المرأة الإماراتية .. سيدة مجتمع مميزة على مر العصور

وهناك من تغربت عن والديها رغم صغر سنّها لتلحق بزوجها وتؤسس معه حياة زوجية مستقرة في مجتمع غريب ربما لم تسمع عنه سابقاً، مجتمع بحاجة لأن تتعرف على عناصره، وطبائع سكانه، وتتكيف مع ظروفه، وصمدت حتى كسرت حاجز الخوف والتردد والقلق والغربة فهي هنا مع زوجها، الأمان الذي غادر بها من مكان إلى مكان، لتعلمها الحياة أكثر مما قد تتعلمه من المقاعد الدراسية، حتى أصبحت الآن أماً لأبناء في مناصب مرموقة بفضل الله تعالى، أماً تؤمن الراحة والاستقرار لجميع أفراد أسرتها؛ تلكم هي أمي وجميع أمهات العالم، أطال الله بأعمارهن، ورحم الله من انتقلت إليه، سيدات فاضلات كريمات، رزقهم الله الصبر والصمود والحياة الطيبة.

وهناك من تمسكت بمقاعد الدراسة والبحث العلمي وسهرت بين كتبها وحصلت على أعلى الشهادات العلمية، لتصبح  عنصراً فعالاً في أسرتها ومجتمعها، أماً متعلمة تحث أبناءها على الاستقامة والصلاح وتلقي العلم بكل الطرق المتاحة، ابنة وأختاً وحناناً تفيض بالعطف الذي يمتد لكل فردٍ في العائلة، وزوجة متفهمة متعاونة تبحث عن الاستقرار الأسري والنفسي لأسرتها، سيدة عصرية بحشمتها وأناقتها ولباقتها واحترامها لذاتها وغيرها، امرأة قوية ساهمت في تطوير مجتمعها ودخلت شتى المجالات، وتبوأت المقاعد البرلمانية وشاركت في إبراز دورها على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي، وأصبحت ضمن نخبة عظيمة من سيدات العالم في جميع المجالات، السياسية والاقتصادية والثقافية والقانونية، تحمل أعلى الشهادات العلمية العالمية.

وفي المجال العملي كانت ضمن خط الدفاع الأول، في المجال الطبي والعسكري والتعليمي والإعلامي، ولم تتوان عن مد يد العون لوطنها وأفراده أثناء تفاقم جائحة كورونا، تغيبت عن أسرتها وأطفالها لتقدم الخدمة والرعاية في أحلك الظروف، فَقَد أبناؤها حنانها لتقدمه للمرضى باهتمامها وعنايتها، ولتوثّق لنا الأحداث، ولتسهر مع أخيها الرجل للحفاظ على الأمن والأمان.

ومنهن من تطوعت لممارسة الدور ذاته؛ عن ابنة الإمارات أتحدث، وسنظل نكتب عن المرأة الإماراتية المتعلمة القيادية المثقفة المبدعة القوية، المديرة، والسفيرة، والوزيرة، والعالمة، والرائدة، التي دعمتها حكومتها الرشيدة حتى أصبحت المرأة الإماراتية على مر العصور سيدة مجتمع مميزة.