فقد ترمي بك الظروف غالباً، وتعصف بك الأزمات أحياناً، بين طرقات المتاعب والألم، أو بين المرارة والتعثر والندم، لتتعلم درساً بأن التغيير، هو ركيزة من ركائز الحياة الأساسية، فمهما كانت أمنياتك أو أحلامك أو رغباتك ومخططاتك وترتيبات الحياة، فقد تنفلت من بين يديك وتنفك، لأمر لم تكن تتوقعه، أو تنقلب عليك وتتغير في أي لحظة، فلا تعلق آمالك كلها على أمر واحد، حتى إذا فشل الأمر تداعيت، ولا ترسم أهدافك وطموحاتك، وتعولّ على النجاح فقط، دون توقع للانكسار أو السقوط.
وأحيانا ما قد تكون تقلبات البشر، هي أقسى وأخزى من تقلبات الزمن، فكم من الخيبات لأصدقاء وتحولات لأناس وثقنا بهم، وكم من الصدمات التي ما توقعناها من أقرباء وخذلونا بعدها، وتكون القسوة المرة التي قد لا نحسن تجاوزها ونسيانها، وكم من الانكسارات والملمات، التي توالت علينا في حياتنا وشؤوننا العائلية، أو للبعض في مشاريعه الوظيفية والتجارية، وعان من تقلبت الأسواق الاستثمارية، كمن وضع بيضه ورهن ذلك في سلة واحدة.
لذا يتطلب الأمر أن لا نركن لنجوى الشيطان وخياراته ومسالكه، بل نحتاج في تعاملنا للحياة، في اتباع مسارات الحكمة وتقدير المواقف "فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً" هكذا يعلمنا الله في كتابه العزيز ، فكن أنت ملهم نفسك ورافدها ومرشدها، ومواجهة الابتلاء بقلب قوي رصين، حتى لا نتحطم عند أول مواجهه وفشل.