جار التحميل...

°C,

دع الآخرين

March 15, 2023 / 12:00 PM
كثيراً ما نزج أنفسنا في مسائل بل نقحمها في أمور نحن في غنى عنها، وكثيراً ما نسرف ونجتهد ونحمل العناء عن غيرنا ونبذل الطاقات، في ظننا أننا نقدم لهم المساعدة والخدمة التي يطلبونها منا.
هكذا انشغلنا بهم وتركنا وحملنا همومهم وأهملنا ذواتنا في سبيل أن نكون السند والعون الذي يطلبون، ولا تخيب ظنوننا، إلا حينما نشاهد أن جهدنا اتجاههم، ومساعينا قد حل عليها الفشل.
 
ومن أعظم المقولات التي كتبت ما قاله الفيلسوف والكاتب والمفكر الكبير _ مصطفى محمود _ "إنها لعافية أن ينشغل المرء بنفسه بإيمانه بأفكاره بأحلامه، وأيضاً أن يكون وقته ضيقاً لا يتسع للتفتيش عن الآخرين".
 
فأنت تستطيع أن ترى الحياة جميلة بطريقتك وأسلوبك، الذي تنتهجه وتطبقه في حياتك، لكن الحياة ليست كفيلة بتحسين مظهرها عند كل حدث حزين يمر عليك، ولا الشمس سوف تنير لك الدروب التي ستسلكها، وتسد عنك الحفر التي في الطريق، ولا القمر سيأخذ بيدك إلى حيث الجمال الذي تريد ويغطي عنك كل مساوئ الحياة.

فلا تنتظر ملكاً يهبط من السماء ولا من يأخذ بيدك ليساندك، ازرع أنت أرضك وانتظر غيث السماء وتعهد شجيراتك، دعك من الآخرين من فضولك والتطفل الذي لا ينتهي وركز على ما هو أهم وهو أنت، تعهد نفسك بكل خير وأعتني بجسدك وصحتك والمقربين عندك.

وكن وسطاً ما بين الاقتراب والابتعاد لا بعيداً تنسى ولا قريباً يكتفي منك ولا ثقيلاً يستغني عنك، ولا خفيفاً يستهان بك ابق متزامناً معتدلاً.
 
وفي وقت ما ستعلم أن سلامة القلب وهدوء العقل أهم من كل شيء آخر، وأن سعادتك لا تتطلب حدوث المعجزات، فقد تكون في كتاب وكوب قهوة، وأنك لا تحتاج إلى الكثير من الأصدقاء، يكفيك منهم القليل الوفي الصادق معك في محبته، مَن لديه كيان حنون لا يشبه شيئاً على الإطلاق.
March 15, 2023 / 12:00 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.