إنّ القرحة الهضمية "peptic ulcer" هي عبارة عن تآكل موضعي "جرح" في الغشاء الداخلي لجدار المعدة أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة "الاثنى عشر"، وتظهر القرحة عادة بسبب حدوث ضرر في الغشاء نتيجة لعوامل مختلفة.
الأسباب:
إن من أهم أسباب القرحة هي الإصابة بجرثومة المعدة هيليكوباكتر "Helicobacter pylori " أو استخدام الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية "Nonsteroidal anti-inflammatory drugs" مثل أسبرين، وبروفين، وفولترين، لكن في بعض الأحيان قد لا يكون هناك سبب واضح لحدوثها، وقد يتوصل الطبيب لهذا التشخيص بعد عمل كل الفحوصات اللازمة، واستعباد جميع الأسباب غير الشائعة أو النادرة ومنها:
1. بعض أنوع الادوية مثل الستيرويد "كورتيزون"، أو بعض مضادات الاكتئاب وغيرها.
2. قرحة الضغط "stress ulcer" وهو نوع من أنواع القرحة، التي تصيب بعض المرضى نتيجة لحالات مرضية شديدة تعرض لها الجسم مثل الحروق وغيرها.
3. بعض الأمراض تزيد من احتمالية الإصابة بالقرحة مثل تليف الكبد، والفشل الكلوي، ومرض الانسداد الرئوي المزمن "COPD".
4. بعض أنواع الفيروسات، والبكتيريا مثل الهربس "herpes"، والزهري " Syphilis" والسل " TB".
5. الوراثة والجينات، حيث أن بعض الدراسات أظهرت زيادة احتمالية الإصابة بالقرحة عند إصابة أحد أفراد العائلة.
6. عوامل تزيد من احتمالية الإصابة مثل التدخين، والكحول، وبعض الأطعمة والبهارات، والإكثار من شرب القهوة، والحالة النفسية والضغوطات، ومرض السكر، ومرض سيلياك، وغيره.
7. متلازمة زولنجر إلسون "Zollinger Ellison syndrome"، وهو ورم نادر يسبب إفراز هرمون الجاسترين، وبالتالي ظهور القرحة بأعداد كبيرة قد يصعب علاجها.
8. العلاج الإشعاعي Radiotherapy لبعض أنواع السرطانات.
الأعراض:
إن ما يقارب من 70 % من الذين يعانون من القرحة الهضمية ليس لديهم أي أعراض، ومن ناحية أخرى فإن هناك الكثير من الأعراض التي قد تسببها القرحة، ولكن ليس بالضرورة تواجد جميعها، ومنها:
1. عسر الهضم وهو عبارة عن عدم الراحة أو ألم أعلى البطن، وهو العرض الأبرز في المرضى الذين يعانون من القرحة.
2. فقدان الشهية للطعام وبالتالي فقدان الوزن.
3. وجود دم في القيء، أو تغير لون البراز للون الأسود لاحتوائه على الدم نتيجة لنزيف من القرحة.
4. الشبع المبكر، والغثيان والقيء أحياناً.
5. الإحساس بالحرق "الحموضة "بسبب الارتجاع المعدي المريئي.
والجدير بالذكر بأن ألم قرحة الأمعاء يكون بسبب عدم تناول الطعام لفترة طويلة "الجوع"، أما ألم قرحة المعدة فقد يبدأ بعد الأكل.
التشخيص:
إن تشخيص القرحة يعتمد على أخذ التاريخ المرضي والعائلي للمصاب والفحص السريري، بالإضافة إلى فحوصات أخرى ومنها:
1. فحص البراز، أو الدم للكشف عن جرثومة المعدة هيليكوباكتر.
2. فحص البراز "occult blood" للكشف عن وجود الدم.
3. فحص الدم لمعرفة مستوى هرمون الجاسترين.
4. المنظار "Endoscopy" حيث غالباً ما يتم تشخيص القرحة من خلاله وفي بعض الأحيان قد يتطلب أخذ عينة صغيرة من الأنسجة، تسمى خزعة للتحقق من وجود خلايا غير طبيعية، أو الإصابة بعدوى بكتيرية، أو بالسرطان.
5. الأشعة السينية، حيث يتم أخذها بعد شرب مادة تسمح برؤية الجهاز الهضمي بشكل أكثر وضوحاً.
العلاج:
لا يوجد مسار محدد لعلاج القرحة الهضمية، بل يعتمد على علاج السبب الكامن وراء ظهور القرحة، وكذلك فإن معظم القرح يمكن أن تلتئم مع العلاج ومنها:
1. علاج جرثومة المعدة "Helicobacter pylori" في حال الإصابة بها، ويتم استخدام نوعين من المضادات الحيوية لقتل البكتيريا، ودواء مضاد للحمض مثل نيكسيوم.
2. العلاج بواسطة الأدوية المضادة لإفراز أحماض المعدة "Antisecretory" في حال عدم الإصابة بجرثومة المعدة، ومنها بانتوبرازول، أو نيكسيوم، أو زينتاك.
3. وقف استخدام المسكنات مثل أسبرين، وبروفين، وفولترين والاستعاضة عنها بمسكنات أخرى، مثل باراسيتامول "البندول أو الأدول".
4. الإقلاع عن التدخين والكحول.