قد شارف شهر رمضان على الانتهاء وأصبح الجميع يستعدون للعيد وللعودة إلى الروتين السابق الذي تغير بحلول الشهر الفضيل، ولكن ماذا بعد رمضان؟
أن شهر رمضان الفضيل كان ومازال فرصة ذهبية لتغيير العادات الصحية والغذائية غير السليمة في حياتنا اليومية، وكما هو الحال في السنتين الأخيرتين، فأن هذا العام كذلك استقبلنا رمضان خلال أزمة كوفيد - 19، وصحيح أننا عدنا إلى حياتنا السابقة ولكن يجب علينا أخذ جميع احتياطاتنا حتى نقي أنفسنا وأهالينا ونستقبل العيد بأتم الصحة والعافية.
بالنسبة للعادات الغذائية فيمكن البدء باتباع حمية صحية قائمة على التقليل من الدهون والكربوهيدرات والسكريات والأملاح مع شرب الكثير من الماء والإكثار من تناول الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة مثل المشي وغيرها، فكل ذلك يساعد في الحفاظ على الصحة وكذلك إنقاص الوزن وأيضاً يساعد أصحاب الأمراض المزمنة على التحكم في مستويات السكر والدهون وضغط الدم وإبقاءها في المستوى الطبيعي.
مع حلول العيد، تصبح المائدات غنية بحلويات العيد التي تعود عليها الأجيال من عيد إلى آخر، فيمكن الاستمتاع بتناولها بكميات قليلة، لتفادي عسر الهضم وغيرها من المشاكل الصحية خصوصاً لأصحاب الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكر، وكذلك لتفادي الزيادة في الوزن، والحرص على اختيار التي تحتوي على سكريات ودهون أقل، كما يمكن استبدال المشروبات التقليدية عالية السكر بشرب العصائر الطازجة والماء والشاي، ولا بأس بالقهوة ولكن بكميات معتدلة.
يعتقد بعض المرضى بأن تناول الدواء كافٍ لعلاج الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، فيتناولون الطعام وخاصة الحلويات بكميات كبيرة، ظناً منهم أن الدواء كفيل بإبقاء السكر والكوليسترول والضغط في مستوياتها الطبيعية، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، حيث أن الدواء يساعد فقط في تحسين المستويات ولكنه غير قادر وحده على إبقائها في المستويات الطبيعية، بل يجب على الفرد اتباع نظام صحي إلى جانب تناول الأدوية بانتظام.
إحدى العادات السيئة التي من الأفضل التخلي عنها خاصة خلال أزمة كوفيد - 19 هي التدخين، وكذلك فأن جميع وسائل التدخين سواء كانت السجائر أو الشيشة المتعارف عليها أو الإلكترونية وغيرها، جميعها تؤثر في صحة الفرد و تؤدي إلى أمراض القلب والضغط والشرايين، لذلك وجب البدء من الآن في التخطيط للتخلص من هذه العادة السيئة، ولمن يجد صعوبة في التقليل من التدخين أو إيقافه فهذا الأمر ليس بالصعب، أبداً حيث بإمكان المدخن الامتناع عن التدخين لمدة 15 ساعة أو أكثر خلال اليوم وهي فترة الصيام فهو بالتأكيد قادر على الامتناع عنه لفترة أطول ويكون ذلك بالتدريج وبمساعدة الطبيب المختص في حال لزم الأمر، حيث توجد الكثير من الطرق التي تساعد المدخنين عن الإقلاع منها بعض الأدوية أو بدائل النيكوتين.
مع قدوم العيد، من المتعارف عليه تبادل الزيارات مع الأهل والجيران والأقارب، ولكن حلَّ هذا العيد ومازلنا في أزمة كوفيد - 19، فيجب أن لا ننسى ضرورة اتباع الإجراءات الوقائية وتجنب التجمعات والأماكن المزدحمة، وفي حال الرغبة في زيارة العائلة والأصدقاء، يجب اتباع الإجراءات الاحترازية، بمعنى تجنب الزيارات في حال وجود أعراض مثل الكحة والزكام وألم البلعوم والحمى وغيرها من الأعراض، فالأفضل تجنب السلام على الأهل خاصة الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، أو الاكتفاء بالسلام والتحية من مسافة بعيدة، حتى إذا فحص الشخص وكانت نتيجته سلبية لفحص كوفيد - 19.
وأخيراً، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وأعانكم على الصيام والقيام في الأيام الباقية من رمضان، ونتمنى لكم عيداً سعيداً.