مع تغيير درجات الحرارة وارتفاعها الملحوظ، قد يتعرض البعض للحرارة وأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة، مما قد يؤدي إلى أعراض مختلفة ذات صلة بالحرارة والتي تتراوح ما بين إنهاك حراري وضربة الشمس وغيرها، فيتم تعريف الحالة وفقاً لدرجة الحرارة الأساسية وأعراضها التي قد تتراوح من معتدلة إلى خطيرة.
الأسباب وعوامل الخطر:
هناك العديد من عوامل الخطر التي قد تجعل فئة معينة معرضة أكثر من غيرها لمخاطر التعرض للحرارة والأعراض المرتبطة بها، وتشمل هذه العوامل كبر السن، الأشخاص الذين لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم مثل الأطفال أو ذوي الاحتياجات الخاصة، تناول بعض الأدوية مثل مدر البول، عدم الاعتياد على البيئات الساخنة وغيرها من العوامل التي قد تجعل الفرد معرضاً للإنهاك الحراري وغيره.
إن الأعراض المختلفة المرتبطة بالحرارة هي أساساً نتيجة للتعرض الطويل للبيئات الحارة والرطبة مثل ما يحدث في الحج والعمرة خلال فصل الصيف أو عند ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير أو أثناء العمل في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس أو عند ترك الأطفال في سيارة مغلقة أو عند ممارسة التمارين الرياضية بشكل مكثف تحت الظروف الحارة والرطبة.
الأعراض:
هناك العديد من الأعراض التي تختلف شدتها حسب درجة الحرارة ونذكر منها أهمها وأكثرها شيوعاً وهي أعراض الانهاك الحراري وضربة الشمس:
أعراض الإنهاك الحراري Heat exhaustion:
• درجة حرارة الشخص مرتفعة جداً ولكن عادة أقل من 40 درجة مئوية.
• العطش الشديد مع تقلصات في العضلات وتسارع ضربات القلب واﻧﺧﻔﺎض ﺿﻐط اﻟدم.
• يتم الحفاظ على آليات تنظيم الحرارة.
• لا توجد أي أعراض عصبية ولكن يوجد ارتباك خفيف وتهيج.
• يشعر المريض بالغثيان مع وجود اﻟﺻداع، والتعرق الشديد وكذلك يشتكي من انخفاض في كمية البول.
أعراض ضربة الشمس Heatstroke
• درجة حرارة الشخص أكثر من 40 درجة مئوية مع وجود أعراض عصبية تتراوح ما بين الارتباك إلى الإغماء او الغيبوبة.
• فقدان القدرة على العرق وفقدان آليات تنظيم الحرارة.
• يشعر المصاب بالصداع، الغثيان ،التقيؤ، تسارع ضربات القلب، ألم في العضلات، دوخة.
• إذا وصلت درﺟﺔ ﺤﺮارة المصاب إلى أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 41 درﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ، ﻓﻘﺪ يؤدي ذلك إﻟﻰ ﺗﻠﻒ اﻟﺪﻣﺎغ واﻟﻜﺒﺪ واﻟﻜﻠﻰ واﻟﻌﻀﻼت.
التشخيص:
يتم تشخيص ضربة الشمس والإجهاد عن طريق التاريخ المرضي للمصاب مع وجود الأعراض التي تم ذكرها سابقاً مع الفحص السريري، ومن الممكن أيضاً إجراء بعض فحوصات الدم لاستبعاد أي إصابة لمختلف أجهزة الجسم وأعضاءه.
الوقاية والعلاج:
طرق الوقاية فعالة للغاية في الحد من الوفيات والأضرار من خلال الحفاظ على الترطيب الكافي وتجنب الجفاف عن طريق شرب كميات مناسبة من السوائل، وتجنب التعرض للحرارة ولأشعة الشمس بشكل مباشر لفترة طويلة، ارتداء الملابس الخفيفة ذات ألوان فاتحة، وتجنب ممارسة الرياضة في بيئة حارة ورطبة.
الهدف الأساسي لعلاج الأعراض المرتبطة بالحرارة هو تخفيض درجة الحرارة بسرعة باستخدام طرق مختلفة وفقاً لما يلي:
- في حالة الانهاك الحراري، يجب نقل المريض من المكان الذي تعرض فيه للحرارة أو إبعاده عن مصدر الحرارة الخارجي، مع إعطائه سوائل ومحاليل الجفاف عن طريق الفم والخضوع للتبريد التبخيري (evaporative cooling) الذي يمكن القيام به عن طريق ترطيب الجلد بالماء مع تعريضه لهواء دافئ.
- في حالة ضربة الشمس تتم معالجة المريض في البداية بالعمل على خفض درجة حرارة الجسم بسرعة عن طريق الغمر في حمام ثلجي، أو باستخدام بطانيات التبريد، أو وضع كمادات الثلج على الإبطين، والفخذ، والرقبة والرأس وإعطاء بعض الأدوية حسب ما تستدعيه الحالة.
For an optimal experience, please
