نعم بدأ ذاك الكفيف كلماته المغمورة بجرح السنين، يحكي أنه توظف هذا المعاق بصرياً بعد تخرجه في مؤسسة من المؤسسات مثله مثل أقرانه التي كفلت لهم الدولة هذا الحق.
لكنه يقول: "بعدما باشرت عملي واحتاروا فيني أين يُسكنونني استقريت بقسم توائم مع إعاقتي، لكن مع الأسف لم تتواءم مع إعاقة عقول بعض المسؤولين المباشرين لي، فيشكرون في عملي يوماً ويذمون بأدائي أياماً واحترت كيف أرضيهم ومن زود تأنيب أحدهم وقسوة كلماته اضطررت أن استعين بشخص يساعدني في إدخال بيانات الكمبيوتر مقابل مبلغ أستقطعه من راتبي.
نعم تخيلوا اضطر أن أمشي بطريق مخالف للأعراف، كي لا أجرح بكلمة وأشتري كرامتي، لكن البعض يتجاهل أبعاد الإعاقة البصرية وأنواعها فمنها الكلي ومنها المتوسط والحالتين معاناة مستمرة للتعامل مع شاشة الكمبيوتر.
والمشكلة حينما يكون مرؤوسك لا يعي تلك الإعاقة ويتعامل معها بغير ما يتحدث أمام الإعلام، ناهيك عن التقييم السنوي الضعيف ويقارن الكفيف بزميله غير الكفيف ويؤثر على نفسيته وترقياته ويعيش ببيئة غير مستقرة ضبابية ومشوشة غير مريحة تحت ضغط الإعاقة والعقول المظلمة.
نعم تلك حكاية الكفيف الذي يعيش في كفة الكفيف الذي يحاول أن يشتري نور عينه من راتبه رغم أنه يستحق بدل إعاقة هناك يدفع لسائق وهنا يريد أن يرى التعامل المريح والدعم والتشجيع بل أكثر كي يبدع.
نعم الكفة هي حصرت هذا الكفيف للبحث عن بيئة تحتويه بصدق قالها لي وهو يتجرع أنينه بلا دموع لأنه يعلم أن الدموع ليست هي الحل بل الحل تنوير تلك العقليات المتناقضة بين ما تقول وما تفعل.