يخبرني أحد الأصدقاء عن موقف تعرض له الأسبوع الماضي بإحدى المؤسسات، حينما ذهب لقضاء معاملة خاصة به.
يقول أنه بعد أن عجز الموظف لتخليصها قال لي اصعد للمسؤول في الطابق الثاني ليحل الإشكالية في معاملتك، وبالفعل صعدت وأخبرت السكرتير كي أستأذن بالدخول، لكنه أجلسني وطلب لي قهوة لأن المسؤول في اجتماع.
وجلست أنتظر، لكن طال الانتظار، فقلت له: " أريد الدخول لدقيقة"، قال: "اصبر"، وطلب لي قهوة ثانية وجلست احتراماً لذوقه وطال الانتظار، لكن الأعجب أن هذا المسؤول يمر من أمامنا من مكتبه لغرفة الاجتماعات والعكس وحتى سلامه يكاد لا تسمعه.
والأغرب أنه يجتمع مع نفس الموظفين بنفس المؤسسة لأني أعرفهم تماماً بمعنى أنه لا يجتمع مع عملاء مثلاً أو شركات، أو ضيوف، أو مؤسسات مجاورة، بل نفس الموظفين.
وأنا جالس أنتظر وأرى المشهد كأنها مسرحية عنوانها قهوة تحت الإكراه ومشاهدها خلق أهمية لشخص يبحث عن الأهمية والأضواء رغم أن عمله لا يقتضي تلك الهالة والأجواء.
وظللت أنتظر حتى خرجت مصدوماً بما رأيت رغم التطور والتكنولوجيا والأخ لايزال في عالم الاجتماعات على الفاضي والمليان.
وأنا توقفت معاملتي وضاع يومي رغم أنني أخذت إجازة لأنجزها وطعم القهوة في فمي لأن المشهد ارتبط بها تحت الإكراه.
وكما يقول المثل المصري الفاضي يعمل نفسه قاضي.