هناك حكمة قديمة نسمعها ونكررها مراراً بأنه " ليس كل ما يلمع ذهباً " وتفيد بأنه ليس كل ما يبدو لنا ثميناً أو حقيقياً هو كذلك، بل وحتى أننانلهث وراء أشياء نعتقد أنها من أغلى الأشياء الثمينة لدينا، أو ننخدع أحياناً أمام بريق أشياء كثيرة من حولنا، ونعتبرها من الدرر النفيسة، ونسعى وراءها لامتلاكها، جازمين على أنها ستعجب ذائقتنا وميولنا ورغباتنا.
وازدادت علينا قسوة الأشياء، حتى أصبحنا نحتار في وضع المسميات الحقيقية لها، وقد اختلفنا في اعتباراتنا للقيم والمفاهيم والسلوكيات، في قيمتها ومضمونها من أشخاص دون آخرين.
وفي هذا الزمان الذي نعيشه ونحياه، ازداد الرهان وازداد معه بريق الاهتمامات، على أشياء كثيرة من حولنا، قد لا ينظر إليها الجميع بنفس المعطيات، فما قد يلفت نظر البعض إليه ليس بالضرورة أن يجذب الآخرين إليه.
فنجد الكثيرين قد تختلف نظرتهم ورغباتهم وفي توجهاتهم، فهناك من يلهث لحضور حفل توقيع كاتب وقراءة روايته الأخيرة، وآخرون قد تستدعيهم رغبتهم لحفل مطرب، يعجبهم ويتراقصون على أنغامه، وهناك من يستمتع بشغف لمتابعة أحد مشاهير التواصل الاجتماعي في محتواه المفيد النافع، وغيرهم على محتويات لا تنقلسوى المواقف الضاحكة والساخرة، فبريق الأشياء التي نحياها هي التي تقرر مدى اهتمامنا بها.
ويصيبنا الاندهاش وينتابنا الاستغراب في أحيان كثيرة، من سعي البعض وراء احتياجات وتركيز اهتمامه، في اتجاهات قد تكون عكس رغباتنا وطبيعتنا، وصرف الجهد والوقت والتفكير والانشغال، بأشياء مختلفة تبرق في عيونهم، عما يلهب حماسنا ويصرف انتباهنا نحوه، ولا شك أن هذا مرده في أسلوب الحياة والمعيشة والسلوكيات التي نحاكيها.
قد تبدو جميلة ومثيرة تلك الأمور البسيطة، التي تلهب شغف وتثير حماس الآخرين، وإن كانت هذه الأشياء بسيطة، لكنها تبرق وتلمع في عيون البسطاء ومن على شاكلتهم، وقد لا يكلف الأمر شيئاً بالنسبة لنا، ولكن قيمتها كمفعول السحر في نفوسهم، فقد تكون رسالة رقيقةعلى هاتفك المحمول هي من تصنع يومك، وتترك فيك الأثر العظيم وتفعل بك الأفاعيل، بإثارة حماسك وترفع من معنوياتك.