جار التحميل...

°C,

ماذا لو أقسم معتذراً

December 20, 2022 / 12:10 PM
إن الأصل في العلاقات بين الناس، أن تقوم على الاحترام والتقدير والحب المتبادل، وأن تكون مبنية على الود وحفظ الواجبات والعهود، ولكن أحياناً تشوب هذه العلاقات الاختلاف في وجهات النظر وعدم الاتفاق، مما يعكر الأجواء والصفاء، وبطبيعة الحال قد تحدث وتنشأ بعض المشكلات، وقد تتراكم هذه المواقف وتتفاقم، مما قد تتسبب في حدوث القطيعة والنفور بين النفوس.
وقد ذكرنا في مقال سابق "متى تنسحب" من أنه قد نتخذ قراراً بالانسحاب من حياة أشخاص، على الرغم مما نكتنفه أحياناً، من ذكريات ومواقف طيبة، لا يمكن أن نتناساها أو نتجاهلها، إلاّ أن الأمر يستحق أن نقف لنودع كل ذلك، ونتخلى عن تلك العلاقة التي تربطنا، وأن نبتعد عنها ونتناساها، بالرغم من صعوبة الاختيار والرحيل.

ونحن جميعاً معرضون، لأن تحدث لنا في حياتنا وعلاقاتنا، من الاختلافات والصدامات، وعدم التوافق في الآراء، وهذي هي الطبيعة البشرية، التي تضعنا في مواقف صعبة للاختيار أحياناً، وهناك من يرغب في قطع العلاقة والابتعاد، وآخرون قد يمنحوننا من الفرص، ويرغبون في إعادة العلاقة والاستمرار والمضي قدماً، بعد أن يعود إليك معتذراً، كنوع ومبادرة حسن نية، لمنحه فرصة أخرى .

وجميل أن نبادر بحسن النوايا، والأجمل أن نسامح بعضنا البعض، والحرص على عدم قطع العلاقات، فنحن لا نستطيع أن نفصل أنفسنا عن الآخرين، ونحن مضطرون لأن نعيش معهم في سلام، وإظهار التسامح والتفاهم وتقبل الآخر، فلسنا مثاليين.

والإنسان المحترم الذي يراعي الآخرين، ويحترم شخصياتهم ولا يتفوه بكلمة فحش وبذاءة بحقهم، ويجنب نفسه الوقوع فيما يوجب الاعتذار، ويكون محل تقدير الناس.

ولكن هناك من يتمادى في الخصومة، وهناك من قد يبالغ في العداوة، إما بالتشهير أو التصيّد والترصد، ويصيح بهم عالياً ويهتف قائلاً بصوته، في محاولة لإشعال المواقف مرة تلو المرة، وهو أمر لا يخفى على من كان له قلب، في إذكاء نار الخصومة، تجعل الخصوم ينكرون حقوق بعضهم البعض، وهذا قد يتطلب منا الوقوف والتمعن كثيراً، قبل قبول ذلك الاعتذار، وإن كان قاسماً على وعهده.
December 20, 2022 / 12:10 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.