جار التحميل...
وفي إمارة الشارقة تنوُّع غنيّ بالأسواق التراثية التي تحرص الجِهات المَعنيَّة على إدارتها وتطويرها بما يحفظ هويتها القديمة، ويجذب إليها الزُّوّار من داخل البلاد، وخارجها، ومن هذه الأسواق سوق الشناصية الذي يُعَدّ اليوم جزءاً من أضخم المشاريع التراثية في الخليج العربي، والمنطقة كلِّها.
في قلب منطقة الشارقة، يقع سوق الشناصية عند تقاطُع طريق الكورنيش وشارع الحصن، وهو من أعرق أسواق المنطقة، وأكثرها استقطاباً للزُّوّار، وفي ما يأتي بعض المعلومات عن تاريخه، وأصل تسميته، والأهمِّية التي يتبناها:
يعود بناء سوق الشناصية في الشارقة إلى القرن التاسع عشر الميلادي؛ إذ كان في الماضي مركزاً لتبادُل البضائع والتجارة، وكان الأفراد يرتادونه لشراء احتياجاتهم المختلفة، بالإضافة إلى أنّه كان مُلتَقىً اجتماعيّاً للقاء الآخرين، وتبادل الأحاديث والأخبار.
وتجدر الإشارة إلى أنّ أعمال الحفريات والتنقيب في موقع السوق الحالي بين حصن الشارقة والكورنيش كانت قد كشفت عن أساسات سوق قديم من خمسينيات القرن الماضي، وكان هذا السوق يربط بين سوق الشيخ صقر بن محمد القاسمي في منطقة الشويهين، والسوق المسقوف في منطقة المريجة، علماً بأنّ إعادة بناء سوق الشناصية الحالي جَرَت على هذه الأساسات.
ما زال سوق الشناصية مُحتفِظاً باسمه الأصلي الذي أُطلِق عليه في الماضي، والذي اكتسبه من تُجّار منطقة شناص في سلطنة عُمان، الذين اعتادوا ارتياد السوق بانتظام؛ لممارسة الأنشطة التجارية، وتبادل البضائع، وكان هذا السوق قد احتفظ بأهمِّيته، وظلّ وجهة للتُّجّار والأفراد إلى حين اختفائه؛ نتيجة النهضة العُمرانية والتوسُّع الحضري الذي شهدته المنطقة.
سوق الشناصية كبقية الأسواق التراثية في الإمارة، مَعلَم عريق، ووجهة تُراثية ما زالت قائمة إلى اليوم؛ إذ يشهد هذا السوق نشاطاً تجارياً لبَيع مختلف البضائع والمُقتنَيات، لا سِيَّما التقليدية منها، وهو يُعَدّ من الوجهات السياحية التي تستقطب الزُّوّار والسُّيّاح القادمين إلى الإمارة؛ للتجوُّل في أروقته، والتعرُّف عن قُرب إلى جانب مُهِمّ من تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة عامَّة، وإمارة الشارقة خاصَّة.
يتميَّز سوق الشناصية في الشارقة بموقعه الاستراتيجي قُرب البحر، إلى جانب تنوُّع بضائعه؛ ممّا يُتيح ممارسة العديد من الأنشطة فيه، ومن أبرزها التسوُّق، ومن أبرز المُقتنَيات التي يمكن للزائر الحصول عليها في هذا السوق: التُّحَف، والهدايا التذكارية، والمَشغولات اليدوية، والأعشاب الطبِّية، وسِلال سعف النخيل، والسجّاد، والملابس يدوية الصُّنع؛ كالعباءات، والكندورة، والأباريق النُّحاسية، والصناديق المُطعَّمة باللؤلؤ، ويمكن أيضاً اقتناء البخور، والزيوت، والعُطور، والمجوهرات التراثية.
بالإضافة إلى أنّ زُوّار سوق الشناصية يستطيعون أثناء تجوُّلهم بين المتاجر زيارة المقاهي والمطاعم المُتخصِّصة في المأكولات الشعبية الإماراتية، وتجربة تناولها وسط الأجواء التراثية.
شَهِد سوق الشناصية عام 2014 بداية أعمال إنشائية؛ لإعادة ترميمه، ضمن مشروع قلب الشارقة المعروف بوصفه أحد المشاريع الكُبرى المَعنيَّة بالتُّراث على مستوى المنطقة، والخليج العربي، وكانت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) قد تولَّت هذا المشروع بتوجيهات من صاحب السُّمُوّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتِّحاد، حاكم الشارقة، ورعاية منه.
وخلال هذه الأعمال الإنشائية، كشفت المُسوحات عن أساسات سوق الشناصية القديم الذي يعود تاريخه إلى خمسينيات القرن الماضي -كما ذُكِر سابقاً-، والتي تبلغ مساحتها 2500 متر مُربَّع، ثمّ جرى ترميم السوق الحالي على هذه الأساسات، مع مراعاة الحفاظ على التصميم المعماري القديم نفسه الذي يُميِّزه عن غيره في ذاكرة سُكّان الشارقة، وكلِّ مَن زاره من قبل.
ومن الإنجازات الأخرى لمشروع إعادة إحياء سوق الشناصية تزويدُ السوق الجديد بأماكن للإيجار؛ لتمكين المواطنين، ولا سِيَّما الشباب، من أصحاب المشاريع التراثية، من توسيع مشاريعهم، وتطويرها.
المراجع
[1] visitsharjah.com, Souq Al Shanasiyah
[2] wam.ae, "شروق" تعيد إحياء سوق الشناصية التاريخي في قلب الشارقة
[3] worldscoolestwinter.ae, Souq AlShanasiyah
[4] sharjahevents.ae, Sharjah Shopping
[5] aard.gov.ae, الأسواق التراثية في الإمارات.. ترحال متجدد في ذاكرة المكان