جار التحميل...

°C,

أشياء تسلبنا الحياة

February 02, 2023 / 1:00 PM
أصبحت هاجسنا وشغلنا الشاغل المتواصل، وأضحى خفقان قلوبنا متعلقاً ومرتبطاً، بهاتف ذكي فيه العديد من التطبيقات، وباتت رغبتنا في استدعاء الأفكار للكتابة والمراسلة، أو في أخذ صورة مميزة، لإنزالها في موقع التواصل المفضل لديك، وتستثير وتحفز النفس، لمعرفة أين وصلت تلك التغريدة من المتابعة، أو الصور من التعليقات، ونضيف على ردود المتابعين ما أمكن، هكذا بات الحال ووصل بنا الأمر، واستفحل فينا الإدمان الافتراضي.
ولا يختلف اثنان على القيمة والأهمية الكبيرة البالغة، لتقنيات وتطبيقات التواصل الاجتماعى، في حياتنا العملية والاجتماعية، التي تعددت طرقها ووسائلها، فيما يخص تواصل المستخدمين الفوري والمباشر مع بعضهم البعض، سواء مع الأشخاص أو في أي مكان حول العالم ومدى ما تلعبه التكنولوجيا في مختلف المجالات، التي سهلت لنا ويسرت لنا الكثير، عبر شبكة الإنترنت العالمية.

إذ منحت البعض فرصاً ذهبية، لم يكن ليحلم بها لولا وجودها، وتصدر منها البعض المشهد الاجتماعى والتجاري، من خلال عدة أجهزة مختلفة، من الكمبيوترات والأجهزة اللوحية أو حتى الهواتف الذكية، عبر مشاركة الصور والفيديوهات والمدونات، وغيرها من الأمور الأخرى.

ومع ذلك لا يخفى على الكثيرين، ما قد تؤثره علينا مثل هذه المنصات من الناحية السلبية، من تشتت الأذهان والتفكير، ومن كثرة الإدمان  على تعاطيها ومتابعتها، من خلال قضاء الساعات الطويلة في أستخدامها، قد يصل بنا الأمر إلى العزلة الاجتماعية، ووهم التواصل الافتراضي.

لقد أدركت قيمة ذلك في نفسي، وبدأت مرحلة تجربة وتجديد، في محاولة إعادة صياغة النفس وبرمجتها، وترتيب الأولويات بعيداً عن هذه الوسائل أو بالتقليل منها، التي حرمتنا التلذذ بمتعة الحياة وجمالها، وإيجاد الصفاء الذهني والهدوء، والراحة النفسية التي افتقدناها، من صخب وتيرة الحياة المتسارع، علّ وعسى نترك لأنفسنا مساحة، لندرك حقيقة قيمة الحياة وإمتاع أنفسنا، في واقعنا الحقيقي المعزز لا الافتراضي.
February 02, 2023 / 1:00 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.