عندما تبدأ أيامنا الأولى من السنة الجديدة كل عام، نطوف في مدارات وتقلبات الحياة التي مضت ومرت بنا، ونأخذ لقطات سريعة وخاطفة عن تلك الذكريات والمحطات، التي توقفنا عندها ووضعنا فيها رحالنا وأمتعتنا، ونستدرك منها ما قدرنا على تحقيقه.

وكذا تلك المحطات التي لم ننزل ونترجل فيها، نستذكر معها تلك الأمنيات التي حلمنا بها، ولم ندرك المبتغى منها والوصول إليها، أو تلك الأحلام التي تخيلنا أننا قادرون على إنجازها وتحقيقها، ووضعناها في سجلات وجدول دفاترنا، ولم نستطع أن ندرك الصعود عند قمتها، وتخاذلنا في المسير إليها والوصول لها.

في خضم فلك الحياة وتقلباتها، نسير ونمضي متشبثين بالأحلام والآمال، فنسلك تلك الدروب المتنوعة، لنجدد معها العهد، ونمتطي صهوة تلك الأماني، التي مضت لا نتخلى عنها، وإن رمتنا الظروف أحياناً في لجة اليأس والمتاعب والجزع، أو الخوف والقلق والعجز تارة أخرى.

 ورغم ما قد نلاقيه من أمواج متلاطمة وهزات قادمة، إلا أن اليقين والإيمان وما لدينا من إمكانات وقدرات، هو من يأخذ بأيدينا إلى بر الأمان، والنجاة إلى شواطئ الأمل، أمام الهزات الحياتية التي تواجهنا وتعترض تقدمنا ومسيرنا. 

ولكل إنسان طاقات خفية ومهارات داخلية وطرق عملية، ومن الممكنات التي يستطيع من خلال منصة إدارة الذات، وعملية التخطيط والتوجيه والتنفيذ، ومنجم معادن من كافة الأشكال ومختلف الأنواع، من التفاؤل والدافعية والإيجابية وحوافز الانتصار والتغيير، تعينه على سد تلك الفجوات والنواقص التي لديه، والتي لم يقدر على فك طلاسمها، أو حتى اللجوء إلى الآخرين الذين يحسنون مد يد المساعدة من إدراك الانتصارات وتحقيق المطلوب.

فليكن لك ذلك التأثير والأثر والبصمة الإيجابية، في نفسك أولاً ومحيطك ثانياً ولمن حولك، فذلك ما ستتركه وتخلفه وراءك، وذلك هو البريق الذي سيمنحك لمعاناً في حياتك، وإضاءة ستنير طريقك وتفتح لك الآفاق، وتمنحك القوة اللازمة لكسر الحواجز والعوائق، التي تقف أمام طموحك، وذلك هو الانتصار والفوز الثمين.