ولقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أنه قال: (الدعاء هو العبادة) فهو من أعظم العبادات التي يُصلِح فيها العبد دنياه وآخرته، وتجعله يتبوأ منزلة عالية في الدنيا قبل الآخرة، ولكي نحقق النتيجة المرجوة من الاستغفار إليك أخي القارئ هذه الوصفات الناجعة.
أولها: أن يكون الاستغفار كثيراً قدر استطاعتك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة في هذه العبادة، حيث كان يستغفر الله في اليوم أكثر من 70 مرة وكان كثير الاستغفار، فقد روى أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " إن كنَّا لنعُدُّ للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مئة مرة يقول: ( ربِّ اغفر لي وتب عليَّ، إنك أنت التواب الرحيم) هذا ، وهو رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فكيف بنا نحن ؟
بل إن همّة الصحابة رضي الله عنهم كانت عالية في عبادة الاستغفار، فكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: " إني لأستغفر الله عز وجل وأتوب إليه كل يوم 12 ألف مرة".
ثانيها: أن تتعمق في هذه العبادة بمعنى أن يكون هناك حضور قلبٍ وانكسار واستحضار لمعنى المغفرة والتوبة، ولا يكون مجرد قولٍ باللسان، ومما يساعدك على ذلك هو اختيار الأوقات التي تشعر بأنها تحقق لك هذا التعمق بالمعنى الجميل.
وأبشرك بما سيصنع لك الاستغفار، فمن بعض تلك البشارات:
• الرحمة من الله والسرور، يقول الله تعالى:( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (النمل:46)، وروي الزبير بن العوام رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر فيها من الاستغفار".
• تنزل الخيرات والبركات من رب البريات، قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10- 12].
•
يقول ابن القيم:
وهو الغفور فلو أتى بقرابها من غير شركٍ بل من العصيان
لأتــاه بالغفران ملء قرابــها سبحانـــه هو واـــسع الغفران