جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
طبقيها بثقة وهدوء

نصائح تساعد الأم على التعامل مع عصبية الطفل وبكائه

18 يوليو 2024 / 2:51 PM
صورة بعنوان: نصائح تساعد الأم على التعامل مع عصبية الطفل وبكائه
download-img
غالباً ما يعبّر الأطفال بين عمر سنة وثلاث سنوات عن أنفسهم بالغضب والبكاء، إذ يبدؤون بتطوير مفرداتهم للتعبير عن أنفسهم، ولأنّ العملية لم تكتمل بعد ولأنهم غير قادرين على وصف رغباتهم ومشاعرهم بدقة، يغضبون أو يبكون أو يفعلون الأمرين معاً، فهذه السلوكيات هي أسلوبهم في التعبير عمّا يمرّون به، لكن بشكل غير مباشر.

قد تلاحظ الأم أنّ طفلها يغضب ويبكي أحياناً لأنه يريدها إلى جانبه، أو لأنها كانت في السوق وأراد شراء العديد من الألعاب دون ضوابط، وغيرها من المواقف، وقبل ذكر كيفية التعامل مع عصبية الطفل وبكائه يجب أن تعرف الأم أنّ ابنها في هذه الحالة يواجه مشاعر الإحباط من تجربة أو رغبة ما في هذا العمر الصغير، وأنّ عليها السيطرة على الموقف وتعليم طفلها ذلك؛ لأنه ما زال في طور التربية، فلا تتعامل معه بسلبيّة.


من الضروري أيضاً الانتباه ومراعاة أنّ لكل طفل طبيعته الخاصة وشخصيته، بالتالي الأخذ في الاعتبار احتياجاته وطبيعته وتحديد النصائح والأساليب التي تتناسب مع عمره قبل تطبيقها، وفيما يلي أبرز النصائح التي يمكن أن تساعد الأم على التعامل مع عصبية طفلها وبكائه.

فهم سبب غضب الطفل وبكائه

من الضروري أن تفهم الأم ماذا يريد طفلها، فالغضب والبكاء طريقة لإيصال المعلومة كما يقول الخبراء، ففي بعض الأحيان يكون الأمر مجرد حاجة إلى الطعام أو النوم، وهنا سيكون تقديم وجبة الطعام أو أخذه قيلولة حلاً مناسباً ليهدأ، وأحياناً يكون هذا التصرف تعبيراً عن إهمال أو معاملة سيئة مثل الصراخ أو الضرب، أو حتى شعوره بالقلق الاجتماعي، كخوفه من التعامل مع الآخرين في الحضانة، أو غيرها، لذا من الضروري فهم الطفل واحتواؤه في هذه الحالة، فقد يحتاج إلى المساعدة بالفعل أكثر من حاجته إلى طعام وشراب.


في أحيان أخرى يأتي هذا السلوك بعد رفض طلب له، أو حين تطلب أمه منه أداء مهمة ما، وهنا أفضل ما تفعله هو تجاهل غضبه وبكائه، فتغير النشاط المطلوب منه دون تقديم أي تفسيرات في الحالة الأولى لتشتيته عن الموقف، أما في الثانية فتتركه حتى يهدأ، وحين ينتهي من غضبه وبكائه تطلب منه مرة أخرى أداء المهمة. 


في هاتين الحالتين على الأم ألا تستجيب -ولو مرة واحدة- لغضبه أو بكائه، بل عليها أن تتجاهله حتى تنتهي الحالة، حتى وإن أراد إحراجها في مكان عام أمام الناس، وهذا ما أكده عالم النفس السريري فاسكو لوبيز حين قال:"حتى لو نجح الأمر معهم خمس مرات فقط من أصل 10 حين تأتيهم نوبات الغضب، فإن دعم سلوكياتهم السلبية وتعزيزها وإن كان بشكل متقطع يمكن أن يعزز هذا السلوك السلبي لديهم ويجعلهم يكررونه".

تجنب الغضب والصراخ 

غالباً ما تفقد الأمهات السيطرة ويصرخن كي يهدأ أطفالهنّ، وهذه أكثر ردة فعل قد تجعل الأمور عكسية، فعلى الأم أن تكون واعية أكثر، وأن تعرف أن طفلها يراها قدوة له، وهو يتعلم منها كيفية التعامل مع الأمور، فإذا صرخت أو حتى ضربته أو عضته أو ركلته فهي تعلمه أنّ هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الغضب، وبالتالي ستجعله يميل إلى تصرف عدواني، لذا من المهم أن تعتذر وتعبر بصراحة "أعتذر، الغضب ليس هو الطريقة التي أحب معاملتك بها وليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأمور".


بدلاً من هذا التصرف على الأم أن تحاول الحفاظ على هدوئها، وأن تركز على أنّ طفلها الآن -بغض النظر عن السبب- غاضب أو محبط أو حزين، لذا عليها أن تكون حازمة ولكن هادئة جداً في الوقت نفسه، فتتركه يعبّر عن غضبه ويفرغ مشاعره، فلا بأس أن يعبر عن غضبه لكن دون السماح له بالتجاوز، فحين يحاول ضربها مثلاً أو ركل الباب عليها أن تقول له:"أنا لا أمنعك من الغضب أو التعبير عنه، لكن لا أسمح لك بأن تضربني"، أو أن تستخدم معه توجيهات واضحة ومباشرة مثل:"لا تركل الباب بهذه الطريقة".

تشتيت انتباهه إلى أمر آخر

"لدى الأطفال فترات انتباه قصيرة جداً، ما يعني أنه من السهل تشتيت انتباههم في العادة" هذا ما قاله عالم النفس السريري راي ليفي.


يمكن للأم ببساطة الانتقال إلى نشاط آخر للسيطرة على غضب الطفل وبكائه، وغالباً سيستجيب، فمثلاً تُجرّب نقله إلى مكان آخر في المنزل؛ ففي حال كانت في الغرفة تقول له "ما رأيك أن نذهب إلى المطبخ قليلاً"، أو تقف عند النافذة وتشعره أنها متفاجئة من شيء ما، فتقول: "أوه، ما أجمل هذه القطة!"، أو حين تصل إلى السوبر ماركت تشتت انتباهه عما يريد شراءه في حال كان غير مناسب، فتقول:"أي نكهة عصير سنختار؛ الفراولة أم البرتقال؟".

تركه يعبر عن غضبه ثم التحدث معه

إذا كانت الأم في المنزل عليها التأكد من أنّ طفلها آمن وأنه في مكان لا يؤذي فيه نفسه، ثم تتركه وتذهب إلى غرفة أخرى، أما في حال كانت في السوق مثلاً فعليها أن تحاول قدر المستطاع ألّا تُطيل مدة التسوق لتجنُّب الإحراج، ويمكنها أن تتحايل عليه بذكاء، فتحدّثه عما تحتاجه من السوق اليوم وتجعله يشارك في رحلة التسوق، فهذا جزء من الإلهاء وعدم الدخول في نوبات الغضب.


 أما في حال دخل في نوبة الغضب والبكاء لأنه يريد حلوى أو لعبة أو شيء ما في زيارة وهو يعلم أنّ هذا يحرج والدته أمام الآخرين ببساطة عليها عدم الاستجابة لرغباته، والتركيز على أنّ ردة فعلها الآن قد تؤثر في سير التربية على المدى البعيد، فلا تعطيه مراده فقط للتخلص من إزعاجه. 


في حال كان يمكن تجاهل الطفل على الأم أن تتجاهله تماماً كأنها في المنزل، لكن إذا ازداد سوءاً عليها أن توجّه له صيغة العقاب بأسلوب هادئ وواثق، مثل أن تقول: "في حال لم تهدأ وتسمع كلام ماما فلن أشتري لك لعبة آخر الشهر"، فعلى الأم جعله يفهم أنّه يمكنها ممارسة العقاب والثواب حتى في مكان عام، وأنّ تصرّفه المُحرج لن يمنعها من تأديبه.


إذا شعرت الأم أنّ الأمر زاد عن حده فلتغادر المكان أو تنهي التسوق، لكن عليها ألا تستسلم أبداً، ولا بأس في هذه الحالة إذا مرت قليلاً على حديقة أو مكان واسع يمكنه أن يركض ويصرخ فيه لينفس عن غضبه، وحين تلاحظ أنه تجاوز الأمر تجلس وتتحدث معه بهدوء.


على الحوار أن يبدأ بصيغة لطيفة وأنها كأمّ تعرف أنه غاضب وأنها تحبه وتُقدّر مشاعره، ثم توجهه نحو التصرف السليم في مثل هذه المواقف، وأن تسمعه أيضاً، حتى تفهم ماذا يريد وكيف يشعر وكيف عليها أن تجد مفتاحه لتعديل سلوكه للمرات القادمة.


نصيحة: يمكن للأم أن تتعامل مع طفلها بطريقة مميزة، فتخصص زاوية للهدوء في منزلها، تضع فيها مثلاً دمية وكتباً أو ألعاباً معينة، وفراشاً ناعماً أو وسادة مريحة، ثم تخبر طفلها أنه يمكنه الذهاب إليها حين يغضب ليهدأ ويتخلص من غضبه بسرعة.

إشعاره بالأمان وعدم مهاجمته عاطفياً  

من الضروري أن يفهم الطفل أنّ أمه منزعجة من سلوكه لكنها غير منزعجة منه شخصياً، وأنها تحبه وهي هنا من أجله بالرغم من كل الظروف وفي كل الحالات، فمن السيئ أن تهاجم الأم طفلها عاطفياً وأن تجعله يشعر بانعدام الأمان، بل يجب أن تراعي طبيعته وكيفية تربيته ليعبر عن رأيه بهدوء، ويتجنب نوبات الغضب والبكاء.


يمكن للأم أن تمنح طفلها الأمان حين تحتضنه ليهدأ، أو حين تمدحه وتُثني على صفاته الجيدة، وأنه شخص رائع لكن تصرفه غير صحيح، وأحياناً أخرى بعدم التركيز على كل ما يقوم به، فتختار معاركها الصغيرة مع طفلها دون مبالغة، فهناك أمور لا تستحق أن تدخل في صراع من أجلها، فمثلاً في حال كان الطفل يريد أن يأكل أو يلعب حالاً لا تمنعه لأنّ مزاجها لا يسمح أو الوقت غير مناسب برأيها، فإنّ المرونة مطلوبة في التربية أيضاً.


نصيحة: في حال حدث واخترت موقفك عليك ألا تستسلمي أبداً، وهذا ما تنصح به الدكتورة ليندا روبنوفيتش - دكتورة العلاج الأسري في معهد الأسرة بجامعة نورث وسترن: "إذا استسلمت فإنك تكافئ نوبة الغضب وتضمن حدوثها مراراً وتكراراً".

 

 

المراجع
[1] kidshealth.org, Temper Tantrums
[2] childmind.org, How to Handle Tantrums and Meltdowns
[3] nct.org.uk, Toddler tantrums: the facts and how to cope
[4] nhs.uk, Temper tantrums
[5] parents.com, How To Deal With Toddler Temper Tantrums

July 18, 2024 / 2:51 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.