جار التحميل...

°C,

أين الحقيقة؟


كان يا مكان في قديم الزمان، كان التمثيل خلف عدسات الكاميرات وبعد انتهاء التصوير يعود الممثل لشخصيته الطبيعية، واليوم التمثيل أصبح خلف كاميرات الهواتف، ولن تنطفئ الشاشات حتى ضاعت الهوية.
نعم التمثيل أصبح حقيقة والحقيقة تاهت بين ركام الأضواء وأصبح الأغلب يبحث عن الشهرة وأصبح التقليد هو الماركة الأغلى والتي يبحث عنها المساق خلف الضباب الشهرة الكاذبة والمبنية على مشهد مصطنع أو صورة لا معنى لها تكتسح العالم الافتراضي وتؤثر على المتابعين بهشتاق وأساسها غير معلوم.

وما أكثر الهاشتاقات التجارية التي تم شراؤها للهدم وناهيك عن تصوير سفرة الطعام يشبع المتابعين قبل معدته ويلبس المتابعين قبل جسده.

وأصبح هو قيد ذوق الإعجاب لا قيد ما يحب وأصبح الأب غير الأب والأم غير الأم والأبناء هويتهم يبحثون عنها في العالم الافتراضي، ويضحكون افتراضياً ويأكلون افتراضياً وينامون افتراضياً حتى الذهاب إلى الكعبة لأداء العمرة مع الأسف  أضحى افتراضياً، والنتيجة توهان الهوية وانتشار الامراض النفسية من اكتئاب وغيرها.

وأصبح الأغلب يبحث عن الحقيقة لأن الصورة الأصلية نادرة والاستنساخ شوهها والبرامج والتطبيقات حبستنا بلا قضبان وجدولتنا وصنفتنا وسيرتنا، ونحن بالغنا وانغمسنا حتى أصبحت علاقاتنا مبنية على كلمة تابعني أو ألغى متابعتي وحضرني ولابد أن أحضره.

وأصبحت العقوبات الإلكترونية من حضر وإلغاء وإخراج وقعها أشد من أي نوع آخر من العقوبات.

ويقول أحدهم: " اضربني ولا تطردني من المجموعة الافتراضية"، إذ تبرمجت مشاعرنا ولغة أحاسيسنا أصبحت رقماً سرياً يحمل في طياته المجهول والله يستر مما هو آت.

May 09, 2022 / 11:59 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.