بمحادثة كانت عبر أحد التطبيقات الخاصة بالتواصل أُثيرت بعض المواضيع المجتمعية، وبالتحديد عن الأشخاص من ذوي الإعاقة، وكيفية دمجهم، والخطوات المبذولة تجاه تحقيق هذا الهدف.
وبشكل مفاجئ تدخل أحد المتحدثين بحرقة ووجع، قائلاً: " لقد تم تعييني منذ عام، وأنا لازلت أجلس على مقاعد المراجعين، وانتظر تسكيني على مهام ثابتة رغم أن من تعينوا بعدي حصلوا على مهامهم، وجلسوا على مكاتبهم وأنا لازلت على رفوف الانتظار، وكأنني من كوكب آخر"،
وأردف قائلاً: "وحينما أسال يجاوبوني اصبر لأننا ندرس حالتك".
هكذا هم محتارون في أمري، ولا يدرون أن بتأخرهم يقتلون كل طموح بداخلي، وأنه بتعطلهم وتأخيري هم يشعروني بالفعل أنني معاق فوق إعاقتي".
وأنا أجلس على كرسي الانتظار، والحيرة تطفئني وأشتعل بداخلي وسط مشاركين فاعلين، حيث قال آخر:" أنا معاق وأذهب كثيراً مع إخوتي، نجلس مع رفقائنا".
ولكن لطالما أنا أردت فتح صندوق الأسرار، فبالتأكيد وقتها سأعبر عما يحصل لي، في تلك الجلسات، إنهم يتحدثون مع بعضهم، وأنا كأنني غير موجود، وهم يظنون أن حوارهم عن الحياة والأعمال يقتصر عليهم، وأنا أساساً خارج تلك الحياة لأنني بمفهومهم الضيق ناقص الأهلية.
وانفجر آخر بصوته الجهوري، تعبت أمي، وهي تبحث لي عن زوجة، فحينما يروني يرفضوني مباشرة، وهكذا أصبحت عندي عقدة من الزواج، وأغلقت هذا الملف بسبب كمية المواقف التي أشعرتني أنني لا شيء في هذه الحياة.
وختم مدير الحوار قائلاً:" نحن نعلم أن مواقفكم يا شباب فردية ولا تمثل المجتمع ككل، والبعض يخونه التعبير دون قصد، وهناك أناس كثر يقدرون الإعاقة ويتفهمون أبعادها عليكم بالصبر لتؤجروا وعليكم أن تكونوا سفراء لتوعية المجتمع ونشر الإيجابية ممزوجة بكيفية إذابة تلك المفاهيم لأن القوانين موجودة لكن تطبيقها يحتاج لآلية تتوحد فيها الجهود لتوظيفها بالشكل الصحيح والمناسب".
نعم قد يبتسم المعاق لكن بداخله أسرار وصراعات حينما تفتح قد تسمع العجب.