يلح عليّ بعض الأصدقاء منذ فترة ومن حين لآخر، بأني أملك من الإمكانيات والقدرات لصناعة وإنشاء محتوى رقمي، للمساهمة في نشر بعض الرسائل التوعوية للفائدة المجتمعية، عن طريق الوسائل الرقمية المتاحة وما الذي يمنعنك من الدخول فيها.
وقد أخبرتهم بأن الفكرة تراودني منذ زمن، وأني في الوقت الحاضر أكتفي بكتابة المقالات، وعن سبب التردد والتخلف عن المبادأة، هو في ردود الأفعال غير المتوقعة وآراء أولئك السفهاء والحمقى، الذين قد يخرجون لك بسخافتهم من حين لآخر، وقد امتلأت الساحات والمنصات بهم وبأشكالهم.
مع سباق الزمن وتسارع وتيرة الحياة، أصبحت لمواقع التواصل الاجتماعي ومساحاته، تلك القيمة المثالية على نطاق كبير في التأثر والتأثير، والباب الأسرع والسبيل الأوسع والوسيلة الأنجع، المؤدي لطريق الشهرة والبروز السريع الانتشار، ومن لم يكن لديه الوقت الكافي والقدرة على الوقوف في طابور الانتظار، فليطرق باباً من أبواب التواصل المتعددة، كي يوصل رسالته وليجد بها ضالته.
غالباً ما يكون لدينا من الأمور المهمة والمشاكل الشائكة والعالقة في حياتنا، ما نود أن نطرحه ونعرضه للنقاش في مشاركة الجميع، ولكن من أمثال هؤلاء وبجاحتهم أحياناً في الردود الفظة، ما تسبب لنا المزيد من الإحراج، والتعرض للسخرية وإثارة الرأي العام، ويخرج الموضوع عن سياقه الطبيعي ويأخذ منحى مختلف، فأمثال هؤلاء بارعون في إضاعة وقتك، ومتخصصون في رفع وزيادة وتيرة انفعالات شحناتك السلبية.
في كل يوم يمر علينا مشاهدات تثبت لنا، تلك الفجوة التي لا تزال مساهمتها كبيرة في تشويه المجتمعات، ما يبرز حاجتنا مع هذا الانفتاح لسلسلة من القوانين والضوابط الصارمة، لكبح جماح ذلك التدفق الهائل، من كمية السخافات والتسلية غير المبررة، وتعظيمها وتعظيم متناوليها وسذاجة مقلديها.