كان يا مكان في قديم الزمان، كانت هناك في أحد العصور حكاية تتداولها الأجيال، وكل جيل ينقلها للجيل الجديد بشكل مختلف وهي حكاية الباب المفتوح.
نعم مسكينة هذه القصة التي كل حين فحواها يتغير وعنوانها ثابت، بدأت بذاك الباب الخشبي البني المغلق، والذي يفتح للمراجع حسب الأهواء ونوع المعاملة، لكن على الأقل من يتخطى ذاك الباب الأغلب يلقى مراده حيث أن المسؤول كان ذا صدر رحب.
وتطورت حكاية الباب المفتوح وكبرت، حيث فتح ذاك الباب وظل مفتوحاً، لكن أصبح صعب الوصول إليه لأن المسؤول وضع موظفين ومديراً خاصاً لمكتبه ينظمون تلك العملية، وأصبحت حكاية الباب المفتوح متواجدة حول ستار وسياج، لكي تجتازه تحتاج أياماً للوصول إليه.
وتطور الحال وتدخلت التكنولوجيا لتضع بصمتها في أبواب إلكترونية، ومواعيد مبرمجة، وهنا رحل ذاك الباب الخشبي واستبدل بزجاج نظيف نقي، وأصبحت حكاية الباب المفتوح أسطوانة قديمة لأن التواصل الاجتماعي اختصر المسافات في حال لم تفتح تلك الأبواب.
ورغم تلك المراحل وتنقلها من جيل إلى جيل نلاحظ أن البعض من المسؤولين في أول عهده يفتح الأبواب وبعد فترة تتدرج الأبواب بالانغلاق، ويصبح الوصول إليه صعباً، وأتساءل هل التغيير منه؟ أم ضغوط العمل أجبرته؟ أم الحاشية التقليدية أثرت على نفسيته وجرته للطريق الطويل المتعب غير الشفاف؟
والأعجب يا سادة ليس في القوانين والأنظمة لأنها قابلة للتجديد والمرونة، بل لسياسة النفس المغلقة.
نعم قد تصل لبعض المسؤولين بسهولة وسلاسة، لكن وأنت في مكتبه وتحاوره تجده منغلقاً، وكأنك لم تصل إليه وتخرج بخفي حنين.
إن هذا النوع الذي يخاف على مقعده بشكل مفرط، ألا يعلم أن المراجع حين يسعى للوصول له يحتاج لحلول كي يقضي حاجته، ويحتاج لروح تعطي لتلك العقد أن تتحلحل وإلاّ لم يأت إليه من الأساس لجلس عند الموظف وأنهاها.
مسكينة أيتها الحكاية القديمة الجديدة بدأت بباب خشبي حتى وصلتي لعقول خشبية، الفرق بينهما مرئي وغير مرئي وهنا أُشير للبعض.
نعم نحتاج للإبداع والتطوير، ليس للبيانات وسرعتها بل للعقول التي تسخر تلك الأجهزة وتطوعها لخدمة البشر، وإلا ستظل سياسة الباب المفتوح تزورنا كل حين وبأشكال متنوعة وسنشتاق لذاك الباب القديم لأنه باب واحد وليس عدة أبواب لا إمكانية للوصول إليها.