بالقراءة نرتقي كان هذا هو العنوان، للرسالة التي بعثتها مشكورة، معلمة ابنتي للغة العربية الأسبوع الفائت، عبر البريد الإلكتروني مرفقة بهذه الكلمات البسيطة المحفزة " ابنتي عليك بممارسة القراءة بشكل مستمر ودائم، وهذا سيساعدك على تحقيق التطور الأكاديمي، في كل مهارات اللغة ".

فبين خطر مد التغريب الزاحف علينا، والعبارات الإنجليزية التي نتباهى بترديد مفرداتها في ثنايا أحاديثنا، الذي أنسل بين جيل هذا العصر، حتى بات الضعف الواضح اليوم في قدرات الأبناء، على تحدث اللغة العربية، أو الإتيان بالعبارات أو الكلمات التي تشعرنا بانتمائنا للغة الأم.
 
نعم هي رسالة بسيطة ومعبرة، لكنها تحمل في طياتها الكثير من المعاني العميقة، التي تحتاج منا الوقوف عندها ومراجعة أنفسنا، وإدراك مدى التأثير السلبي والتحديات، التي ستواجهها الأجيال مستقبلاً.
 
ولأكثر عما يزيد عن 4 عقود، خرج في النهج عن الإطار المألوف، وأبدع طيلة هذه الفترة الزمنية، في تكريس مفاهيم القراءة والمعرفة، بالبرامج والفعاليات الهادفة، والاهتمام بكافة جوانب ومجالات الكتاب المختلفة، حتى غدا العلامة الفارقة والمنارة البارزة، ليستمر معرض الشارقة الدولي للكتاب الأكبر على مستوى العالم، على مستوى بيع وشراء حقوق النشر والترجمة، وأتاح المساحات والفضاء للجميع، مدركاً أهمية الكلمة وقيمة القراءة وأثرها في بناء الحضارات، وتعزيز مكانة الشارقة، إذ الإمارة الباسمة ليست عاصمة الثقافة في العالم العربي فحسب، بل عاصمة الكتاب في العالم بأسره.
 
لا أعلم من الذي سيعاني أكثر من فقدانه لهويته، هل هي اللغة العربية، التي ارتضينا عليها لهجات ولغات أخري دخيلة، أم نحن من تخلينا عنها وتنازلنا رويداً رويداً، وتناسينا أسلوبها الفصيح، وكلماتها ومفرداتها وعباراتها الجميلة.

 لقد وُجدت مثل هذه المعارض لخلق حراك ثقافي وإنساني، يلامس فيه وجداننا وكياننا، ويجعلنا أكثر حرصاً، في السعي للحفاظ على الإرث الثقافي، وحسناً فعل صاحب الثقافة والفكر، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي - حفظه الله ورعاه - بإطلاق الأجزاء الجديدة للمعجم التاريخي، الإنجاز العلمي الكبير، الذي يمثل سجل هذه الأمة وتاريخها، وديوان أشعارها وأخبارها وأمثالها، مروراً بجميع عصور العرب التاريخية، ووصولاً إلى العصر الحديث.