تناثرت من بين أنامله ذرات الرمال الذهبية فعاهد نفسه أن يجعلها خضراء نقية، وسرج الأمل على صهوة الإرادة وانتقى فارتقى، ومد يداً بالسلام والخير وسعى، وشد لجام الحق على من عصى، فكان للأرض رخاءً وبنى، فعمر وارتقى ومد يداً بيضاء بالخير فعمر وكفـّى ووفى.

وفي 1971 رفع الراية موحداً ومعلناً عن مسيرة محبة وعطاء، انطلقت لتكون قدوة للوحدة والترابط والعزة.

إنه حُلم بيد المغفور له بإذن الله تعالى أبونا المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه صُنع، واليوم نشهد عامه الخمسين ومسيرة من ذهب تكتمل، نتاجها دولة اللامستحيل دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وبأحلام قادةٍ لبوا نداء الاتحاد ارتفعت راية الإمارات شامخةً في الأعالي، فبين الماضي والحاضر رحلة عطاء ومسيرة بناء وطموح يتحدى المستحيل وبعزم الواثق من خطواته والمؤمن بقدراته خطت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوات واسعه في التنمية وتحقيق الإنجازات على أرض الواقع حتى أصبحت بين الدول الأكثر تميزاً وتحدياً للمستحيل.

فقد شهد الناتج المحلي للدولة تصاعداً ملحوظاً منذ نشأتها على وتيرة متتالية فباتت الإمارات عن جدارة ثاني أقوى اقتصاد عربياً ومن ضمن أفضل 15 دولة اقتصادية على مستوى العالم، وتزامن نمو الاقتصادي مع تنويع الموارد وتطوير القطاعات غير النفطية فغدت دولة الإمارات إحدى أبرز مراكز التجارة والمال والأعمال. 

كما حرصت الدولة على تطوير القطاع التعليمي لينافس أرقى المعايير العالمية فأنشأت المدارس الخاصة والحكومية التي تخطت 1200 منشأة تعليمية كما دعمت التعليم العالي بإنشاء الجامعات الاتحادية لتخرج أجيالاً تدعم مسيرة التنمية وبناء مستقبل زاهر لوطنهم.

 وأما القطاع الصحي فحرصت الدولة على تأمين أرقى مستويات الرعاية الصحية لأبنائها فأنشأت المستشفيات والمراكز الصحية بأحدث الوسائل فنتج عن ذلك خط دفاع أول تميز وأظهر أفضل قدراته وكفاءاته للذود والدفاع عن الوطن، فكان خط الدفاع الأول مميزاً ومتميزاً أثناء اجتياح وباء كوفيد-19 خلال العامين المنصرمين.

وكانت الدولة سباقه في تبني استراتيجيات التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر وأطلقت الإمارات استراتيجية التنمية الخضراء المستدامة وبخطى قيادتها الرشيدة عملت الإمارات على بناء مجتمع يسوده الأمن والأمان كما عملت على تنمية الإنسان بوصفه الثروة الحقيقية للوطن، مما أسهم في ارتقاء الدولة للمرتبة الرابع عشر في تقرير السعادة، واستمر الطموح وانتقت وارتقت لتغزو الفضاء بطموح وريادة.

هذه أنت يا إماراتي أفراحنا بك لا تنتهي من بدء صحراء غدت إلى عصر الفضاء وصلت، فحاضرك عطاء ومستقبلك أمل، تجمعنا الأفراح على أراضيك وتحلق أمجادنا في سمائك، وذكرياتك لا تنسى، ولكل إنجاز فرحة وشموخ، ونزدد بك إصراراً وقوة لأن بيتنا متوحد، وهذا ما يجعلنا بعونه الرقم واحد. 

وبماء الذهب سطرت 50 عاماً، ومهما كان مدادها لا نستطيع أن نوفيه بما يختال بين جنبات أرواحنا من فرحة وفخر وعزة.

ومن منبري هذا أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي صاحب السمو الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وأعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات ولشعب الإمارات الفتي بمناسبة اليوم الوطني الذهبي الخمسين دمتي إماراتي في عزة وارتقاء.