جار التحميل...

°C,

لأن العمر يمضي

February 08, 2023 / 1:09 PM
إن قليلاً من الإدراك السليم للذات مع قليل من التسامح للنفس وقليل من المرح للروح، من شأنه أن يرفعك ويدفعك بعيداً إلى مستويات أعلى، ومسافات أبعد لم تكن تتوقعها وتتخيلها وتحسبها، كنت تتمنى وترجوا أن تحظى بها وترجو، وستندهش عندما ترى كيف استطعت أن تربح نفسك وأنت على هذه البسيطة.
ففي مرحلة ما من العمر يمضي بك قد تكون ممن اكتفيت، من خوض تلك التجارب والمعارك الحياتية، وقد تكون بحاجة لفترة توقف تراجع فيها علاقاتك واتجاهاتك، وقد يتطلب الأمر أن تخفف من قائمتك المثقلة والمحملة بالأسماء، والأشخاص، الذين ما عادوا يشاهدونك بعين المشتاق، تخطفتهم يد الأعباء والالتزامات، فلم يعد الأمر يستحق العناء، وليس لديك من متسع لتضيّعه مع أشخاص استنزفوا من طاقتك، وتختزل تلك الأعمال والأنشطة التي كنت تمارسها مسبقاً، فلم تعد النفس تقدر أن تهادن أو تجامل أو تتجملّ، وأن تتحمل أخطاء آخرين بالتالي يشكلون ثقلاً وعبأً على كاهلك.

إن التفكير الضيق المحدود والراسخ في عقلك حين تعتقد أن حياتك قد انتهت وتلاشت، وقد تلازمك الأفكار بالفشل بأن ليس لديك القدرة على أن تبني حياتك من جديد، على الأنقاض والأشلاء التي ترسخت في ذهنك، وأنه قد فاتك القطار وأن عليك النزول من هذه المحطة، فقد انتهت رحلتك ولا يمكنك المضي والاستمرار، إلا أن توقد وتشعل الحماس في روحك، فإنها محركك الأول من سيأخذ بيدك إلى ضفة الأمان والاستقرار.

إن شعورك بالتشتت الذي يعتريك والفوضى التي تعيشها في مسار أفكارك، والقلق الذي يسكن فؤادك سيحل بدله الطمأنينة والهدوء والسكينة، حين تخفف أعباء ما ليس لك به شأن، وحين تتنازل عن أشياء ليست من اختصاصاتك وتبعاتك، والتخبط الذي يلازمك في قراراتك، سيأتيك من الله لطفه وما يصلح أحوالك ما دمت مطمئناً به وتحسن الظن به.

إن تلك الندوب والتشققات التي عانت منها النفس، وفراغات الروح ونزغات الوجدان التي استنزفت منك قواك وطالت طاقاتك، لن تملأها الأشياء التقليدية والمزيفة مهما كانت فخامتها ومكانتها عندك، بل ستمليها وتحتضنها الأشياء الصادقة المخلصة مهما كانت بساطتها.
February 08, 2023 / 1:09 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.