منذ أن بدأ العام الدراسي وأبنائي الصغار انتظموا في المدرسة ويوماً بعد يوم لفت انتباهي اسم يتداول بينهم ويتحدثون بشكل إيجابي عن معلمة اسمها نورة، في البداية ظننت أن الأمر طبيعي معلمة تتعامل بشكل حسن وما أكثر معلمينا الطيبين، لكن مع مرور الوقت تزايد حبهم وتعلقهم بهذه الأستاذة الفاضلة بشكل كبير ولافت.

قررت أن اكتشف ماذا تفعل تلك الأستاذة ولماذا نورة؟ وبعد أن استفسرت وسألت اكتشفت أنها تمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة من الطلبة والطالبات بالحلقة الأولى، لدرجة أن تأثيرها يملأ الساحة المدرسية في حال وجودها بالساحة والتفاف التلاميذ حولها بعشق لو تصفه لن تجد له عنوان، تمشي والكل معها، تنظف الساحة الكل يسابقها، تشرف على المواصلات الكل يبتسم في الحضور والانصراف حتى الحالات الخاصة من أصحاب الهمم ينصعون لها بلهفة.

لماذا نورة؟ نعم بعد التعمق بهذه الشخصية تجد أنها تستقبل الطلبة بالأحضان، نعم لا أبالغ لديها روح طيبة تنشرها بين تلاميذها بالأحضان، نعم لغة الجسد التي لا تحتاج لتعبير لفظي بل هو الإحساس والاطمئنان، نعم التلاميذ من بيئات مختلفة وظروف ملونة لكن نورة بفطرتها وحدت تلك الأنفس بلغة واحدة وهي الاحتضان المباشر، ثم باقي أساليب الجذب مثل هدايا التحفيز والتشجيع، نعم إنهم صغار تعبيرهم محدود لكن احتضانهم بصدق هو أجمل وأنبل تعبير.

نعم إن هذه الأخت الفاضلة مثال للمعلم التربوي الحقيقي الذي يقدم مشاعره قبل جهده ليفتح قلوب وعقول التلاميذ لتلقي العلم بشغف وما أكثر أمثال تلك الفاضلة ممن يعملون بود وما أكثر المميزين، ربي يسعدهم ويعينهم ويحفظهم ويعطيهم الخير بما يفعلون.

شكراً أستاذتنا نورة، فالنور لن ينطفئ أبداً طالما شموع الأمل تضئ بوقود إخلاصكم.