جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

ثانوية الطيبين

20 يونيو 2021 / 10:01 AM
صورة بعنوان: ثانوية الطيبين
download-img
نفير عام وكأن طبول الحرب تقرع والكل من هنا وهناك يهرع، ومن ثم هدوء تام لتهيئة الأجواء، فعندنا في البيت ثانوية عامة، وشهر ما قبل الامتحان حديث الآباء في المساجد وتوحيد الدعوات للأبناء وبفخر يقال دعواتكم الطيبة لأبنائنا في الثانوية العامة هذه السنة.
والامهات تصب جل الاهتمام بالتغذية السليمة لتنمية عقول وتركيز طلاب الثانوية العامة والاستنفار هو الحالة السائدة في البيت والالتزام بالهدوء والجو النفسي المناسب للطلبة.

وتنافس يتضح بين غبطة واقتناص خطة بين الأمهات وبعضهن، في تجمعات العصاري وفنجان قهوة لا يكتمل خوفاً على فلان أو فلانة من ازعاج إخوانهم الصغار وتستأذن بالانصراف. 

وخادمات البيوت أو الإخوة الصغار مطراش بالأوراق والمذكرات والكتب مع التنبيه عليهم بعدم المغادرة حتى يتم التنويه عن موعد استرجاع ما أرسل.

وطلبنا العلا فسهرنا الليالي وفي كل قلب أمنية يتمنى أن يصل إليها وفي كل قلوب أهالي المنطقة دعوات لجميع الأبناء بالتوفيق والتفوق ولو لم يكن في بيتهم أحد الطلبة لكن القلوب كلها موحدة والمحبة واحدة. 

وتبدأ الامتحانات والكل متوتر وتبدأ رهبة خفية بين طلاب وأهالي فلا نخرج من يوتنا إلا بإفطار مميز للتركيز ونلتقي بالأصدقاء والزملاء وأساتذتنا الكرام ونراجع ونتمم ما استذكرنا وندخل مطمئنين للجان من بعد إبرام الاتفاق على أي مطعم أو تسلية نقضيها قبل التوجه لبيوتنا بعد صلاة الظهر.

وأما اتفاقيات البنات فتبرم على أي زي يرتدين للغد وهكذا ما بين شد وجذب لذيذين حتى تنتهي الامتحانات وفي آخر يوم نودع أساتذتنا شاكرين ممتنين أمنيات من القلب للجميع بالتوفيق ونهرع لبيوتنا على أمل الاستمتاع بالإجازة ولكن يبقى أرق النتيجة حتى يوم ظهورها.

ونتحلق حول الراديو نستمع بلهفة وتتأرجح النتائج بين جنبات الأثير ونسمع بين كل فترة المدرسة الفلانية لم ينجح أحد منها.

وتختلط المشاعر بين خوف وضحك وتعلن نتائجنا ونقفز فرحين والأهل مبتهجين وتدور أكياس البارد على البيوت والحلوى ومآدب الغداء والعشاء متشاركين مع كل الجيرة والأحبة فرحة النجاح.

هذه ذكرى أيام الثانوية العامة منذ ما يقارب الـ 22 عاماً، وكلما اقتربت نهاية عام دراسي جالت تلك الذكريات في خاطري، فأحببت مشاركتكم إياها.

إنني أعلم اختلاف الوقت واختلاف الأفكار والأجيال، لكن لا أعتقد أنهم، ذاقوا حلاوة الثانوية العامة كما ذقناها أيام الطيبين.

فالوقت من ذهب إذا لم تستغله ذهب.
 
June 20, 2021 / 10:01 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.