جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,

ما وراء الميتافيزيقا: رحلة إلى عوالم الوجود الغيبية

30 أكتوبر 2025 / 8:57 AM
ما وراء الميتافيزيقا: رحلة إلى عوالم الوجود الغيبية
download-img
يتناول هذا المقال رحلة الإنسان في استكشاف الوجود من منظور يتجاوز المفاهيم الفلسفية التقليدية، متخطياً حدود الميتافيزيقا نحو أفق أعمق يسمى "ما وراء الميتافيزيقا"، تبدأ الرحلة من تساؤل الإنسان الدائم عن ماهية الوجود والحقيقة، وهو ما شكّل أساس الفكر الميتافيزيقي منذ العصور القديمة.
حيث كانت الميتافيزيقا تُعنى بما هو "ما بعد الفيزياء"، في محاولة لفهم المبادئ الأولى للكون والكينونة لكن المقال يطرح أن الميتافيزيقا، رغم أهميتها، لا تكفي وحدها للإجابة على الأسئلة الوجودية العميقة، لأن بعض الظواهر تتجاوز حدود العقل والمنطق والتجربة الحسية، ومن هنا يُطرح مفهوم "ما وراء الميتافيزيقا" كمجال يستدعي الدمج بين الفكر والروح، ويعتمد على التجربة الوجودية والروحية المباشرة التي تعانق الغيب واللانهاية.

يرى الكاتب أن هذه التجربة ليست نظرية فقط، بل هي رحلة وجودية ترتكز على التواصل الحي بين الذات والكون، كما في مفهوم "الوجود – في - العالم" عند الفيلسوف مارتن هايدغر، وفكرة "التجسد" عند موريس ميرلو - بونتي التي تربط الإدراك بالحضور الجسدي للعالم، ويُستشهد كذلك بابن عربي الذي وصف "البرزخ" كعالم وسط يجمع بين الغيب والشهادة، مشيراً إلى وحدة الوجود باعتبارها تجربة كونية وروحية في آنٍ معاً.

 كما يمثل الشعر الصوفي، كما في أبيات جلال الدين الرومي، مرآة لهذا المفهوم، حيث تُجسد الكلمات حالات وجدانية تتجاوز المكان والزمان والعقلانية، لتصل إلى وعي الذات بالحقيقة العليا، ويُظهر المقال كيف تسهم التجربة الصوفية في تجاوز الحدود العقلية إلى فضاء مندمج مع الحقيقة المطلقة. 

كما يناقش فلسفة إيمانويل كانط التي تميز بين "الظاهر" و"الجوهر"، مشيراً إلى محدودية الإدراك الحسي وعدم قدرته على الإحاطة بالواقع الكلي، وهو ما يفتح الباب أمام تأملات "ما وراء الميتافيزيقا"، ويبرز كذلك حضور الفلسفة الشرقية، من خلال تعاليم الفيلسوف الهندي سري أودايا نارايانا، الذي يرى أن الحقيقة لا تُدرك بالعقل، بل بالتحرر منه، مما يعكس أهمية التجربة المباشرة في إدراك الوجود، ويتجلى البعد الماورائي في الأدب العربي المعاصر، من خلال أشعار أدونيس التي تذيب الحدود بين الذات والعالم، وتُعبّر عن سكونٍ كوني يتجاوز الإدراك الحسي. في هذا السياق، يصبح الشعر والفلسفة والروحانية أدوات متكاملة لاستكشاف المجهول.

وفي ختام المقال، يُقدّم "ما وراء الميتافيزيقا" كأفق مفتوح لا ينتهي، رحلة مستمرة من البحث والتأمل في الذات والكون، حيث يصبح الوعي نمط حياة، والحكمة نتيجة تفاعل عميق بين الروح والمعرفة، هذه الرحلة لا تنتهي بإجابات، بل تبدأ بوعي جديد يعيد تشكيل العلاقة بين الإنسان والكون، ويجعل من الوجود تجربة روحية لا يمكن احتواؤها ضمن حدود العقل وحده.
October 30, 2025 / 8:57 AM

الكلمات المفتاحية

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.