خلال شهر رمضان الكريم، تمتد ساعات الصيام إلى ما يقارب 14-15 ساعة يومياً، وفي هذا الوقت الطويل من الامتناع عن الطعام والشراب قد يتعرض مرضى السكري لبعض المضاعفات مثل انخفاض مستوى السكر في الدم أثناء نهار رمضان، لذلك، هل من الآمن صيام مرضى السكري في رمضان؟ وهل هناك إرشادات يجب اتباعها للتمتع بصيام صحي ومن غير أي مضاعفات؟

وفي بعض الأحيان، قد يكون الصيام آمناً عند بعض مرضى السكري، وغير آمن عند البعض الآخر، وذلك مرتبط بعدة عوامل، لذلك يجب استشارة الطبيب عن القدرة على الصوم، والمخاطر والمضاعفات المحتملة المرتبطة بالامتناع عن الطعام والشراب لفترات طويلة، والتي قد تكون خطيرة منها انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم والجفاف، وبعدها يقرر الطبيب ما إذا كان المصاب بالسكري يستطيع الصيام أم لا، وسيقوم كذلك بتثقيف المريض حول كيفية التحكم في مستوى السكر بالدم وتعديل الأدوية أو جرعات الأنسولين حسب الحالة.

وهناك بعض العوامل التي قد تجعل الشخص أكثر عرضة للمضاعفات خلال الصوم، منها على سبيل المثال:

1. الإصابة بمرض السكري النوع الأول.
2. الإصابة بمرض السكري النوع الثاني مع ضعف التحكم بنسبة السكر في الدم.
3. التاريخ الحديث لانخفاض حاد في نسبة السكر بالدم أو الحماض الكيتوني السكري.
4. تاريخ من انخفاض نسبة السكر في الدم المتكرر أو عدم الوعي بانخفاض نسبة السكر في الدم.
5. بعض الأمراض والمشاكل الصحية مثل أمراض الكلى الحادة، أو مضاعفات الأوعية الدموية.
6. الحامل المصابة بمرض السكري. 

والجدير بالذكر، أنه في بعض الحالات، قد يكون من الآمن صيام رمضان بعد استشارة الطبيب، كما هو الحال مع المصاب بمرض السكري النوع الثاني، والذي تم التحكم في المرض بشكل جيد مع الحفاظ على مستوى السكر بالدم في مستويات طبيعية، والالتزام بأخذ الدواء بشكل منتظم، بالإضافة إلى اتباع نمط حياة صحي ونظام غذائي صحي ومتكامل.

وفي حال اخترت الصيام خلال الشهر الفضيل، وقد سمح لك الطبيب بالصيام، فمن الأفضل اتباع بعض الإرشادات والنصائح التي قد تقلل من المضاعفات أثناء الصوم منها: 

● مراقبة نسبة السكر في الدم لأكثر من مرة خلال اليوم أو حسب إرشادات الطبيب.
● ضبط جرعات الأدوية والالتزام بأخذ الدواء بشكل منتظم وفي أوقاته المحددة من قبل الطبيب.
● الانتباه وملاحظة علامات انخفاض السكر في الدم أو ارتفاعه.
● اتباع ارشادات الطبيب بشأن نوعية الطعام والشراب والتمارين الرياضية المناسبة
● تجنب التمارين الرياضية خلال فترة الصيام، وممارستها بعد الإفطار.
● الاستعداد للتوقف عن الصيام إذا كنت تعاني من انخفاض أو ارتفاع نسبة السكر في الدم، وزيارة المستشفى في أقرب وقت ممكن.

ومن علامات انخفاض مستوى السكر في الدم كالتالي:

● كثرة التعرق.
● الرعشة.
● الشعور بالجوع.
● الشعور بالقلق والارتباك أو العصبية.
● تنميل في الأطراف.
● الخفقان.

وإذا لم يتم علاج هبوط السكر في الدم بعد ظهور هذه الأعراض، فمن الممكن أن تصبح الأعراض أكثر حدة، ويمكن أن تشمل:

● صعوبة المشي.
● الضعف والتعب.
● صعوبة الرؤية بوضوح.
● سلوك غريب أو تغيرات في الشخصية. 
● إغماء أو تشنج.

ومن علامات ارتفاع مستوى السكر في الدم كالتالي:

1. الشعور بالعطش الشديد.
2. زيادة التبول.
3. الشعور بالتعب والإرهاق.
4. عدم وضوح الرؤية.
5. وخز في اليدين والقدمين.
6. الشعور بالغثيان.
7. التنفس السريع.
8. سرعة ضربات القلب.
9. ألم في المعدة.

وإذا كانت لديك أعراض مبكرة لانخفاض نسبة الجلوكوز في الدم، يجب عليك فحص مستوى السكر في أسرع وقت ممكن، وكسر الصيام حتى إذا كان متبقى على آذان المغرب بضع دقائق، فيجب عليك معالجة انخفاض السكر في أسرع وقت ممكن لتجنب المضاعفات. 

ولعلاج انخفاض جلوكوز الدم، تناول 15 إلى 20 غراماً من الكربوهيدرات سريعة المفعول، ويمكنك القيام بذلك عن طريق تناول 3 أو 4 أقراص جلوكوز، أو 6 إلى 8 حلوى صلبة أو شرب نصف كوب من عصير الفاكهة، أو ملعقة طعام عسل، أو سكر.

وعادة ما تكون هذه الكمية من الطعام كافية لرفع مستوى الجلوكوز في الدم إلى مستوى آمن دون التسبب في ارتفاعه بشكل كبير، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على الدهون "مثل قطع الحلوى" أو البروتين "مثل الجبن" في البداية، لأنها تبطئ من قدرة الجسم على امتصاص الجلوكوز.

وافحص مستوى الجلوكوز في الدم مرة أخرى بعد 15 دقيقة وكرر العلاج إذا كان المستوى لا يزال منخفضاً، وراقب مستويات الجلوكوز في الدم بشكل متكرر خلال الساعات القليلة القادمة، للتأكد من أن مستويات الجلوكوز في الدم ليست منخفضة وفي حال عدم ارتفاعها يجب مراجعة المستشفى في أقرب فرصة.

أما في حال ارتفاع السكر في الدم فيجب مراجعة المستشفى أو أقرب مركز صحي في أسرع وقت ممكن.