جار التحميل...
فهل هذا صحيح؟ أم أنَّ هناك رأياً آخر؟
نعم، فحسب آراء بعض الخبراء والمُختَصِّين هناك وضعيات قد تكون أفضل من غيرها، ويمكن أن تساعد على النوم براحة، والتخفيف من بعض مشكلاته المختلفة؛ من خلال دورها في التخفيف من الضغط على العمود الفقري والأعضاء الداخلية في الجسم، وتمكين العضلات من الاسترخاء والتعافي، ممّا يعني في النهاية نوماً أفضل وأكثر راحةً، ويمكن توضيح ذلك أكثر على النحو الآتي:
يمكن القول إنّ النوم على أحد الجانبَين -خاصَّة الجانب الأيمن- يُعَدُّ طريقة صحِّية بصورة عامَّة، وله العديد من الفوائد؛ إذ يساعد على تخفيف الشّخير، وتقليل احتماليَّة انقطاع النَّفَس، وهما من المشكلات الشائعة أثناء النوم والتي يعاني منها العديد من الأشخاص، إلى جانب ذلك، يمكن أن يسهم النوم على الجانب الأيمن في التقليل من الشعور بحرقة المعدة، وفي هذه الوضعيَّة يكون العمود الفقري في وضع صحّي، ممّا يعني راحة كاملة أثناء النوم.
وحتى تكون الوضعية مثاليَّة أكثر، يمكن دعم الظهر ومنطقة الصدر والبطن ببعض الوسائد الخفيفة، ووضع بطّانية بين الرُّكبَتَين، ممّا يُخفِّف من آلام الظهر والرقبة أيضاً، وبالتالي النوم براحة أكثر.
استطاع النوم على الظَّهر أن يحصد المركز الثاني بين الوضعيّات الأفضل للنَّوم؛ فعند تطبيقه، يكون العمود الفقري في وضعية مريحة وصحِّية، وقد يَقِلّ الشُّعور بآلام المفاصل والعضلات وآلام الرقبة أيضاً، إلّا إن كانت هناك معاناة من انقطاع النَّفَس أثناء النوم أو الشخير، فمن الأفضل حينها تجنُّب هذه الوضعيَّة؛ إذ يمكن أن تتفاقم الأعراض.
صحيح أنَّ النوم على البطن يمكن أن يُخفِّف الشَّخير، إلّا أنَّ له آثاراً سلبية ينبغي أخذها في الحُسبان؛ فهو يؤدّي إلى زيادة الضغط على العمود الفقريّ، وبالتالي الشعور بآلام في الرقبة والظهر والكتفَين، الأمر الذي يجعل النوم بصورة عامة أقلَّ راحةً.
تنويه
في بعض الأحيان، ينبغي مراعاة بعض الحالات الصحِّية وأخذها في الاعتبار عند اختيار الوضعية المناسبة للنَّوم؛ فمثلاً قد يزيد النوم على الجانب الأيسر الأمر سوءاً بالنسبة إلى المُصابين بأمراض القلب، كما يجب على الحامل الانتباه إلى وضعيّات نومها، واستشارة الطبيب في ذلك.
وإلى جانب ذلك أيضاً، لا بُدَّ من الاستماع للجسم وما يطلبه؛ فهو أفضل دليل على الوضعية المناسبة، وعند الشعور بعدم الراحة في إحدى الوضعيّات، يمكن تجربة الأخرى، مع مراعاة أنَّ التكيُّف مع وضعيَّة نوم جديدة قد يستغرق بعض الوقت.
إلى جانب اختيار وضعية النوم الصحِّية والمناسبة، لا بُدَّ من الانتباه إلى بعض الأمور الأخرى التي يمكن أن تساعد على التخفيف من مشكلات النوم واضطراباته، وهي تتضمَّن الآتي:
بمعنى الذهاب إلى السرير للنوم في الموعد نفسه كلّ ليلة، والاستيقاظ صباحاً في الوقت ذاته أيضاً، حتّى في أيام العطلة؛ ممّا يُسهم في تنظيم الساعة البيولوجية في الجسم.
ينبغي قبل الخلود إلى النوم التأكُّد من أنَّ الغرفة مُهيَّأة لذلك؛ بمعنى أن تكون مُنظَّمة ومُرتَّبة، وهادئة، ودرجة حرارتها معتدلة ولطيفة؛ ليست باردة جداً ولا حارَّة جداً، مع الحرص على تجنب الإضاءة في الغرفة، فهذه الأجواء مثالية لنوم هانئ ومريح، بالإضافة إلى ضرورة تجنُّب استخدام الأجهزة الإلكترونية؛ كالهاتف، والحاسوب، قبل النوم.
هناك علاقة واضحة بين وقت تناول الطعام، ونوعيَّته، والقدرة على النوم ليلاً براحة؛ لذا يُنصَح بتجنُّب تناول الطعام والكافيين قبل ساعتَين من النوم، خاصَّةً الوجبات الدسمة، أو الكمِّيات الكبيرة من الطعام؛ فهي تُسبِّب شعوراً بعدم الراحة في المعدة، وهذا يمكن أن يمنع النوم بسرعة وراحة.
من الأمور التي يمكن أن تساعد على تحسين النوم ليلاً تقليل مُدَّة القيلولة خلال النهار، بحيث لا تتجاوز السّاعة الواحدة، وألّا تكون في وقت مُتأخِّر من النهار؛ لذا يمكن أخذ قيلولة تتراوح مُدَّتها بين ربع ساعة إلى نصف ساعة في وقت الظهيرة مثلاً.
يمكن أن تساعد ممارسة بعض التمارين الرياضية خلال النهار بانتظام على تحسين جودة النوم ليلاً؛ وذلك لدورها في تحسين الصحَّة العامَّة، وتأثيرها الإيجابي في الساعة البيولوجية للجسم كما يُشير بعض الخبراء، ولكن لا بُدّ من الانتباه في الوقت نفسه إلى تجنُّب ممارستها عند اقتراب موعد النوم.
المراجع
[1] sleepfoundation.org, Best Sleeping Positions
[2] webmd.com, Best Sleep Positions
[3] verywellhealth.com, The Best and Worst Sleep Positions for Health Conditions
[4] news-medical.net, A Guide to Healthy Sleep Positions
[5] cdc.gov, Tips for Better Sleep