جار التحميل...
يُعد السوق المركزي في الشارقة أحد أبرز معالم الإمارة، إذ يجمع بين الأصالة والحداثة في تصميمه المعماري الفريد ولونه الأزرق الخلّاب، وقد افتتح عام 1978 ليصبح أحد أكبر الأسواق في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويتميّز المبنى بطرازه المعماري المستوحى من التراث الإسلامي، مع لمسات عصرية تجعله تحفة معمارية حقيقية، كما يتكون السوق من مبنيين طويلين متوازيين ومتصلين بجسور داخلية، مما يمنحه شكلاً مميزاً يجذب الزوار والمصورين على حدّ سواء، ويعكس براعة الدمج بين العناصر التقليدية والتصميم المعاصر.
يحتل السوق المركزي موقعاً استراتيجياً في قلب مدينة الشارقة، إذ يطل أحد جناحيه على شارع الملك فيصل، بينما يتمتع الآخر بإطلالة خلابة على بحيرة خالد، كما يقع السوق بالقرب من ساحة الاتحاد، مما يجعله وجهة مثالية للسياح والمتسوقين المحليين على حدّ سواء، حيثُ يمكنهم الاستمتاع بتجربة تسوق فريدة مع مناظر طبيعية ساحرة.
يضم السوق المركزي ما يزيد عن 600 متجر، موزعة على طابقين، مما يعكس تنوع وثراء الثقافات والحرف اليدوية من مختلف أنحاء العالم.
كما يتميّز بتوزيع فريد للمحلات التجارية في طوابقه، إذ يضم الطابق الأرضي مجموعة متنوعة من محلات المجوهرات الحديثة والساعات والملابس، مما يجعله وجهة مثالية للمتسوقين العصريين الباحثين عن أحدث الصيحات، بينما يشكل الطابق العلوي متحفاً حياً للفنون والحرف التقليدية، إذ تعرض المتاجر تحفاً ومنتجات يدوية من مختلف أنحاء المنطقة.
تحتل تجارة السجاد مكانة خاصة في السوق المركزي، إذ تختص العديد من المتاجر ببيع السجاد الفارسي المصنوع يدوياً، وسجاد الكليم الملون من أفغانستان وكشمير، وتعكس هذه القطع الفنية النادرة براعة الحرفيين، وتنقل ثقافات وحكايات الشعوب عبر نقوشها وألوانها.
ومن القطع النادرة المعروضة في السوق المركزي سجادة ضخمة تحتل جداراً كاملاً في أحد المحال تروي قصة الملكة بلقيس اليمنية، وهي تحفة فنية استثنائية نسجتها عائلة من تبريز المعروفة بسجادها يدوي الصنع، إذ استغرقت حياكتها خمس سنوات، وتم استخدام خيوط من الحرير الصافي والصوف في صناعتها.
وتبلغ قيمة تلك السجادة 120 ألف درهم، مما يعكس قيمتها الفنية والتاريخية الاستثنائية، كما تعد مثالاً بارزاً على دقة ومهارة صناعة السجاد اليدوي، وتُبرز القيمة الفنية والتاريخية للقطع المعروضة في السوق، مما ينقل الزوار إلى حكايات من الماضي العريق.
تشكل محلات الذهب والمجوهرات جزءاً أساسياً من هوية السوق المركزي، إذ تتركز بشكل رئيسي على الجانب الساحلي منه، وتقدم مزيجاً فريداً من المجوهرات العصرية والتقليدية، بما في ذلك الذهب، والألماس، والأحجار الكريمة، والفضة، بالإضافة إلى المجوهرات البدوية الأصيلة.
وما يميّز هذه المحلات هو وجود حرفيين ماهرين قادرين على إعادة تصميم القطع وفقاً لرغبات الزبائن، مما يضفي قيمة شخصية وفنية للقطع المقتناة.
يُعرف السوق المركزي بأنه أكثر من مجرد مركز تجاري، فهو يمثل موطناً للعديد من العائلات والتجار الذين توارثوا مهنهم عبر الأجيال، فمنذ افتتاحه أصبح وجهةً استقرار للتجار الذين وجدوا فيه فرصة لممارسة شغفهم بالتجارة والحرف اليدوية، وهذا الارتباط العميق بين التجار والسوق ساهم في الحفاظ على روحه الأصيلة، وجعله مكاناً يعكس الهوية الثقافية للشارقة والمنطقة ككل.
أصبح السوق المركزي وجهةً سياحية مفضلة للزوار المحليين والدوليين على حدّ سواء بفضل تنوع معروضاته وجماله المعماري، فهو يقدم تجربة فريدة تجمع بين متعة التسوق واستكشاف الثقافة والتراث.
ويستقطب السوق العديد من المجموعات السياحية الأجنبية الراغبة بشراء التحف والهدايا التذكارية، كما يعد مقصداً للعائلات المحلية التي تبحث عن تجربة تسوق أصيلة تختلف عن مراكز التسوق الحديثة.
ختامًا، يبقى السوق المركزي في الشارقة رمزاً حياً لقدرة المدينة على الموازنة بين الحفاظ على الأصالة والتقدم نحو المستقبل، فهو ليس مجرد مركز للتسوق، بل مكان يجمع الثقافات، ويسرد قصص الماضي، ويرسم ملامح الحاضر، مؤكداً على دور الشارقة كمنارة للثقافة والتراث في المنطقة.
المراجع
[1] sgmb.ae, السوق المركزي بالشارقة.. ينقل ثقافات وحكايات الشعوب بقطع فنية نادرة من السجاد
[2] sharjahevents.ae, السوق المركزي
[3] visitsharjah.com, السوق المركزي
[4] portal.shjmun.gov.ae, السوق المركزي
[5] sharjah24.ae, السوق المركزي