصة للعملات الرقمية؛ فهي تُوفّر التنوُّع في الاستثمار؛ من خلال سَلّةٍ من العملات الرقمية المختلفة، وبالتالي التقليل من المخاطر، كما أنّها طريقة سهلة، ولا تحتاج إلى معرفةٍ تقنية معقَّدة.
تنبيه: يُنصَح باستشارة خبيرٍ ماليّ قبل اتِّخاذ أيّة قراراتٍ استثمارية، وبشكلٍ عام، لا بُدّ قبل الاستثمار في العملات الرقمية المُشفَّرة من فهم آلية عملها جيداً، والتعرّف إلى أنواعها المختلفة، ومقارنتها من حيث القيمة السوقية، وفهم المخاطر المرتبطة بها؛ كتقلُّبات الأسعار، واحتمالية التعرّض للاحتيال والاختراق، بالإضافة إلى التنويع في الاستثمارات؛ لتقليل المخاطر؛ بحيث تكون في أنواع عِدَّة من العملات المُشفَّرة، إلى جانب الحرص على التعامل مع منصّات تداول موثوقة ومعتمدة.
المراجع
[1] investopedia.com, Digital Currency Types, Characteristics, Pros & Cons, Future Uses
[2] nttdatapay.com, What Are The Four Types Of Digital Currency And How Do They Differ?
[3] u.ae, استراتيجية العملة الرقمية للبنوك المركزية -الدرهم الرقمي
[4] paypal.com, What is digital currency?
[5] investopedia.com, How to Invest in Cryptocurrency