جار التحميل...
ما الذي يؤدي إلى إساءة الاستخدام؟
لا تقتصر آثار مسكنات الألم على التخفيف الجسدي للألم، بل تمنح شعورًا بالراحة أو النشوة، مما يجعلها جذابة للبعض نفسيًا، وقد يبدأ الشخص في تناولها بحثًا عن الشعور بالارتياح العاطفي، لا لعلاج الألم الجسدي، ومع مرور الوقت، قد يقوم بزيادة الجرعة دون استشارة طبية، معتقدًا أن الأمر غير ضار، إلا أن مثل هذه السلوكيات قد تكون مدخلًا إلى الاعتماد، ومن ثم الإدمان.
من أولى العلامات الدالة على سوء الاستخدام أن يبدأ الشخص بتناول جرعات أكبر من تلك التي وصفها الطبيب، قد تلاحظ عبارات مثل: "أصبحت الجرعة لا تكفي" أو "أحتاج إلى أكثر من حبة واحدة لأشعر بالراحة".
إذا كانت عبوة الدواء تنفد قبل تاريخ التجديد المحدد، فذلك مؤشر على تناول الدواء بسرعة غير معتادة، مما قد يشير إلى إساءة الاستخدام.
إن اللجوء إلى عدة أطباء للحصول على وصفات متكررة، أو التردد على أقسام الطوارئ بشكل غير مبرر، علامة واضحة على محاولة الحصول على الدواء بطرق غير نظامية.
قد يلاحظ على الشخص تغيرات مفاجئة في المزاج، مثل الانفعال، والقلق، أو الكتمان، بالإضافة إلى سلوك دفاعي عند الحديث عن الأدوية.
عندما يصبح الحصول على الدواء أولوية تتجاوز الالتزامات المهنية، والأسرية أو الاجتماعية، فذلك مؤشر قوي على وجود مشكلة.
تشمل العلامات الجسدية لسوء استخدام المسكنات ما يلي:
• النعاس أو ضعف التركيز.
• بطء أو تلعثم في الكلام.
• ضيق حدقة العين.
• الغثيان أو الإمساك المزمن.
• مشاكل في التنفس "ويعد من الأعراض الخطيرة".
• التزم بتعليمات الطبيب بدقة: لا تقم بزيادة الجرعة أو تقليلها دون الرجوع إلى الطبيب.
• خزن الأدوية بشكل آمن: ضع الأدوية بعيدًا عن متناول الأطفال أو الآخرين.
• تخلّص من الأدوية غير المستخدمة بطريقة آمنة: توفر الصيدليات والمراكز المجتمعية برامج مخصصة لذلك.
• تحدث دون تأخير: إذا لاحظت أي سلوكيات مثيرة للقلق في تعاطي الدواء، لا تتردد في التحدث إلى طبيبك أو أحد المتخصصين، فطلب المساعدة ليس ضعفًا، بل خطوة شجاعة نحو التعافي.
إذا ظهرت عليك أو على أحد أفراد أسرتك أكثر من واحدة من العلامات السابقة، من الضروري التواصل مع طبيب مختص أو مع جهات الدعم المتخصصة.
إن مسكنات الألم تُعد أداة طبية فعالة عند استخدامها وفق الإرشادات، لكنها تحمل مخاطر حقيقية إذا أُسيء استخدامها، والتعرف على العلامات المبكرة والتدخل في الوقت المناسب يمكن أن ينقذ الحياة، ويحفظ الصحة، ويعيد السيطرة للشخص على مجرى حياته.