جار التحميل...

°C,

سجن الأفكار

في إحدى الغابات الجميلة بشرق آسيويا شاهد أحد السياح مجموعة من الفيلة تمشي منتظمة وراء مدربها لكنه لاحظ وجود حبل مربوط في أقدامها جميعاً ولكن كان حبلاً واهناً ضعيفاً، فإن مد أحد الفيلة خطوته بسعة أكبر، تمزق الحبل لا محالة.
فانتابه الفضول وقرر سؤال المدرب كيف تربط الفيلة بذاك الحبل الضعيف الواهن ومع ذلك لا يقطعونه؟ فأجابه، يا عزيزي كانت هذه الحبال حول أقدامهم منذ ولادتهم وكانت بالنسبة لضعف أجسادهم في تلك الفترة قوية، ومتمكنة ومقاومتهم لها كانت ضعيفة، ومع الأيام نفذ صبرهم وكبروا وهم موقنين أنها أقوى منهم وكفوا عن المحاولة ورضخوا لها.

كذلك بعض العقول يا سادة تسجن بداخلها كمية من الأفكار والمعتقدات التي تثبتهم في أماكنهم بلا تقدم ولا تجديد، سجن تتبلور فيه مجموعة من الأفكار غير القابلة للتجديد والنقاش بالنسبة لهم، لكنها بالتأكيد تحتاج الى إزالة وتعمير.

فكثر هم يا أحبة هؤلاء الذين يتمسكون بأفكار بالية، واهنة، مصرين أنها ما تعلموه وتنشؤوا عليها وأتقنوه متناسين المواكبة والتطور وتعاقب الأزمان والأجيال.

فطالما ظل قيد تلك الأفكار مقيداً لمدارك الإنسان يبقى التفكير محدوداً وضيق الأفق بالرغم من وهن الأفكار، ولكن وهم قوتها هو المسيطر عليهم وذلك لأنها في وقت ما كانت فعالة ومجدية.

فلنحطم القيود يا سادة، ولنخرج لمدارك أوسع ولنفتح الأفاق للأفكار الجديدة لنتمكن من فك أسر العقول من الأفكار الواهنة، فليس مهماً بأن تؤمن بأفكار أخرى، لكن نتطلع ونفكر بتحديث ما يقيدنا لنطور ونتطور.

فسجن الأفكار يبقيك آخر القافلة وإن كنت سيدها.
June 06, 2021 / 10:57 AM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.