فهنا أغنية وطنية، وهناك علم يرتفع، واحتفالات تعكس فرحتنا بشكل راقٍ يليق بمكانة دولتنا ضمن عاداتنا وحشمتنا، لكن بين تلك الصفحات البيضاء هناك نقاط سوداء تعكر المنظر والمسمع من تصرفات قلة من المعبرين عن فرحتهم بشكل غير لائق وكأنهم ينتظرون هذه المناسبة الغالية على قلوبنا ليخرجوا عن النص، وطبعاً هم يمثلون أنفسهم.
لكن هذه التصرفات تعكر صفوة السعادة، وهل هذا النوع من الفرح هو تعبير عن محبة أو أنه تشويه وفوضى وتخريب، وهل هؤلاء الشباب أو الفتيات يقبلون بحفل زفاف "مشوه"، بل على العكس تجدهم قلقين حتى تمر "ليلة العمر" بلا فوضى، ويضعوا شروطاً وتعليمات لكي يمر اليوم بسلام وحسب الأصول؟
نعم مع الأسف، البعض لا يعي معنى فرحة وطن ويحولها لشيء غير صحي، ناهيك عن المخلفات التي تكون بعد تلك الليلة، وتصور هذا العامل الذي ينظف المكان ماذا سيقول لزميله خلال جمع المخلفات عن المشهد، واستيائه عن كمية الجهد والعمل بهذا اليوم، وامتعاضه والانطباع الذي يتكون عنده عما يراه من التصرفات.
نعم تتكرر وتتكرر هذه الصورة، وبعدها نكتب ويكتبوا وننتقد وينتقدوا، لكن مع الأسف تظل فرحتهم بلا فرح.