جار التحميل...
ما هو الإنترنت؟
سنجد إجابةً عن هذا السؤال بطريقة بسيطة ومختصرة في قاموس كامبردج، إذ عرّفه بأنّه: "نظام وشبكة اتصال عالمية تُزوَّد بها أجهزة الحاسوب، يسمح للأشخاص بمشاركة المعلومات والتواصل مع بعضهم".
أما بمفهومه الأوسع يعرف الإنترنت (Internet) بأنه شبكة اتصال عالمية تربط عدداً كبيراً جداً من الأجهزة من مختلف أنحاء العالم ببعضها وبشبكة الويب العالمية، وذلك بهدف مشاركة المعلومات والحصول عليها، من خلال الألياف الضوئية أو التقنيات اللاسلكية، أو الأسلاك والكابلات النحاسية.
والآن ربّما أصبح في ذهنك تصوّر واضح حول الإنترنت وبعض أساسياته، وهو أنّه يربط الملايين من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة والخوادم ومواقع الويب حول العالم ببعضها، مما يسمح للمستخدمين بإرسال جميع أنواع الملفات واستقبالها، كالصوت والنص والفيديو والصور، كما يسمح بالوصول إلى الموارد مثل التطبيقات المختلفة.
هكذا بدأ الإنترنت
المرحلة الأولى
ربما يخطر في بال البعض أنّ نشأة الإنترنت لم تكن منذ زمن بعيد، أي في أحسن الأحوال في التسعينيات من القرن الماضي، لكن ما رأيك لو عرفت أنّه أقدم من ذلك بعشرات السنوات؟! بالتحديد في عام 1969، إذ بدأت فكرته في الولايات المتحدة الأميركية لغايات عسكرية، وطوّر الباحثون في وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة "ARPA" نظاماً اسمه "ARPANET"، والهدف منه الربط بين أربعة من الجامعات والمؤسسات البحثية فيما يتعلق بالأبحاث العسكرية التي كانت مهمة في الحرب الباردة آنذاك، وكان هذا النظام قادراً على تحمّل أي هجوم عسكري.
المرحلة الثانية
في السبعينيات جرى تطوير ذلك النظام ليشمل مؤسسات وجامعات بعدد أكبر، وتوسعت بروتوكولات الاتصال المستخدمة فيه، إذ قدم الباحثان فينت سيرف وروبرت خان فكرة مجموعة بروتوكولات الإنترنت، المعروفة باسم TCP/IP (بروتوكول التحكم في الإرسال/ بروتوكول الإنترنت)، مهمتها إرسال البيانات واستقبالها عبر شبكات متباينة ومترابطة، وفي الثمانينيات أنشأت المؤسسة الوطنية للعلوم شبكة "NSFNET"، وكانت متطورة عن سابقتها.
المرحلة الثالثة
عام 1989 اقترح تيم بيرنرز لي عالِم الحاسوب البريطاني فكرة إنشاء المحتوى الرقمي بالإضافة إلى الشبكات، فبدأ الناس بالتعرف أكثر إلى إمكانات الإنترنت وشعروا أنه سيحقق لهم فوائد كثيرة، فحدّد بيرنرز لي مفهوم النص التشعبي ولغة ترميزية جديدة لإنشاء نظام لمشاركة المعلومات.
ظهرت لغة توصيف النص التشعبي (HTML) لإنشاء صفحات الويب، وHTTP (بروتوكول نقل النص التشعبي) لنقل البيانات، وأصبح الويب الذي يستخدم البنية التحتية للإنترنت على الواجهة، فساهم في زيادة استخدام الإنترنت بصورة يومية، من خلال تسهيل مشاركة المعلومات والوصول إليها عبر الشبكات.
المرحلة الرابعة
في نهاية التسعينيات ظهرت خدمات الاتصال بالإنترنت للمنازل والشركات، وتطورت خدمات تصفّح الويب، وظهرت تقنيات جديدة، الأمر الذي ساهم في زيادة عدد مستخدمي الإنترنت بشكل ملحوظ.
المرحلة الخامسة
في القرن الحادي والعشرين شَهِد الإنترنت تطوراً كبيراً بالنظر إلى ما كان عليه قبل سنوات؛ إذ ظهرت الهواتف والأجهزة الذكية التي أتاحت الفرصة للوصول إلى الإنترنت من أي مكان في العالم، كما ظهر "إنترنت الأشياء" الذي يسمح بربط الإنترنت بالأشياء والأدوات التي نستخدمها في حياتنا يومياً، كالثلاجة والغسالة، فأصبح بإمكاننا التحكم بها من خلاله.
وقد لا يكون الرقم الذي أُعلن عن عدد مستخدمي الإنترنت مفاجئاً، فحسب تقرير حديث نُشر في يناير من عام 2024 من قِبَل شركة ستاتيستا "Statista" الألمانية المختصة في بيانات السوق بلغ عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم 5.35 مليار شخص.
كيف يعمل الإنترنت؟
هناك خطة عمل يسير وفقها الإنترنت إن صح التعبير حتى يعمل بكفاءة ويضمن قدرته على إعطاء ما يريده المستخدم وما يبحث عنه، إذ يعتمد على مجموعة من البروتوكولات والتقنيات لا بد من التعرف إليها قبل التعرف إلى آلية عمله:
الأجهزة والموارد
يشمل ذلك الحواسيب الشخصية، والخوادم، والأجهزة الذكية، وأي جهاز مزود بواجهة شبكية (Network Interface Card - NIC)، يجري توصيل هذه الأجهزة ببعضها بعضاً عبر الشبكات المحلية (Local Area Networks - LANs)، سواء كانت سلكية أو لاسلكية، مثل أبراج الهواتف المحمولة، والأقمار الصناعية، والألياف الضوئية، أو الكابلات وأجهزة التوجيه.
بروتوكولات الاتصال
يعتمد الإنترنت على مجموعة من البروتوكولات، وهي إجراءات وقواعد تتحكم بنقل البيانات بين طرفي الاتصال؛ أي من جهاز حاسوب إلى آخر، ومن أهمها بروتوكول نقل الإنترنت (Internet Protocol - IP) الذي يعين عنواناً فريداً لكل جهاز متصل به؛ أي أنه المعرّف الذي يسمح بإرسال المعلومات بين الأجهزة على الشبكة، وهناك أيضاً بروتوكول النقل (Transmission Control Protocol - TCP) الذي يضمن استلام حُزم البيانات بشكل صحيح وفعال، ويتيح للأجهزة التواصل بشكل موثوق.
آلية العمل
عند تشغيل جهاز الحاسوب وفتح المتصفح والبدء بكتابة ما يراد البحث عنه -مثلاً موقع ويب معين- سيرسل المتصفح طلباً إلى خادم اسمه "Domain Name System" واختصاره (DNS)، وهو جهاز حاسوب كبير تُخزّن فيه معلومات جميع مواقع الويب وتفاصيل الشبكة.
الهدف من هذا الطلب هو الحصول على عنوان IP المرتبط بالموقع الذي يرغب المستخدم بزيارته، ويُعرف عنوان IP بأنه العنوان الذي يُخصص لكل جهاز متصل بشبكة الإنترنت، يسمح بإرسال المعلومات والتواصل مع الأجهزة الأخرى.
بعد الحصول على عنوان IP يجري اختيار المسار الذي ستسلكه المعلومات عبر الشبكة باستخدام تقنيات التوجيه؛ إذ يجري توجيه البيانات من خادم DNS إلى الخادم المضيف للموقع المطلوب.
بمجرد أن يتلقى الخادم طلباً لتقديم معلومات حول موقع ويب معين تبدأ البيانات بالتدفق على شكل حُزم صغيرة، ومن ثمّ نقلها عبر كابلات الألياف الضوئية للوصول إلى جهاز الحاسوب، الذي يستقبل هذه الحُزَم ويجمعها لاستعادة المعلومات الأصلية، ثمّ تحويل الإشارات الضوئية إلى إشارات كهربائية تنتقل إلى الحاسوب، وبذلك تصل المعلومات المطلوبة إلى المستخدم عبر الإنترنت.
وفي حال استخدام الإنترنت اللاسلكي باستخدام شبكة Wi-Fi أو بيانات الهاتف المحمول يجري إرسال الإشارات من الكابل البصري أولاً إلى برج خلوي، ومن هناك تصل إلى الهاتف الخلوي على شكل موجات كهرومغناطيسية.
المراجع
[1] techtarget.com, Internet
[2] simplilearn.com, What is the Internet? Reviewing the Basics
[3] javatpoint.com, What is the Internet?
[4] techopedia.com, Internet
[5] spiceworks.com, What Is the Internet? Meaning, Working, and Types